في ١٦ حزيران ١٩٧٦، خرج الألوف من المراهقين والشباب إلى الشوارع في سويتو Soweto بالقرب من جوهانبرغ احتجاجاً على قرار حكومة جنوب افريقيا بتدريس المواد الرئيسية في المدارس باللغة الأفاريقانية (لغة المستعمرين الهولنديين)، وخلال ساعة من بدء الاحتجاجات، فتحت الشرطة النار على جموع المتظاهرين السلميين متسببة بمقتل ٢٣ على الأقل. هبت جنوب افريقيا كلها محتجة، وتسببت ثورة سويتو بمقتل حوالي ٦٠٠ شخص خلال الأشهر القليلة التالية.
كانت التفرقة العنصرية حتى أحداث سويتو أمراً مسلماً به لا يمكن مسه حيث كانت أقلية بيضاء تسيطر على غير البيض وتعزلهم منذ استوطن الهولنديون والبريطانيون جنوب افريقيا في نهاية القرن السابع عشر والقرن الثامن عشر. ولكن التفرقة العنصرية ظهرت بأبغض أشكالها عام ١٩٥٠ عندما بدأ الافريقيون من أصل أوروبي وهم المنحدرون من المستوطنين الهولنديين الأصليين يضعون القوانين التي تلزم السود والملونين أن يعيشوا ويعملوا في مناطق محددة معزولة ومنعوهم من تملك الأراضي خارج هذه المناطق.
وجد غير البيض أنفسهم سجناء في أرضهم. وكان مستواهم التعليمي لا يسمح لهم بالقيام بأكثر من الأعمال الأساسية في صناعات يديرها البيض. لم يكن يسمح لهم بمعاشرة البيض أو بالسفر خارج المناطق المخصصة لهم دون إذن ولم يكن لهم صوت في الحكومة وكان على كل السود الذين يشكلون ٧٠ بالمئة من السكان أن يحملوا تصريح تنقل pass book يسجل تحركاتهم وكان من الممكن اعتقالهم إذا دعوا البيض إلى منازلهم دون موافقة.
بعد سنة من أحداث سويتو ضرب وكلاء للحكومة رئيس تنظيم الطلاب في جنوب افريقيا ستيفن بيكو Steven Biko حتى الموت، وبدأت الدولة تفقد قدرتها على استيعاب الشغب وتبحث عن طرق لامتصاص غضب الشارع فوضعت دستوراً جديداً يعطى صوتاً لبعض غير البيض وحاولت منح السود استقلالاً جزئياً ضمن أراض منعزلة داخل جنوب افريقيا ولكن هذه الوسائل لم تنجح في إخماد الغضب.
أنكرت الأمم المتحدة التفرقة العنصرية في جنوب افريقيا عام ١٩٧٧ وفرضت حظر أسلحة عليها، وبدأت الفرق الرياضية العالمية تقاطع الفرق الجنوب افريقية كما قاطعت شركات عديدة المنتجات والخدمات الجنوب افريقية، وبدأت المطالبة بإطلاق مانديلا المعتقل والمحكوم بالسجن المؤبد منذ ١٩٦٢ تتحول إلى حملة عالمية كما نال الأسقف ديسموند توتو Desmond Tutu المناهض للتفرقة العنصرية جائزة نوبل في السلام عام ١٩٨٤.
كل هذه الضغوطات دفعت رئيس جنوب افريقيا دوكليرك F.W. de Klerk إلى إجراء تغيير من الداخل فقد أدرك أن التفرقة العنصرية لم تكن تتسبب بعزلة دولته فقط بل كانت تسلبها إمكانيات السود، فأمر بإخلاء سبيل نيلسون مانديلا عام ١٩٩٠ وأنهى الحظر على الجماعات السياسية السوداء وبدأ بالمباحثات من أجل الوصول إلى الديمقراطية وحكم الأغلبية. وفي ١٧ حزيران ١٩٩٠، صوت البرلمان الجنوب افريقي على إلغاء الأساس القانوني للتفرقة العنصرية، وانتخب مانديلا رئيساً بعد ذلك بثلاث سنوات.
كانت التفرقة العنصرية حتى أحداث سويتو أمراً مسلماً به لا يمكن مسه حيث كانت أقلية بيضاء تسيطر على غير البيض وتعزلهم منذ استوطن الهولنديون والبريطانيون جنوب افريقيا في نهاية القرن السابع عشر والقرن الثامن عشر. ولكن التفرقة العنصرية ظهرت بأبغض أشكالها عام ١٩٥٠ عندما بدأ الافريقيون من أصل أوروبي وهم المنحدرون من المستوطنين الهولنديين الأصليين يضعون القوانين التي تلزم السود والملونين أن يعيشوا ويعملوا في مناطق محددة معزولة ومنعوهم من تملك الأراضي خارج هذه المناطق.
وجد غير البيض أنفسهم سجناء في أرضهم. وكان مستواهم التعليمي لا يسمح لهم بالقيام بأكثر من الأعمال الأساسية في صناعات يديرها البيض. لم يكن يسمح لهم بمعاشرة البيض أو بالسفر خارج المناطق المخصصة لهم دون إذن ولم يكن لهم صوت في الحكومة وكان على كل السود الذين يشكلون ٧٠ بالمئة من السكان أن يحملوا تصريح تنقل pass book يسجل تحركاتهم وكان من الممكن اعتقالهم إذا دعوا البيض إلى منازلهم دون موافقة.
بعد سنة من أحداث سويتو ضرب وكلاء للحكومة رئيس تنظيم الطلاب في جنوب افريقيا ستيفن بيكو Steven Biko حتى الموت، وبدأت الدولة تفقد قدرتها على استيعاب الشغب وتبحث عن طرق لامتصاص غضب الشارع فوضعت دستوراً جديداً يعطى صوتاً لبعض غير البيض وحاولت منح السود استقلالاً جزئياً ضمن أراض منعزلة داخل جنوب افريقيا ولكن هذه الوسائل لم تنجح في إخماد الغضب.
أنكرت الأمم المتحدة التفرقة العنصرية في جنوب افريقيا عام ١٩٧٧ وفرضت حظر أسلحة عليها، وبدأت الفرق الرياضية العالمية تقاطع الفرق الجنوب افريقية كما قاطعت شركات عديدة المنتجات والخدمات الجنوب افريقية، وبدأت المطالبة بإطلاق مانديلا المعتقل والمحكوم بالسجن المؤبد منذ ١٩٦٢ تتحول إلى حملة عالمية كما نال الأسقف ديسموند توتو Desmond Tutu المناهض للتفرقة العنصرية جائزة نوبل في السلام عام ١٩٨٤.
كل هذه الضغوطات دفعت رئيس جنوب افريقيا دوكليرك F.W. de Klerk إلى إجراء تغيير من الداخل فقد أدرك أن التفرقة العنصرية لم تكن تتسبب بعزلة دولته فقط بل كانت تسلبها إمكانيات السود، فأمر بإخلاء سبيل نيلسون مانديلا عام ١٩٩٠ وأنهى الحظر على الجماعات السياسية السوداء وبدأ بالمباحثات من أجل الوصول إلى الديمقراطية وحكم الأغلبية. وفي ١٧ حزيران ١٩٩٠، صوت البرلمان الجنوب افريقي على إلغاء الأساس القانوني للتفرقة العنصرية، وانتخب مانديلا رئيساً بعد ذلك بثلاث سنوات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق