بعد
الحديث عن إشارتي الجمع والطرح وإشارة المساواة سابقاً، بقي من الإشارات الحسابية المألوفة
جداً إشارتا الضرب × والقسمة ÷، اللتان لم تستخدما حتى القرن السابع عشر وليس قبل
ذلك. كان وراء ذلك الرياضياتي البريطاني ويليام أوترد (1574-1660) الذي كان شغوفاً
جداً بالرموز. وضع حوالي 150 رمزاً ولكن لم يبق منها قيد الاستعمال سوى ثلاثة من بينها إشارة
الضرب المعروفة ×. ولكن هناك من اعترض على ذلك، أولهم عالم الرياضيات الألماني المشهور
لبنيتز (1646-1715) وذلك لتشابهها مع الحرف اللاتيني x المستخدم جداً في الرياضيات، لذا اقترح لبنيتز استخدام النقطة
(.) للإشارة إلى الضرب، وهو ما أصبح شائعاً أكثر وخاصة في القرن الثامن عشر. ولكن قبل
لبنيتز اقترح عالم الرياضيات السويسري جوهان راهن (1622-1676) إشارة * للضرب في القرن السابع عشر. لذا نجد اليوم ثلاث إشارات تشير إلى عملية الضرب. وأحيانا لا نضع أية إشارة، لأنها ذلك مفهوم ضمناً كما في
حالة xy التي نفهم منها أن المتغيرين x و y مضروبان ببعضهما، وهذا ما استعمله الهنود في القرن الثامن الميلادي
وكذلك العرب بعد الهنود.
أما
إشارة التقسيم المعروفة حالياً فتعود إلى جوهان راهن، المذكور سابقاً، في عام
1659. ولكن كان هناك من استخدم النقطتين : في عام 1633 للدلالة على النسبة (الكسر)،
وليس للتقسيم. ولكن النقطتين استخدمتا لاحقاً للتعبير عن التقسيم. وقد استخدم
لبنيتز النقطتين للنسبة وكذلك للتقسيم.
ولاستكمال
ما نجد من رموز على أبسط حاسبة يبقى الرمز % الذي يعني النسبة المئوية، مثل عندما
نقول إن 45% من الرجال يدخنون، فنقصد بذلك أنه من أصل كل مائة رجل يوجد بينهم 45
مدخناً. والمائة تكتب 100، وليس من الصعب هنا اكتشاف أصل الرمز %!! ومثل ذلك الرمز
‰ الذي يعني بالألف أو من ألف.
بقي
أن نقول إن هناك الكثير من الرموز في الحساب والرياضيات وأشياء أخرى كثيرة يحتاج الحديث عنها إلى الكثير من الصفحات، وهي من بين أهم الاختراعات
الإنسانية التي لا سند مادي لها.
وبقي أن
نضيف أنه قد يكون من الأنسب في اللغة العربية استخدام كلمة "جداء" بدلاً
من كلمة "ضرب"، لأن لهذه الأخيرة معان مختلفة ليست كلها محببة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق