غوغل ... قصة لا تزال في بدايتها

غوغل هو محرك البحث الشهير، القادر على أن يبحث فيما هو موجود على الإنترنت بلمح البصر. وبحثه هذا يقوم به ضمن ما يزيد عن 40 مليار صفحة وب مفهرسة، جمعها من الإنترنت وخزنها لديه. ولفعل ذلك يستخدم طريقة خاصة به، ويستعين على تنفيذها بآلاف الحواسيب التي تعمل معاً لتلبية الطلبات القادمة من كل حدب وصوب. عدد الطلبات التي تصل إليه من مختلف أصقاع العالم يزيد عن مليوني  طلب في الدقيقة الواحدة، وعليه إذاً أن يرجع العدد نفسه من الأجوبة. أما عدد الطلبات التي ترده في الشهر فقد زاد في نهاية عام 2015 عن 100 مليار طلب في شهر كانون الأول لوحده!

بدأ محرك البحث عمله في عام 1998، وكان وراء ذلك كل من سيرغي بران ولاري بيج اللذان التقيا في جامعة ستانفورد في عام 1995 وكان لكل منهما من العمر 23 عاماً. عملا معاًعلى تصميم وتنفيذ محرك بحث يستطيع الاستجابة بسرعة للطلبات، التي كانت في طريقها إلى التزايد مع توسع انتشار الإنترنت. وأكملا عملهما وأسسا شركة انطلقت في عام 1998، وسمي محرك البحث هذا بـ "غوغل". لاقى عملهما نجاحاً باهراً منذ البداية. وبالرغم من كل المحاولات اللاحقة لتقليد عملهما فقد بقيت السيطرة لغوغل، وهو اليوم الموقع الأول من حيث عدد الزوار في العالم، وتتعدى نسبة استخدامه 75% في عمليات البحث، ولباقي محركات البحث الربع الباقي.

مركز بيانات غوغل

ولكن محرك البحث لم يتوقف عند البحث في طلبات مستخدميه، بل مضى إلى أبعد ما هو من ذلك من منتجات لها صلة بسوق المعلومات. فقدم منتجات كثيرة، من أشهرها "غوغل بلس" وهي شبكة تواصل اجتماعي، وكذلك "غوغل الأرض" الذي يساعد على التجول في العالم كله وبما لا يصدق أحياناً. وطبعاً البريد الإلكتروني الذي بلغ عدد مستخدميه حالياً حوالى مليار شخص، أي أنه سيصبح قريباً بريد العالم! وغير ذلك كثير. من أهم منتجاته الأخرى الحصول على ملايين الكتب من مختلف مكتبات العالم ووضعها في مكتبته بما يمكن الرجوع إليها لقراءتها أو البحث فيها. وهذا غيض من فيض. وغير ذلك اشترى موقع يوتيوب المعروف بمكتبته الفيديوية الهائلة. 

التجول في الأرض

تجاوز رأس مال الشركة في عام 2016 كل شركات المعلومات والحواسيب، بما فيها أبل، بالغاً 570 مليار دولار، والثروة الشخصية للمؤسسين الشابين جعلت لهما مكاناً مرموقاً بين أصحاب المليارديرات في العالم.

بقي أن نقول إن هناك شركة تأسست في عام 2015، اسمها ألفابت Alphabet، أسسها سيرغي بران ولاري بيج نفسهما، وأصبحت غوغل فرعاً من هذه الشركة. وهذه الشركة تهتم بالإنترنت، والبرمجيات، والتقانة الحيوية، والصحة، والبيوت المتحكم بها (دوموتك Domotics) والذكاء الصنعي والربوتات والسيارات والعجلات الذاتية القيادة الخ الخ، وهذا يعني أن إمبراطورية هي في طور التشكل فوق إمبراطورية قائمة فعلاً الآن! وهي إمبراطورية تثير اللغط في كثير من جوانبها.

نسينا أن نقول إن اسم غوغل هو مشتق من كلمة Googol التي تعني 1 وإلى يمينه مائة صفر، أي رقم هائل (المليار هو تسعة أصفار، فتخيل!)، وهو تعبير عن طموح مؤسسي الشركة الهائل.