لم تبدأ معرفة
الكهرباء معرفة علمية إلا بعد تجربة فرانكلين التي قادت إلى ابتكار مانعة الصواعق،
التي هي عبارة عن قضيب معدني يوضع عند أعلى نقطة من سطح بناء ويوصل عبر كابل إلى
الأرض بحيث تفرغ الشحنة الكهربائية التي تسري عبر القضيب.
توصل
فرانكلين إلى هذه النتيجة بعد أن أجرى بضعة تجارب أثبت فيها الطبيعة الكهربائية للبرق
والصاعقة. تألفت التجربة التي أجراها فرانكلين من طائرة ورقية ربطها بخيط وعلق في
منتصف الخيط مفتاحاً معدنياً صغيراً. وفي عام 1752 ذهب بطائرته الورقية بصحبة ابنه
إلى أرض بجوار بيته في يوم مُبرق، وجعل طائرته تتحرك في الهواء وهو
يمسك بطرف الخيط، وبعد فترة كافية لشحن المفتاح كهربائياً، شد الطائرة صوبه وقرب
يده من المفتاح فسرى تيار كهربائي، كان ضعيفاً لحسن حظه. دوّن تجربته هذه، التي
كررها آخرون في العالم بأشكال مختلفة ليثبتوا بذلك أن البرق هو ليس سوى شحنات
كهربائية تثير الضوء المبهر عند انفراغها لسبب ما. هذا الانفراغ يحدث عبر
الأشياء المدببة الموجودة في الأماكن المرتفعة كأسطح المباني أو الأشجار العالية
الخ.
ومن بين الذي
أرادوا التأكد من تجربة فرانكلين كان العالم الروسي جورغ ويلهلم ريتشمان ذي الأصول
الجرمانية. اشتهر هذا العالم بدراساته الفيزيائية في مجالات عديدة في النقل
الحراري والضوء والمغناطيسية. وكان عضواً في أكاديمية العلوم الروسية ورئيس قسم
الفيزياء في جامعة سان بطرسبورغ.
حاول أن يكرر
تجربة فرانكلين وأن يقيس الشحنة الكهربائية المتأتية عن وضع قضيب معدني مثبت على
سطح بناء سينقل الشحنة الناجمة عن البرق إلى مكثفة موجودة في قاعة في بناء الجامعة.
وفي يوم من الأيام ترك اجتماع الأكاديمية عند سماعه الرعد ليذهب إلى مخبره بصحبة
النقاش (مصور ذلك الزمان) الذي كان عليه أن يرسم بعد ذلك مشاهداته عن التجربة. ولدى
دخولهما المخبر كانت كرة من بخار الماء المشحونة طور التشكل واتجهت نحوهما بمجرد فتح الباب وضربت رأس ريتشمان ضربة صاعقة فقتله في الحال، حارقة ثيابه
وثاقبة حذائه، وغاب النقاش عن الوعي. كان السبب الرئيسي هو عدم الإعداد الجيد
للتجربة.
بدأت المعرفة في الكهرباء في منتصف القرن الثامن عشر وكان ريتشمان أول شهداء
الكهرباء.
بقي أن نقول إن أول نقلة كبيرة في حياة البشرية كانت يوم أمسك الإنسان بالنار واستفاد منها، وبعد 300 ألف سنة اكتشف الكهرباء فكان في ذلك التحول الثاني الأكبر في حياة هذه البشرية.
بقي أن نقول إن أول نقلة كبيرة في حياة البشرية كانت يوم أمسك الإنسان بالنار واستفاد منها، وبعد 300 ألف سنة اكتشف الكهرباء فكان في ذلك التحول الثاني الأكبر في حياة هذه البشرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق