منظومات الطَّقس معقدة وعسيرة على التنبؤ. والمتنبؤن
العصريون بالأحوال الجوية يبنون تنبؤاتهم على المعطيات والمعلومات عن الطَّقس على
النطاق العالمي وعلى النماذج الحاسوبية.
تَنْتُج منظومات الطَّقس من شَعّ الشمس الذي يعمل كأنه
محرِّك حراري في الغلاف الجوي. فلو كان ضوء الشمس يسقط باستمرار على أرض منتظمة
الشكل لما كان يحدث أي تغير في أحوال الطقس مطلقاً. لكن شَعّ الشمس يختلف بحسب
تواجد السُّحُب ونوعها، وكذلك بتوالي الليل والنهار، واختلاف الفصول وخطوط العرض،
إضافة إلى أن سطح الأرض غير مُنْتَظِم، فالمحيطات تستوعب حرارة أكثر من البر
الجاف، وبذلك تعمل كمخزن حرارة ليلي. والبَرّ يَسْخُن بسرعة في شَعّ الشمس، لذا
فإنَّ الهواء الدافئ فوقه يرتفع خلال النهار، فيَحُلَّ محله الهواء الرطب من
البحر. وعندما يبرد الهواء الرطب، تتكوَّن سُحُب تتساقط منها الرطوبة مطراً أو
شفشافاً أو بَرَداً أو ثلجاً. وبتغير مناسيب الرطوبة ودرجة الحرارة تَنْتُج منظومات
ضغط عالٍ ورياح تتحكَّم في منظومات الطَّقْس حول الكرة الأرضية.
إجراءُ التنَبُّؤات
بمقدور أي شخص أن يُصدِر نشرة جوية تقريبية عن أحوال
الطَّقْس في اليوم التالي بمجرد مراقبة الطَّقْس بدقة في ذلك اليوم. إنَّ نشرة
جوية كهذه قد تصح في سبعة أيام من عشرة، في المناطق بين المدارين والقُطْبين. لكِنَّ
التنبؤ بأوقات حدوث تغيرات الطَّقْس أكثر فائدة وأشد صعوبة. هنالك طرائق تقليدية
عديدة للتنبؤ بتغيرات الطَّقْس، وبعضها مما يُعَوَّل عليه إلى حد بعيد. فالمغيب
الأحمر الزاهي بشير جيد بتحسن الطقس. ذلك لأن منظومات الطَّقْس تأتي غالباً من
الغرب. واحمرار السماء يُسَبِّبُه ضوء الشمس المار عبر هواء مُغْبَر جاف في ما
وراء الأفق الغربي؛ وفي ذلك دلالة على توقُّع طَقْس جميل آت. أما حمرة السماء
صباحاً فتحدث عندما يسقط شَعُّ الشمس على السُّحُب من الشرق، والطَّقْس الماطر
يقترب من الغرب.
كما إنَّ سلوك الحيوانات قد يكون أيضاً مؤشراً على تغير
الطَّقس. فالماشية، مثلاً، تميل إلى الرُّقود عند اقتراب تساقط المطر، كما إنَّ
طيور البحر غالباً ما تنساق إلى داخل البَر بفعل العواصف البحرية.
التنَبُّؤُ العِلميُّ
بأحوال الطَّقْس
المتنبؤن المعاصرون بأحوال الطَّقْس يرقبون الأحوال
الجوية في آلاف الأماكن المختلفة من شبكة محطات دولية لرصد الطَّقْس، ومن مناطيد
وسواتل عالية الارتفاع. هذه المعطيات تُلْقَم في حواسيب تتقصَّى منها أنماط الطَّقْس.
مثل هذه التنبؤات قد تكون دقيقة إلى حد معقول على مدى أسبوع تالٍ. لكنَّ التنبؤات
لمدى أطول تجنح غالباً نحو عدم الدقة بسبب التطورات المعقدة لمنظومات الطَّقْس.
فالحادث الصغير الذي لا يمكن التنبؤ به قد يؤثر في كل المراحل التطورية التالية
لمنظومة الطَّقْس، بحيث تختلف النتائج تماماً عن التنبؤات. وهذا يُشَبَّه غالباً
برفرفة جناحي فراشة على إحدى القارات والتسبُّب في عاصفة على قارة أخرى. بعض مُعِدِّي
النشرات الجوية يحاولون التنبؤ بأحوال الطقس وتقلباته قبل وقوعها بشهور، بمراقبة
التغيرات في نشاط الشمس، لكن مثل هذه التنبؤات غالباً ما يجانبها الصواب.
تسيطر على الطَّقْس مناطق من الضغط الجوي العالي
والخفيض. فالرياح تهب من مناطق الضغط العالي إلى مناطق الضغط الخفيض. وبتأثير
دوران الأرض، تتخذ الرياح مساراً لولبياً في مناطق الضغط الخفيض أشبه بسريان الماء
في بالوعة أو مصرف.
الجَبَهات هي مناطق التقاء كتل الهواء البارد بكتل
الهواء الدافئ. وحيث إنَّ الهواء الساخن الأقل كثافة يرتفع صُعُداً، فإنَّ الهواء
الساخن في جبهة دافئة يرتفع فوق الهواء البارد، فتكوِّن الرطوبة التي يحملها سُحُباً
ومَطَراً. أما في الجبهة الباردة فيندس الهواء البارد تحت الهواء الدافئ ويجعله
يرتفع بحدة مرسلاً في الغالب زخَّات مفاجئة من المطر الغزير – سرعان ما يعقبها طقس
صحو. وهكذا فإنه عند التقاء جبهة باردة بجبهة دافئة فإنَّ الهواء الدافئ يرتفع
وتتلاشى المنظومة الجَبْهيَّة.
عن الموسوعة العلمية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق