تستخدم
إشارتا الجمع والطرح (+ و -) في العمليات الحسابية وكأن ذلك أمر عادي، كما لو أن
الإنسان استخدمهما منذ فجر التاريخ. ولكن في الواقع فإن الأمر ليس كذلك. يعود
استخدامهما إلى خمسة قرون مضت ليس إلا، وقبل ذلك كانت تستخدم عبارات لغوية، تفيد
في الإضافة والإنقاص، في كل اللغات تقريباً، وإن كان هناك من يقول بأن قدماء
المصيرين استخدموا إشارتين إحداهما للجمع وأخرى للطرح، على شكل ساقين تعبران عن السير،
وبحسب اتجاه السير تكون العملية هي الإضافة أو الإنقاص وذلك بحسب اتجاه الكتابة،
ذلك أن اللغة المصرية كان من الممكن أن تكتب من اليمين إلى اليسار أو بالعكس!
إشارتا الجمع والطرح الفرعونيتان |
وفي
أوروبا القرن الخامس عشر فقد بدأ استخدام الاختصار في الكتابة، لذا استخدم الحرفان
p للإضافة (من كلمة piu
اللاتينية التي تعني الإضافة) و m للطرح (الحرف الأول من كلمة meno التي تعني الطرح) مع خط فوق كل منهما.
وفي
نهاية القرن الخامس عشر، ظهرت الإشارة + للدلالة على الجمع التي يُظن أن مصدرها هو
et اللاتينية التي تعني حرف العطف
"و" أو المؤثر المنطقي المكافئ. أما إشارة الطرح فالبعض يقول إنها من
الخط الذي كان يوضع فوق حرفي الجمع p والطرح m، أو أنها آتية من ضغط حرف الطرح m نفسه.
ولم
تدخل هاتان الإشارتان إلى بريطانيا مثلاً قبل عام 1557عن طريق روبرت ركورد الذي
اخترع إشارة المساواة، وهي الإشارة الضرورية لكتابة المعادلات. وكانت إشارة
المساواة كما وضعها ركورد أكبر من تلك التي نعرفها الآن (=)، وعلل ذلك قائلاً في
كتابه بعنوانه المختصر "The Whetstone
of Witte":
"لتجنب
التكرار الممل لكلمة "يساوي" قمت بوضع (كما أفعل كثيراً أثناء عملي) زوج
من خطين متماثلين من طول واحد (أي =) لأنه لا يوجد أكثر تساوٍ منهما".
بقي
أن نقول إن الرمزين + و – لا يستخدمان فقط للجمع والطرح وإنما لأشياء أخرى مثل الموجب
والسالب، والعملية المنطقية التي تفيد باجتماع أمرين معاً لبلوغ نتيجة ويشار إليها
بإشارة +، وكذلك نستعمل – للإشارة إلى نقيض الشيء، ويمكن أن يكون لهما استخدامات
أخرى.
أما
إشارتا الضرب والقسمة، فسيأتي خبرهما في مقال قادم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق