لا بدُ ان الاعزٌاء القرّاء
قد تساءلوا عن معنى تعبير "خدمات النظم الايكولوجيه" الذي بدأ ينتشر أكثر
وأكثر في الادبيات البيئيه والذي، كما سبق وذكرنا بأنه نتج عن مشروع تقييم الانظمه
الايكولوجيه للالفيه، لعام ٢٠٠٣.
ان التعريف الابسط والاكثر
انتشاراً هو ان خدمات النظم الايكولوجيه هي الفوائد المباشره وغير المباشره التي
يحصل عليها الانسان من النظم الايكولوجيه والتي تؤمن له امكانيات الحياة والنمو.
تعتبر منتجات الانظمه الايكولوجيه كلماء والغذاء والوقود وتنظيم الفيضانات والتربه
الصالحه للزراعه والحمايه من الامراض وغيرها من خدمات النظم الايكولوجيه. يجب ان
لا يغيب عن البال ايضا الاستفاده الروحيه والمعنويه من الطبيعه التي تعتبر ايضا
خدمات للانظمه الايكولوجيه.
تقسم خدمات النظم اليكولوجيه
الى أربع فئات:
الخدمات المزوّده وهي
المنتجات الناتجه عن الطبيعه كالمياه والتربه والغذاء والوقود والأدويه أكانت
طبيعيه او مصنّعه المواد المستخدمه في الصناعه والمواد الاوليه ويمكن ذكر طائفه
منها بشكل موّسع.
الخدمات المنظّمه وهي
الخدمات التي تنظّم عمل الارض كدوره المواد الاوليه والمناخ ودوره المياه والحمايه
من عوامل الحتّ والحمايه من الامراض والتلقيح الطبيعي للنباتات والحيوانات وغيرها
الخدمات الثقافيه وهي خدمات
معنويه تساعد الانسان في حياته الروحيه والتمتع بالطبيعه والاسترخاء وتجديد
الافكاروالتطور المعرفي والسياحه وغيرها
واخيراً
الخدمات المساعده التي تؤمن استمراريه تأمين الخدمات الاساسيه الوارده اعلاه.
وإذا وافقنا على ان هذه الخدمات هي فوائد للانسان معنى ذلك ان الانسان يجب ان
يعمل على تأمين استدامتها لاستدامه حياته في ايه بقعه من الارض وبالتالي فإن هذه
الفوائد مرتبطه كليا بالسياق الذي تقدم من خلاله. وبما انها خدمات فإنه يجب ان يؤخذ
بعين الاعتبار قيمتها الاقتصاديه مثلها مثل ايه منتج او" بضاعة" تطرح في
الاسواق والاّ فإنها ستعتبر مشاعا.والمشاع ،في هذا السياق ،هي المناطق او
الموارد التي لايملكها اي فرد. يمكن ان يطبق هذا المفهوم على خدمات النظم
الايكولوجيه كالمياه والتربه والغابات والاحراج والمراعي والموارد البحريه كمناطق
صيد الاسماك مثلا.
يقول البروفسور غاريت
هاردن في مقاله بعنوان "مأساه المشاع"ان مصدر المشاكل البيئيه هو النزاع
بين" المصالح القصيره الامد للافراد" مقابل مصالح الحفاظ على الحضاره
والارض نفسها". ويزيد هاردن، بما معناه، بان الافراد يسعون للحصول على
الفوائد قصيره الامد من مناطق المشاع باقصر فتره زمنيه ممكنه. اما إذا وزعت مناطق
المشاع على الافراد، وبالتالي سيصبحون ملاكاً لهذه المناطق،ونظرياً،فإنهم سيسعون
الى تخطيط واستثمار هذه المناطق لاطول فتره ممكنه.
لقد اظهرت الاحداث، خلال
القرن الماضي، بانه ضمن إطار هيمنه الافراد على الموارد اوهيمنه المؤسسات عليها ففي
كلا الاطارين اديا الى تدهور حاله الموارد الطبيعه حجماً وكماً نتيجه النظر الى المصالح
والفوائد قصيره الامد لمكونات التنميه الاقتصاديه والاجتماعيه والسياسيه. من هنا
تأتي اهميه اعتبار خدمات النظم اليكولوجيه ليست مشاعاً وانما لها قيمه اقتصاديه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق