تحوّل اسلافنا الى الزراعه
على
نطاق واسع منذ تقريبا ١٢،٠٠٠ سنه واصبحت المنتجات الزراعيه والحيوانات الاليفه المصدر
الاساسي للغذاء القابل للتخزين والذي يؤمن المؤونه لأيام الشتاء والجفاف
والفيضانات وازداد عدد الاشخاص اللذين يعيشون مع بعضهم في التجمعات والقرى والمدن
مما سمح بتطوّر الحضارات بشكل اوسع في هذه المراكز الحضريه.
في هذه الحقبه، كان يقّدر عدد سكان العالم يساوي تقريبا
مليون فرد منهم ١٠٠،٠٠٠ يعيشون في القارة الاوروبيه. وبدأت الحضارات تظهر في مناطق
مختلفه من الارض في الوقت الذي أوجد فيه الانسان النصوص المكتوبه من ٥،٠٠٠ سنه
تقريباً. وبدأ التكاثر السكاني يزداد بسرعه على حساب المناطق الطبيعيه التي تحولت
الى مناطق زراعية ورعويه. حاليا هناك ٧،٣مليار نسمه تعيش على سطح الارض. هناك ١١٪
من الاراضي (غير المغموره بالجليد) التي تحولت الى اراضي زراعية و٢٠٪ منها تحولت
الى مراعي بشكل غير مستدام على حساب الغطاء النباتي.
لقد قدّر العلماء انه بحلول عام ١٩٧٠ فإن الانسانيه تكون
قد استهلكت ٧٠٪ من الاستطاعه المستدامه للارض وحاليا يستهلك ١٥٦٪ منها في الوقت
ذاته هناك ٨٠٠ مليون إنسان يعانون من سوء التغذيه و١٠٠ مليون على حدود المجاعه.
تدلّ الشواهد والاحداث، من كثير من المناطق، ان
الاستعمال غير المستدام للموارد يحيط بنا. تراجع الموارد المائيه الجوفيه حيث يضّخ
منها بسرعه تقّدر ب ٣،٥ أسرع من الهطولات التي تغذيها بشكل طبيعي مما يؤدي الى
جفافها وفقدان هذا المورد للملايين. تتراجع التربه السطحيه الصالحه للزراعه بسرعه
١٠-٤٠ مرّه من سرعه تشكلها. الثروه السمكيه تتراجع في البحار والمحيطات ويزداد
اسعارها بسرعه نتيجه اللجوء الى اساليب صيد مكلفه. فقدت الارض، منذ عام ١٩٧٠
،٢٠-٤٠٪ من التنوع الحيوي الذي يؤمن الغذاء للانسان.
اما الاحداث الشاهده على هذا الاستعمال غير المستدام
فتتمثل في الهجرات الداخليه والخارجيه للسكان بحثا عن امكنه توّفرالموارد الطبيعيه
مما يسبب ضغوطاً اجتماعيه واقتصاديه على مناطق الهجره قد تتحوّل احيانا الى صدامات اذا توافرت لها العوامل المناسبه. يضاف الى ذلك المجاعات والكوارث الطبيعيه والصنعيه وحالات الجفاف وتبدلات المناخ التي تؤدي الى تفاقم مشاكل تراجع توفر الموارد.
مما يسبب ضغوطاً اجتماعيه واقتصاديه على مناطق الهجره قد تتحوّل احيانا الى صدامات اذا توافرت لها العوامل المناسبه. يضاف الى ذلك المجاعات والكوارث الطبيعيه والصنعيه وحالات الجفاف وتبدلات المناخ التي تؤدي الى تفاقم مشاكل تراجع توفر الموارد.
ماذا يمكن للانسان والمجتمعات الانسانيه ان تعمل لتعيد
التوازن الطبيعي الى الارض؟
من البديهي ان كل إنسان يبحث ويهتم ويعمل من اجل استدامه
الحياة على الارض واستدامه الموارد للاجيال القادمه. ضمن هذا الإطار فللفرد
والجماعه والمجتمع ان يعمل بشكل فردي وجماعي لاعاده التوازن الى الانظمه الطبيعيه المتوفره
في مناطق سكناهم. اللّبنه الاساسيه التي يجب العمل عليها منذ الآن تتمثل في اعاده
إحياء الانظمه الطبيعيه وتأمين الموارد اللازمه للعيش والنمو في المناطق مما يتيح
للسكان بالتشبث بالارض والبقاء فيها دون التفكير في الهجره أكانت داخليه أو
خارجيه.
يتم إحياء الانظمه الطبيعيه من خلال الاداره الرشيده والمتكامله لهذه
الانظمه بالاعتماد على الاسس العلميه والتشاركيه المجتمعيه المتكافئه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق