القيوط |
تعود القصة الى عام ١٩٣٠ عندما انقرضت الذئاب في غابات شرق الولايات المتحدة، إضافة إلى الدببة السوداء والرمادية والقيوط وغيرها من الحيوانات، وإن كان بأقل من الذئاب، بسبب ازدهار تجارة الفراء في ذلك الوقت .المستفيد الوحيد من هذا الانقراض كانت الظباء التي تعيش في الغابات فتكاثرت على نحو كبير بمعزل عن الذئاب التي تعتبر النوع المفترس الرئيس لها. أدى هذا التكاثر الى استقرار جزئي للظباء، خاصه في فصل الشتاء، في المناطق التي تنمو فيها أشجار الصفصاف والحوروغيرها من الأنواع النباتية التي تعتمد عليها الظباء في غذائها. مما أفقد حيوان "القندس" مراكز عيشه الشتوية ألا وهي أشجار الصفصاف.
في عام ١٩٩٥ تقرر إدخال فصيلة من الذئاب الى الغابات من جديد، فحدثت مجموعة من الظواهر غير المتوقعة. فقد كان يوجد في الغابات مستعمرة واحدة فقط من حيوانات "القندس" التي بدأت تزداد منذ إدخال الذئاب الى الغابات حيث وجد حينها أكثر من تسع مستعمرات منه إضافة الى مجموعة من الأحداث المباشرة وغير المباشرة التي ما زالت تدهش علماء البيئة. يقول أحد العلماء "إن تكاثر حيوانات القندس ليس إلا ظاهرة واحدة من مظاهر التغيير التي انعكست على المنظومة الإيكولوجية منذ إدخال الذئاب إليها". ويضيف "إن هناك سلسلة من الظواهر التي طرأت على المنظومة".
فما الذي حدث عمليا؟
أدي إدخال الذئاب التي تفترس الظباء كمصدر لغذائها الى تنقل هذه الأخيرة في فصل الشتاء، هربا من الذئاب، للبحث عن الصفصاف والحور الذي تتغذى عليها في مناطق مختلفة من الغابات. وهذا بدوره أدى الى نمو الصفصاف والحور وبالتالي زياده تكاثر حيوانات القندس الذي
يعتمد على هذه الاشجار كمصدر للغذاء. هذه الزياده أدت أيضاً إلى نمو ملحوظ في عدد
بيوته التي يبنيها على ضفاف النهر على شكل "سدود
صغيرة" مما أثّر علي المجرى
المائي، الذي ازداد فيه تخزين المياه ازدياداً ملحوظاً، وازادت معه الثروة السمكية وتكاثرت أشجار الصفصاف التي ساعدت على زياده أعشاش العصافير.
يقول أحد العلماء "إن هناك سلسله من الظواهر التي نتجت عن إدخال الذئاب الى الغابات. إن هذا النظام معقٌد بالفعل ويحتاج الى دراسة مكثٌفة بهدف حمايته".
ما حصل هو أن إدخال الذئاب أدى الى نمو سلسله
غذائية متكاملة في الغابات. ويقول عالم آخر: إن" أسطورة الهنود الحمر التي تقول إن الغربان تسير على خطى الذئاب صحيحة لأن وجود هذه الأخيرة دليل على توفر الغذاء".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق