خلال القرن الماضي، ارتبط النمو الا قتصادي
لدوله او لمنطقه ما بانشاء السدود الضخمه. هناك حاليا ٨٠٠،٠٠٠ سداً يصنف ٥٢٠٠٠ منها بأنها من السدود الضخمه اي يزداد ارتفاعها عن ١٥م وتخزن كميه من المياه اكثر من٣ مليون
متر مكعب.
صحيح ان هذه السدود تولد الطاقه الكهربائيه
وتوفر مياها للري في اوقات انعدام الامطار وأحيانا تنظم جريان المياه في الانهار
الٌا أن ضررها للسكان والطبيعه والبيئه قد يكون أكبر من القيمه المضافه الناتجه عن
توليد الكهرباء وتوفير مياه الري.
يترافق بناء السدٌ مع غمر مساحات شاسعة من
الاراضي بالمياه التي تكون بالاساس اراضٍ زراعية او حراجيه وغابات ومراعي تتضمن
تنوعا نباتيا وحيوانيا اي نظاما ايكولوجيا محددا يقدم الخدمات من الموارد الطبيعيه
للسكان اللذين يعيشون في المناطق المغموره او القريبه منها. يقدر المهتمون
بالموضوع انه تم، خلال القرن الماضي، ترحيل من ٤٠-٨٠ مليون شخص من منازلهم وقراهم
نتيجه انشاء السدود وتأثر ما يعادل نصف مليار من السكان اللذين يعيشون في اعالي
الانهار التي انشأت سدوداً على مجاريها نتيجه الى الاضطراب الملحوظ الذي طرأ على هيدرولوجيه
النهر وتراجع نوعيه مياهه واثرها على صحه
الانسان والثروه السمكيه في النهر والتصحر الذي يصيب الاراضي في اعالي النهر.
الواقع ان السدود تبدل وتغير النظام الايكولوجي
للمجرى المائي من اعاليه الى اسفله مما ينعكس سلبا على حياه السكان اللذين يعتمدون
على النهر وثرواته للعيش والنمو.
يضاف الى ذلك مشاكل تراكم الطمي في اعماق
السدود في المناطق الجافه التي تؤدي غالبا الى تراجع ملحوظ في كميه المياه المخزنه اضافه الى المياه المتبخره من البحيرات المتشكله خلف السد ويصل التبخر حتى ٢٠٪ من
كميتها مما يزيد من ملوحتها وتراجع نوعيتها وبالتالي تبدل النظام الايكولوجي
الذي تعيش في الاسماك مما يؤدي الى استبدالها بانواع جديده قد لا تكون ملائمه للسكان
اللذين يعتمدون عليها كمصدر للغذاء وتزيد من تكاليف الحصول عليها.
تطرح حاليا مشكله التخلص من السدود التي لم
تعد فعاله اقتصاديا بسبب تغيير الظروف الاجتماعيه والاقتصاديه والايكولوجيه
للمناطق التي انشأت فيها. مما لا شك فيه بان هدم هذه السدود لاعاده المجرى المائي
الى وضعه الاصلي من الناحيه الهيدرولوجيه والبيئيه واعاده احياء النظم الايكولوجيه
للنهر ومحيطه يعتبر مفيدا اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا.
في جميع الاحوال لا بد من التقييم الشامل للاثار الايجابيه والسلبيه لانشاء
السدود قبل المباشره بانشائها آخذين بعين الاعتبار الاثار البيئيه والايكولوجيه والصحيه والاجتماعيه الخ...على المدى البعيد. نذكر على سبيل المثال بأن السد العالي ، بالرغم من الايجابيات
التي اقترنت بإنشائه فانه ساهم على المدى الطويل ، من بين امور اخرى، في
زياده
استعمال الاسمده بشكل ملحوظ من قبل المزارعين في دلتا النيل بدلا من الطمي الذي
كان يغذي بشكل طبيعي التربه الزراعيه في الدلتا.اضافه الى ذلك فقد انتشر مرض
البلهارسيا بشكل واسع نتيجه لتوفر المياه في قنوات الري بشكل دائم مما سمح بنمو
دوده البلهارسيا فيها،وادى الانخفاض الملحوظ في كميه المياه الواصله الى البحر
المتوسط الى تراجع الثروه السمكيه في منطقه شرق المتوسط بشكل عام بسبب تراجع وصول
المغذيات الارضيه الى شواطىد البحر المتوسط.
لو افترضنا اننا قيمنا بشكل شامل الايجابيات بالسلبيات فهل يبنى السد العالي؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق