إعداد: سماح راغب
تزخر اللغة العربية بأمثال تتناقلها الألسن، ولكل مثلٍ منها قصةٌ تشتمل على عِبرة، أو تحمل في طياتها طُرفة. من هذه الأمثال المشهورة:
عاد بخُفَّي حُنَين
يُضرب هذا المثل للدلالة على خيبة الأمل واليأس من بلوغ الحاجة.
يقال إن حُنيناً هذا كان اسكافياً (مصلح أحذية) من أهل الحيرة، جاءه ذات يوم أعرابي يريد أن يشتري منه خُفين، وأطال في مساومته حتى غضب منه حنين كثيراً، وخرج الأعرابي ولم يشترِ منه الخفين فازداد غضبه، وقرر حنين أن ينال منه، فذهب إلى طريق عودة الأعرابي وألقى الخفين في مكانين مختلفين، فلما مر الأعرابي بالخف الأول قال: ما أشبه هذا بخف حنين، ولو كان معه الخف الآخر لأخذته، ومضى وتركه، حتى إذا وصل إلى الخف الثاني بعد حين، ندم أن لم يكن قد أخذ الأول، فعَقَل دابته وعاد ليأخذ الخف الأول، فوثب حُنين على الدابة المحملة بالأمتعة وأخذها بما تحمل. ولما رجع الأعرابي إلى أهله سألوه ما أحضرت معك من سفرك، فقال: عُدتُ بخفي حنين… وذهبت مثلاً.
ما حك جلدك مثل ظفرك
هذا المثل مأخوذ من أبيات ٍ قالها الإمام الشافعي:
ما حك جلدك مثل ظفرك فتولّ أنت جميع أمـرك
وإذا قصـدت لـحاجـةٍ فاقصد لمعترف ٍ بقدرك
يداك أوكتا وفوك
نفخ مثلٌ عربي يُضرب لمن يقع في سوء فعله. وقصته أن رجلاً نفخ قُربة وربطها ثم نزل بها يسبح في النهر، وكانت القُربة ضعيفة الرباط، فتسرب هواؤها وأوشك الرجل أن يغرق، فاستغاث برجل كان واقفاً على الشاطئ فقال له: يداك أوكتا وفوك نفخ، يعني بذلك أنه هو الذي ربط ونفخ فلا يلومنّ إلا نفسه.
أكرم من حاتم
مثل عربي يُضرب للدلالة على شدة الكرم والجود.
وقصته أن رجلاً سأل حاتماً الطائي يوماً، فقال: يا حاتم هل غلبك أحد في الكرم؟
قال: نعم غلام يتيم من طي نزلت بفنائه وكان له عشرة رؤوس من الغنم، فعمد إلى رأس منها فذبحه، وأصلح من لحمه، وقدم إلي وكان فيما قدم لي الدماغ فتناولت منه فاستطبته.
فقلت : طيب والله، فخرج من بين يدي وجعل يذبح رأساً رأساً ويقدم لي الدماغ وأنا لا أعلم، فلما خرجت لأرحل نظرت حول بيته دماً عظيماً وإذا هو قد ذبح الغنم بأسره.
فقلت له : لم فعلت ذلك؟ فقال: يا سبحان الله تستطيب شيئاً أملكه فأبخل عليك به إن ذلك لسُبة على العرب قبيحة!
قيل يا حاتم: فما الذي عوضته؟
قال: ثلاثمئة ناقة حمراء وخمسمئة رأس من الغنم
فقيل: إذاً أنت أكرم منه
فقال: بل هو أكرم، لأنه جاء بكل ما يملك وإنما جدت بقليل من كثير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق