جاء في الرُقم
الخامس، عشتار تخاطب جلجامش:
جلجامش، كن عشيقي!
كن زوجي ولأكن
زوجتك!
سأجعلك تمتطي عربة
مطعمة بالأحجار الكريمة والذهب...
أدخل ديارنا
معطراً بعطر الأرز
لدى دخولك ديارنا
سيقبّل الجالسون
على العروش قدميك
وسيسجد أمامك
الملوك والسادة والأمراء.
فتنت عشتار بملك
أوروك البطل فحاولت غوايته، ولكن الملك تجنب الإغراءات بمكر، وشتمها بقسوة مشيراً
إلى حياتها المترفة التي لا ترعوي فيها عن شيء. استشاطت عشتار غضباً وضرعت إلى
الإله "أنو" للانتقام لذلها، بإرسال ثور سماوي قادر على إخضاع جلجامش
وقتله. تهدد عشتار بتدمير جدران جهنم فيلبي "أنو" رغبة الإلهة، ويرسل
بثور ضخم إلى الأرض ليواجهه إنكيدو مباشرة ويقتله.
سأكشف عن دعاراتك
لعشيق صباك تموز
سنة بعد أخرى
أكلته الحسرة
عشقتِ طائر الحديقة
المزركش
فضربته وكسرت
جناحه
أحببتِ الأسد
الغضنفر
فحفرتِ له سبع حفر
أحببتِ الجواد المتخايل
فجعلتِ مصيره الرسن
واللجام والسوط
أحببتِ الراعي
الذي كان يضحي لك
كل يوم بجديٍ،
فضربته وصيرتيه
فهداً
وأنا ستحبيني ثم تمسخيني مثل من سبقني!
تستشيط عشتار
غضباً من جديد، ومن على أسوار أوروك تقذف أقسى شتائمها على الملك وتكيل له اللعنات.
يلتقط أنكيدو قطعة من الثور المقتول ويقذف بها ساخراً من عشتار. ثم يخلع جلجامش
قرني الثور الضخمين ويخصصهما لطقوس عبادة الإله لوغاباندا، الذي كان له مكانة خاصة
لدى جلجامش. بعد ذلك يقوم الصديقان بغسل أيدهما في الفرات، ويعودان إلى أوروك حيث
يستقبلهما الشعب بالهتاف والتهليل.
الحلقة الرابعة الحلقة الثانية
لقد كانت الرؤية الوثنية تزخر بالحروب الدائرة بين الأرباب و الربات و هذه الحروب بمثابة تعبير تراجيدي -و إن كان يتسم بشجاعة الصدق- عن الصراع الذي يراه كل إنسان دائراً في العالم و في أعمق أعماق كيانه لكن لم تكن الوثنية تتصور أي حل لهذا الصرع.
ردحذف