تقول الأسطورة أنه بينما كان جازون عائداً إلى بلاده لمطالبة عمه بالمُلك الذي
اغتصبه من أبيه، يصادفه نهر هائج حيث يرى امرأة عجوزاً تحاول عبور النهر، فيقوم
جازون بمساعدتها بطيب خاطر حاملاً إياها على كتفيه ليصل بها إلى الطرف الآخر من
النهر بصعوبة بالغة. وهنا تتحول العجوز إلى صبية رائعة الجمال، وتقول لجازون أنها
ليست إلا الإلهة هيرا، وتتعهد لجازون بحمايته. وعند وصوله إلى قصر الملك يوافق عمه
على تخليه عن الملك بشرط أن يأتي جازون بالجُزّة الذهبية، ذلك أن عمه كان يعتقد أن
هذا سيؤدي إلى هلاك ابن أخيه ويصبح الموضوع نسياً منسياً.
والجزة الذهبية هي ليست إلا فروة كبش موجودة في كولشيدا (جورجيا حالياً)
يحميها ثعبان هائل لا ينام أبداً. يسافر جازون على ظهر قارب اسمه أرغو (السريع)، بصحبة
مجموعة من الفرسان الأمراء من أبطال الأساطير اليونانية من بينهم والد أخيل، أحد
أبطال حرب طروادة، وأورفي الموسيقي الشهير، وهيراقل. وعرف هؤلاء الفرسان بـ "الأرغوت"
نسبة إلى قاربهم.
وعند وصولهم إلى كولشيدا يستقبلهم ملكها، الذي يوافق على إعطاء الجزة
الذهبية لجازون ولكن بعد أن يجتاز مجموعة من الأعمال الصعبة، منها حراثة أرض
بواسطة ثورين يطلقان النار من أنفيهما ومن ثم بذر الأرض بأسنان التنين التي ستتحول
بمجرد بذارها إلى محاربين عتاة. يَعد جازون الملك بتحقيق كل ما طلبه. وهنا تقع
ميديا الساحرة ابنة الملك بحب جازون حباً جنونياً، وتَعد جازون بمساعدته بشرط أن
يتزوجها. وبفضل مساعدتها يقوم جازون بتحقيق كل طلبات أبيها الملك، وهذا ما يثير
حنقه إذ كان يظن أن جازون لن يكون قادراً على تحقيق طلباته، ويقول له إذا
كنت تريد الجزة فعليك الذهاب لإحضارها بنفسك.
وبالفعل يذهب جازون مع رفاقه إلى الغابة حيث كانت الجزة معلقة يحميها
الثعبان. تساعده ميديا الساحرة بتنويم الثعبان، ويلتقط جازون الجزة. وتجري معارك
بين جازون ورفاقه من جهة ووالد ميديا الملك الذي لا يريد أن تُنتزع الجزة من أرضه.
تساعد ميديا جازون في معركته ضد أبيها وسفنه التي كانت تطارد سفينة جازون بالإمساك
بأخيها وتقطيعه ورميه في البحر مما يجعل الأب يتوقف عن الملاحقة والسعي لتجميع قطع
ابنه ودفنها كما يليق بالملوك.
وعند عودة جازون إلى بلاده محققاً ما طلبه عمه يفاجأ بأن عمه قد قتل أباه
وأهله. يطلب جازون مساعدة ميديا على الانتقام من عمه، وتقوم ميديا بالتحايل على
ذلك مع بناته لتقتله غلياً بالماء. ويتخلص جازون بذلك من عمه، ولكن ابن عمه يمنعه
من الوصول إلى الحكم وينفيه مع ميديا إلى جزيرة كورينث، حيث يرزق جازون وميديا
بولدين.
يقع جازون بحب ابنة ملك كورينث. وهذا ما يثير غيرة ميديا وغضبها الشديدين.
ورداً على ذلك تقرر الانتقام. فتقتل الملك وابنته التي أحبها جازون بالسم الزعاف،
وتقتل ولديها إمعاناً في الانتقام من جازون الذي كانت ميديا عوناً دائماً له في كل
شيء، فهو لولاها لما استطاع أن يقوم بشيء من كل ما قام به، ومن أجله تركت أباها
بلا جزته الذهبية وقتلت أخاها. ويموت جازون مهروساً بمؤخرة سفينته أرغو، وفي رواية
أخرى ينتحر حزناً على ولديه. أما ميديا فتهرب إلى أثينا حيث تتزوج من الملك إيجه.
خلاصة ما تريد قوله هذه الإسطورة هو إن الخير لا يقابل بالخير دائماً، وإن الإيفاء بالوعد ليس طبيعة متأصلة عند البشر.
خلاصة ما تريد قوله هذه الإسطورة هو إن الخير لا يقابل بالخير دائماً، وإن الإيفاء بالوعد ليس طبيعة متأصلة عند البشر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق