وبصرف النظر عن كل
هذا فكان هو من أدخل، كما يُعتقد، كلمة "خوارزمية" إلى المعلوميات، وهي
الكلمة المأخوذة من واضع أسس علم الجبر "الخوارزمي".
يلتحق تيورنغ
بمدرسة التشفير والترميز الحكومية قبل بدء الحرب العالمية الثانية ويعمل مع فريق
خاص بفك شيفرة "الآلة إينغما" الألمانية التي تتواصل عبرها مختلف القطع
العسكرية الألمانية. يقوم تيورنغ بابتكار طرائق رياضياتيه تمكنه من فك شيفرة
إينغما، وكان لهذا أثر بالغ في تفوق البريطانيين المؤقت في معارك إنكلترا والأطلسي
وليبيا. ولفك الشيفرة الألمانية بسرعة كبيرة يقوم تيورنغ بمساعدة مهندسين بريطانيين،
ببناء آلة اسمها "القنبلة" كتوسيع لآلة كانت موجودة وتحمل الاسم نفسه صممها
خبراء بولونيين يعملون مع المخابرات البولونية كان تيورنغ على علاقة بهم وكانوا
على علم بطريقة عمل الآلة الألمانية، وتتطابق في عملها مع حله لفك الشيفرة.
وفي رحلة له عام
1943 إلى أمريكا يكتشف التقدم الإلكتروني هناك ويساهم في تصميم آلة لتشفير الصوت،
بحيث لا يمكن لشخص ثالث فهم الرسائل الصوتية المشفرة بين شخصين عبر الهاتف مثلاً. يساهم
بعد عودته إلى بريطانيا في تصميم "آلة حساب أتوماتيكي" دون أن يتابع
المشروع حتى نهايته لاختلافه مع المهندسين المنفذين ولمعاناة المشروع من ضعف في
ميزانيته.
لم تتوقف مساهمات
تيورنغ عند هذا الحد. وكانت له مساهمات في الذكاء الصنعي. ويوجد اليوم ما يسمى باختبار
تيورنغ في الذكاء الصنعي الذي ينص على أن الحاسوب يتمتع بالذكاء إذا وضع هذا
الحاسوب وراء ستار ووضع إنسان وراء ستار مجاور، وقام شخص ما بمحاورة الاثنين
(الإنسان والحاسوب) من وراء ستارهما. فإذا لم يتمكن هذا الشخص من معرفة أيهما الحاسوب
وأيهما الإنسان، عندها نقول إن الحاسوب يتمتع بالقدر نفسه من الذكاء الذي يتمتع به
الإنسان.
وفي غير هذا فقد
كان تيورنغ مثلياً ولم يكن يخفي ذلك. وضمن إطار حادث اعتبره القاضي مخلاً بالآداب
العامة حكم عليه بالسجن أو بالعلاج الهرموني. يختار تيورنغ العلاج، ولكن كان لهذا
آثار سيئة عليه، جسدياً ونفسياً، مما دفعه إلى الانتحار بقضم تفاحة محقونة بالسم.
ليموت في عام 1954.
بقي أن نقول إن
هناك من ادعى أن تفاحة تيورنغ المسمومة هذه هي التي استعملتها شركة آبل رمزاً لها
تخليداً لتيورنغ، وعندما سئل ستف جوبز عن هذا، ابتسم دون أن يضيف شيئاً، ولسان حاله
يقول: ما هكذا يكرم أمثال تيورنغ، أحد آباء الحاسوب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق