الرمل! وما علة الرمل؟ إنه متوفر في كل مكان، يملأ صحارى الأرض، فأين
المشكلة؟
نعم أين المشكلة؟ لندقق في الأمر قليلاً. فالرمل يستخدم في أشياء كثيرة
أهمها البناء بالمعنى الواسع (من البيوت إلى الطرقات)، إضافة إلى الزجاج واستخراج
معادن منه واستعماله في تنقية المياه والعزل وأشياء كثيرة أخرى وصولاً إلى الهاتف
الذكي. لكن البناء هو المستهلك الأكبر وبما لا يقاس. ففي دراسة أجريت في فرنسا بينت
أن كل فرنسي يستهلك وسطياً يومياً 20 كيلو من الرمل، أي أن فرنسا بحاجة إلى 1.2
مليون طن رمل يومياً!! وما يُستهلك لا يمكن استرجاعه واستعماله مرة ثانية، ومن ثم
فيمكن توقع مشكلة في وقت ما تجعل من الرمل مادة هامة اقتصادياً.
ولكن السؤال: وماذا عن رمال الصحارى، ألا يمكن استخدامها؟ يمكن أحياناً وفي
استخدامات محدودة مثل تلك الخاصة بصنع الزجاج، ولكن ليس للبناء. ذلك أن رمال الصحاري
تعاني من مشكلتين: الأولى حجم حبة الرمل، فهي صغيرة وأقرب إلى الغضار ومن ثم لا يمكن
استخدامه مع الإسمنت للحصول على القساوة اللازمة، وكذلك فالكبيرة منها هي حبات
مستديرة نتيجة العوامل الجوية لا تؤمن الاختلاط المتشابك اللازم للخرسانة ومن ثم
فلا يمكن استخدامها، وهذا ما يحدث في بعض دول الخليج العربي التي تضطر لاستجلاب
الرمل من أماكن أخرى غير صحاريها، فالرمل المطلوب هو رمل متعدد الزوايا. إلى كل
هذا تضاف كلفة النقل التي سترفع من ثمن الرمل مع كل ما لذلك من ارتدادات بالرغم من توفره الكبير في مختلف مناطق العالم الذي تقدر كمياته
بترليون ترليون طن.
بقي أن تقول إن الرمل إضافة إلى كل استخداماته المعروفة فهو ذاكرة هائلة
للمكان الموجود فيه يحوي أسراره وكل ما مر عليه عبر الزمن. إضافة أن إلى جدات
الأزمنة الغابرة كن يستخدمنه لحفظ اللحوم!
الموضوع يقلق جدا ان الرمل غير متجدد
ردحذف