في ١٢ تشرين الأول عام ١٤٩٢، وصل كريستوفر كولومبوس إلى جزر في الباهاما ورفع الراية الاسبانية معلناً أن هذه الأراضي أصبحت تابعة للملك فرديناند والملكة إيزابيلا، وكان كولومبوس يظن أنه وصل إلى آسيا قادماً من الغرب. وبالرغم من أن هذه الرحلة هي الأشهر تاريخياً، إلا أن كولومبوس رجع إلى الأمريكيتين ثلاث مرات أخر خلال العقد التالي وحملته أسفاره إلى جزر الكاريبي وأمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى.
انسحب كولومبوس إلى سفينته وتأمل وضعه الحرج، ثم انكب على التقويمات الفلكية التي يحملها معه، فلاحظ أن خسوفاً كلياً للقمر سيقع في ٢٩ شباط ١٥٠٤.
استدعى كولومبوس ممثلي سكان الجزيرة وحذرهم من غضب ربه لامتناعهم عن مساعدته وطاقمه. وأخبرهم أن القمر سوف يختفي ثم يظهر ملتهباً غاضباً تعبيراً عن الاستياء الإلهي في ليلة ٢٩ شباط.
وبالفعل، ارتفع القمر كاملاً في الليلة المرتقبة، ثم بدأ الخسوف ليتآكل من وجه القمر جزء متزايد حتى عتم تماماً، وبقي في السماء قرص أحمر باهت.
ذعر سكان الجزيرة من الحدث ومن تنبؤ كولومبوس به، وتوسلوا إليه أن يسامحهم ويطلب لهم الرحمة من ربه. وفي اليوم التالي، أحضروا الطعام وبذلوا كل ما بوسعهم لإرضاء كولومبوس وطاقمه.
وفي ٢٩ حزيران ١٥٠٤، أنقذت سفينة اسبانية كولومبوس وجماعته بعد سنة قضاها على الشاطئ، وحط بعد بضعة شهور في اسبانيا لتنتهي أسفاره إلى العالم الجديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق