تتوفر اليوم أدوات تسمح لنا بمعرفة أمور كثيرة عن الماضي وعن المستقبل. ومن بين هذه الأدوات في المجال التقني مثلاً، النماذج الرياضياتية التي تساعد على الحصول على معلومات كثيرة (بعد برمجتها على الحواسيب) مثل تلك الخاصة بالأحوال الجوية، وتلك الخاصة بحركة النجوم والكواكب. وهذه الأخيرة يمكن استخدامها أيضاً لمعرفة أحداث ووقائع تتعلق بالماضي بناء على معلومات بسيطة. وإليكم
حالتين محددتين بسيطتين لهما جاذبيتهما.
البيت الأبيض لفان غوغ |
ومنذ فترة قريبة جرت محاولة مماثلة ولكن ليس عبر الرسم
وإنما عبر قصيدة عمرها أكثر من ألفي سنة، تعود بالتحديد إلى القرن السادس قبل
الميلاد ولا يتوفر من القصيدة إلا بعض أبيات وهي قصيدة للشاعرة اليونانية الشهيرة
سابفو Sappho تصف فيها وحدتها العميقة التي ترافقها فيها
النجوم:
نام القمر
وكذلك الثريا
إنه منتصف الليل
وأنام وحيدة
انطلاقاً من هذه الكلمات جرت محاولة تحديد الفصل
من السنة، والسنة التي نظمت فيها القصيدة. ولكن هذا بافتراض أن الشاعرة كانت تعرف
أن لحظة كتابتها لقصيدتها كانت في منتصف الليل بفضل ساعتها المائية مثلاً، وأن
سابفو كانت قادرة على التعرف إلى كوكبة الثريا المؤلفة من سبعة نجوم ساخنة وبراقة
تبعد عن الأرض ما يقارب 450 سنة ضوئية.
الثريا |
إن هذه النتائج تتعلق بالفرضيات الموضوعة وهي فرضيات
هشة، أولها قد تكون أبيات القصيدة لا ترتبط إطلاقاً بأشياء رأتها سابفو وأن كل ما
قالته هو تصور في تصور، وحتى لو لم يكن الأمر كذلك فلا يمكن التأكد من الساعة التي
غابت فيها الثريا... هذا طبعاً إذا لم يكن هناك أشياء أخرى لا نعرفها إطلاقاً عن
القصيدة والشاعرة.
بقي أن نقول إنه من أشياء صغيرة ومبعثرة يمكننا معرفة أشياء أكثر، بناء على قواعد أثبت الزمن معقوليتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق