تزايدت في السنوات الأخيرة المطالبة بإزالة فلوريد
الصوديوم من شبكات المياه في العالم نظراً لتوفر أدلة على ضرره من مصادر
عديدة. آخرها من مجلة طبية عريقة، وهي مجلة لانسيت، صنّفت الفلوريد باعتباره من
نفس فئة الزرنيخ والرصاص والزئبق فيما يتعلق بتأثيره العصبوني، مما يؤدي إلى اضطرابات
تحد من الانتباه وإلى زيادة في الحركة وعسر في القراءة مما يؤثر سلباً على التحصيل
المعرفي.
وهذه المادة يمكن أن تكون موجودة في الكثير من
الأطعمة أيضاً، وخاصة في الأطعمة المعالجة صناعياً، وكذلك في بعض أنواع الشاي الذي
يزرع ربما في أراض ملوثة وكذلك لامتصاص أوراقه الفلوريد من الهواء الملوث.
وهذه التأثيرات السلبية المؤكدة حالياً دفعت بالكثير
من الناس إلى شن حملة لإزالة هذه المادة الكيمائية من المياه، ولكنها لم تكلل
دائماً بالنجاح، وأهم أسباب ذلك هو أن الفلوريد لا يزال يتمتع بشعبية لدى
أطباء الأسنان. بعض الدول تراقب مياه الشرب ولا تجعل نسبة فلوريد الصوديوم تزيد عن
قيمة معينة، ولكن هذا ليس بحال الكثير من الدول الأخرى.
مناطق احتواء المياه على نسب فلوريدات أكبر من النسبة المقبولة بحسب منظمة الصحة العالمية |
تعترف منظمة الصحة العالمية بالأثر السيء للفلوريد، وأطلقت عدة نداءات لمراقبة المياه والأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الفلوريد. وبخصوص ماء الشرب فهي تنصح بترشيح المياه، ولكن قيام الأفراد بذلك أمر صعب لأن ترشيح المياه وتخليصها من الكميات الزائدة من الفلوريد أمر ليس باليسير وعلى إدارات تغذية المدن بالمياه القيام بذلك لصالح المستفيدين جميعاً.
ويمكن معرفة الأثر الضار للفلوريد من التحذيرات
المكتوبة على عبوات معجون الأسنان التي تحذر من ترك الأطفال يبتلعون الكثير من
المعجون دفعة واحدة. وهذا المعجون كان المتوقع منه حماية الأسنان، فإذا به يضر الإنسان عموماً بما في ذلك الأسنان!
بقي أن نقول إنه يتوفر اليوم معاجين أسنان خالية من
الفلوريد بالاعتماد على بعض الزيوت العطرية الطبيعية مثل النعناع، ولكنها مرتفعة
الثمن مما يجعل البعض يفكر بالعودة إلى المسواك الذي يعود إلى أصول بابلية مستخرج
من شجرة الآراك، أو شجرة فرشاة الأسنان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق