كان
التفكير السائد حتى عهد قريب بأن تاريخ الأرض هو تاريخ قريب يُعد بآلاف السنين، على
عكس ما يقوله العلم حالياً بأن عمر الأرض يزيد عن أربعة مليارات سنة وأن الحياة
الأولى في أشكالها البدائية تمتد لقرابة 3.7 مليار سنة وأن بداية الإنسان لا تعود
لأكثر من نحو ثلاثة ملايين سنة وأن البحث لا يزال جار يكشف بين الفينة والأخرى عن
جديد دون أن يخل بالخطوط العريضة لما نعرفه حتى اليوم.

وفي
تأريخه يقول بأن الخلق كان يوم الأحد 23 تشرين الأول عام 4004 قبل الميلاد ويحدد ذلك بالساعة التاسعة (مع خلاف بين الصباح والمساء!)، وأن
آدم وحواء هبطا من الفردوس إلى الأرض يوم الإثنين العاشر من تشرين الثاني من العام
نفسه، أي أن بقائهما في الجنة لم يدم أكثر من 17 يوماً. كما أنه وفقاً لحساباته
فإن مركب نوح رسا على جبل أرارات في الخامس من أيار لعام 2348 قبل الميلاد. أما
طريقة الحساب فتستعمل معطيات ومسميات لا تعني الكثير لأي تلميذ مدرسة في أيامنا هذه،
ومن ثم فلا داع للخوض في تفاصيلها.
بقي
أن نقول إن يوشر لم يكن الوحيد ممن تصدوا لهذه المسألة، الجميع أعطى تواريخ قريبة
مع بعض الاختلافات لأسباب تتعلق بالسنوات الكبيسة وحساب السنين الدقيق والأشهر
وغير ذلك. من أشهر من خاضوا في هذه المسألة عالم الفلك الشهير كبلر (وهو القائل بإهليجيه
حركة الكواكب وليس دائريتها مكملاً بذلك النقص في نظرية كوبرنيك) الذي قدّر أن
الخلق كان في عام 3992 قبل الميلاد. وأشهر منه نيوتن، صاحب الجاذبية الأشهر، الذي
قدر أن الخلق كان عام 4000 قبل الميلاد تقريباً!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق