كشفت شركة ألستوم الفرنسية عن
قطارها الذي يسير بالهيدروجين كمصدر للطاقة في شهر أيلول الماضي في معرض برلين
للتجديد في النقل. وهو قطار على حد قول الشركة بدون انبعاثات لثاني أوكسيد الكربون
في الجو كما هو الحال بالنسبة لقطارات الديزل. وقد تعاقدت عدة مقاطعات ألمانية على
اقتناء هذا القطار لأسباب بيئية واقتصادية كبديل عن قطاراتها الصغيرة التي تستخدم
الوقود الأحفوري.
يعمل هذا القطار على أساس بطارية
الهيدروجين. وهذه البطارية هي مثل البطاريات العادية، تتضمن مهبطاً ومصعداً ومادة أولى هي الهيدروجين
ومادة ثانية هي الأوكسجين الذي يؤدي تفاعلهما مع بعض إلى تحرير طاقة مباشرة تستغل
في توليد الكهرباء اللازمة لتحريك القطار. ولكن هذه البطارية تختلف عن البطاريات
العادية في أنها لا تختزن الطاقة المتولدة عن التفاعل كما هو حال البطاريات
الكهربائية المعروفة، وإنما يجب استهلاك الطاقة الناتجة مباشرة.
الأوكسجين المستعمل هو الأوكسجين
المتوفر في الهواء بكثرة وفي القشرة الأرضية. أما الهيدروجين فيخزن في
خزانات توضع على ظهر القطار. مصدر الهيدروجين هو ما تنتجه المصانع الكيمائية في
أعمالها المختلفة وتتخلص منه بالحرق. ولا يمكن الاعتماد على الهواء لاستخراج
الهيدروجين كونه لا يتوفر في الهواء إلا بنسبة صغيرة. أما البطاريات فتوضع في أسفل
القطار، وهي بطاريات معروفة منذ أكثر من خمسين سنة، طورت أنواع مختلفة منها في
السنوات الأخيرة لتطبيقات مختلفة. وما يفيض عن طاقة البطاريات الهيدروجينية فيختزن في بطاريات كهربائية قابلة للشحن. وما قامت به الشركة في هذا الخصوص هو كيفية
الاستفادة من الطاقة والحفاظ عليها بطريقة مثلى. هذا طبعاً بالإضافة إلى بناء
القطار بأكمله الذي يعمل بطاقة الهيدروجين.
يسير هذا القطار بسرعة تصل إلى
قرابة 140 كم بالساعة. وما يحمله من هيدروجين يكفيه للسير مسافة 600 كم. ولهذا
القطار أن يحمل 300 شخص يمكن لنصفهم أن يكونوا جلوساً. ويمكنه بالتزود بالهيدروجين
في محطات القطارات كحال قطارات الديزل. وهو منافس كبير حالياً لقطارات الديزل
الصغيرة التي لم تحوّل لتعمل على الكهرباء لأسباب اقتصادية بحتة، ومصدر المنافسة
هو نظافة هذه القطارات التي تطرح ماءً فقط، وضجيجها أقل بكثير من القطارات الأخرى.
بقي أن نقول إن عدد قطارات الديزل
(المخصصة عموماً للمسافات الصغيرة) يزيد عن 4000 قطار في ألمانيا لوحدها، وهذا
يعني أن هناك سوقاً كبيرة للغاية تبرر استثمار الشركة الفرنسية في هكذا تجديد!
يمكن، لمن يريد، مشاركة هذه الورقة... مع جزيل الشكر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق