حدث
ذلك منذ 25 عاماً، كان أول موقع وب أنشأه صاحب فكرة الوب وهو البريطاني " تيم
بيرنرز لي" في المركز الأوروبي للأبحاث النووية في سويسرا. أما اليوم، فزاد عدد
مواقع الوب عن المليار ومائة مليون موقع في هذا الشهر. مشكلاً زيادة
بأكثر من عشرة أضعاف عما كان عليه الأمر منذ عشر سنوات. فقد كان عدد المواقع في
عام 2006 قرابة 85 مليون موقع. أي أن لكل سبعة أشخاص حالياً موقع وب
على الإنترنت. ولكن يجب الانتباه إلى أن نسبة كبيرة من هذه المواقع هي مواقع في
حالة سبات تنتظر من يضع فيها محتوى. أسباب هذا الوضع هي في أغلبها تجارية.
 |
| تيم بيرنرز لي مخترع الوب من صورة له عام 1989 أثناء عمله لإنشا مواقع الوب |
يخلط
الكثيرون بين الإنترنت والوب، وهما يمثلان الشي نفسه بالنسبة لعامة الناس. ولكن في
الحقيقة هما شيئان مختلفان تماماً. فالإنترنت هي الشبكة الفيزيائية التي تربط
شبكات العالم الموجودة (الشبكات الجامعية، شبكات البورصات، شبكات الأسواق...)
واسمها مشتق من Inter Networks. وهي كما يشير الاسم كائن
فيزيائي يدخل فيها كل الحواسيب المتصلة بهذه الشبكة، ومنها
الجهاز الذي تقرأ عليه هذا المقال. لهذه الشبكة وسيلة اتصال معروفة بحيث يمكن
للمرسل أن يرسل بطريقة محددة (برتوكول) ويستقبل هذه الرسالة أي جهاز موصول إلى
الشبكة وبإمكانه الوصول إلى هذه الرسالة ليقرأها وفق هذه الطريقة (البرتوكول).
ويمكن استخدام هذه الشبكة لتراسل البيانات، أو الاتصال الصوتي أو التراسل
الإلكتروني (البريد الإلكتروني) الخ. أما الوب فهو المواقع وما تحتويه من صور
ونصوص وروابط تسمح بالوصول إلى مواقع أخرى، أينما كانت في العالم (ومنه تسمية World Wide Web التي يرمز لها بـ WWW، والترجمة الحرفية لهذه الجملة هي "الشبكة العنكبوتية في أرجاء العالم"). تُبنى هذه المواقع باستخدام لغات
وأدوات برمجية محددة أيضاً. يمكن الوصول إلى المواقع من اسمها أو عنوانها أينما
كانت في العالم. ويمكن الانتقال من موقع إلى آخر إذا كان بينهما ارتباط يجعل
مستعمل موقع ما ينتقل إلى الموقع الآخر إذا أراد، لتشكل هذه المواقع فيما
بينها نسيجاً يشبه ما ينسجه العنكبوت. ويمكنك مثلاً الانتقال من هنا حيث تقرأ هذا
المقال الآن إلى أول موقع وب بالنقر هنا. والوب بمواقعه يمثل الاستخدام
الأكبر للإنترنت ومنه جاء الخلط بينهما.
ومن
وجهة نظر تاريخية، فقد وجدت الإنترنت منذ ستينيات القرن الماضي، عندما كانت شبكة
يستخدمها أساساً الجيش الأمريكي. أما أول موقع وب فقد ظهر في عام 1991 كما أسلفنا.
حدد تيم بيرنرز لي في هذا الموقع، العلمي والبالغ الجديّة، كيفية إنشاء المواقع وآلية عملها ولغة البرمجة
التي يجب استخدامها لإقامة مواقع. ويسمى بيرنرز لي بوالد الوب، وهو لا يزال يتابع
تطورها ومن أكثر المدافعين عن استقلالها وعدم خضوعها لسلطة أية دولة. وأن يكون لكل
شخص حق إنشاء موقع لغاياته الخاصة به.
بقي
أن نقول إن ما تتضمنه هذه المواقع هو ما نسميه بمحتوى الإنترنت، وأن عدد من يلج شبكة
الإنترنت حالياً فاق 3 مليارات من مختلف أنحاء العالم يستخدمون شبكة الإنترنت
للبحث في محتويات هذه المواقع بالدرجة الأولى.
نضيف أيضاً بأن مركز الأبحاث النووية الأوروبي في سويسرا قام، ولا يزال يقوم، بدراسات واختبارات هامة جداً في الفيزياء، ولكن اختراع الوب ربما كان من أفضل ما أنجزه للبشرية!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق