الجميع
يذكر الانفجار البركاني الذي حدث في جنوب إيسلندا في شهر نيسان عام 2010 وأدى إلى
توقف حركة الطيران في معظم المطارات الأوروبية، خاصة النرويجية والدانماركية
والبريطانية، لبعض الوقت، نتيجة الغبار الذي انتشر في الفضاء المحيط بهذه الدولة.
وهذا لم يكن بالطبع الأثر الوحيد لهذا الغبار ولهذا البركان، فقد انخفضت درجة
الحرارة في المنطقة إثر حجب الغبار للشمس مما أثّر في طيور السنونو الذي عاودت
رحلتها إلى أوروبا القارية بحثاً عن الدفء والطعام. كانت كلفة هذا الغبار على السفر
الجوي قرابة 1.7 مليار دولار!


حادثة طبيعية بركانية أخرى هي انفجار بركان لاكي في إيسلندا عام 1783،على شكل شرخ بطول 40 كم انطلقت منه الحمم على مدى خمسين يوماً بمعدل 2200 متر مكعب في الثانية غير الغازات المشبعة بالكبريت لتشكل غيوماً تحوّل فيها ربيع وصيف إيسلندا إلى شتاء. لقد كان ذلك كارثة حقيقية على هذه الجزيرة. ساعدت الريح بحمل جزء من هذا الغبار إلى أوروبا. وتشير القياسات التي كانت تجريها هولندا على درجات الحرارة، إلى انخفاض درجة الحرارة على مدى عدة سنوات، مما أثر على المحاصيل الزراعية في أوروبا، وأصبح سعر الدقيق مرتفعاً لدرجة أنه بالكاد لراتب العامل أن يشتري خبزاً لنفسه. كان الفلاحون في حالة بؤس كاملة. وهي حالة استمرت لعدة سنوات. بعض المؤرخين قال بأن الوضع المزري الذي عاشه الفلاحون الفرنسيون على مدى هذه السنوات ساهم إلى حد كبير في قيام الثورة الفرنسية!!
بقي
أن نقول إن الحياة بمطلقها عرضة لكل الاحتمالات، وإن أشياء صغيرة أو بعيدة لا تخطر على بال
عاقل، قد تكون السبب في كوارث قاتلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق