هو ثالث رئيس أمريكي من مواليد 1743 ووفيات عام 1828 بعد أن ترأس بلاده بين عامي 1801 و 1809. اشتهر إلى جانب ذلك باهتمامه بالفلسفة وهندسة الزراعة والعمارة والابتكار عموماً. اهتم بالثقافة
الفرنسية، وخصوصاً بمفهوم حقوق الإنسان. فقد كان سفيراً لبلاده في فرنسا بين عامي
1785 وعام الثورة الفرنسية 1789. وهو المؤلف الرئيس لإعلان الاستقلال الأمريكي عن
بريطانيا إلى جانب فرانكلين وروبرت لفنغستون. واعتمد في نص الإعلان على أفكار
الفيلسوف الاسكتلندي جون لوك. وفي هذا النص يعلن الاستقلال عن بريطانيا وعن الحق في الثورة
ضد بريطانيا العظمى. وفي أيام رئاسته تضاعفت مساحة أمريكا واشترى ولاية لويزيانا
من فرنسا وضمها إلى بلاده.
وغير أنه كان رجلاً عظيماً في التاريخ
الأمريكي، إلا أنه كأي شخص كان يخفي جانباً سرياً من حياته. ومن المعروف أن الصبغية Y
لدى الإنسان هي الحاملة للجزء الثابت من المورثات الإنسانية، وهي تربط حاضر
الإنسان بماضيه، ويمكن عبر تعقبها الاستدلال على أصل أي شخص. ودراسة هذه
الصبغية هي التي تؤكد فيما إذا كان فلان من الناس هو ابن فلان آخر. وقد أظهرت
دراسة لصبغية Y
لدى جيفرسون بأنه ارتبط بعلاقة مع سالي هيمننغس، التي كانت من بين الرقيق في ذلك
الوقت تعمل في خدمة زوجته. ذهبت سالي معه إلى باريس بعد موت
زوجته، وأنجب منها ولم يعترف بذلك أثناء حياته بالرغم من التشابه البيّن بينه وبين
أولاد سالي، ولكن البعض أثار شائعات بأن الأب هو أخو جيفرسون! ولكن دراسة الصبغية
Y لديه ولدى سلالة لابن مفترض في عام 1998 أكدت هذه
الواقعة بما لا يقبل الشك تقريباً. ونقول تقريباً لأن هذه الصبغية يطرأ عليها تغيرات طفيفة للغاية من جيل إلى آخر.
ولكن هذه الدراسة أيضاً بينت أن تحولات هذه
الصبغية لدى جيفرسون قالت بأن أصوله ليست أوروبية بالرغم من مظهره الأوربي الخالص.
وبناء على معلومات عن هذه الصبغية عن مختلف شعوب الأرض وتشكيل مصفوفة تسمح بتحديد
المنطقة الأصل التي جاء منها أي شخص، تبيّن أن أصول جيفرسون تعود إلى منطقة الشرق
الأوسط وبالخصوص ما يسمى اليوم سوريا ولبنان. وبالدراسة والتمحيص يمكن التأكيد
بمصداقية عالية أن أصول جيفرسون تعود إلى الفينيقيين وليس إلى شعوب أوروبا
القديمة!
بقي أن نقول إن البشر كلهم من أصول واحدة في
نهاية المطاف وإن التمايزات في الشكل واللون إنما تعود إلى ظروف بيئية وليس إلى
الانتماء إلى شعوب أو أجناس أسوأ أو أفضل، وأن شكلنا الخارجي لا ينبئ عن أصولنا في
شيء. وللذكرى، غزا مغول جنكيزخان معظم العالم الإسلامي ووصلوا إلى بلاد البلقان، وتركوا بالضرورة
آثاراً بشرية في كل هذه المناطق!
وبقي ان نقول أيضاً أن جيفرسون كان من
المؤمنين بالتمييز بين البيض والسود بالرغم من إعجابه بحقوق الإنسان! لما لا، فهو لم
يكن يعرف شيئاً من علم الوراثة، إضافة إلى أنه كان ابن عصره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق