هي أمريكية من أصل
أفريقي من مواليد عام 1913 في ولاية ألاباما الأمريكية، توفيت عام 2005 بعد حياة مليئة
بالأحداث التي لا يمكن وصفها بأنها كانت سعيدة، ولكنها تقول برضى بأنها لم تكن
صعبة بقدر ما يتصور البعض. فالقوانين الأمريكية لم تسمح لها بالذهاب إلى المدرسة
الابتدائية حيث كانت تعيش، لذا قامت أمها بمهمة تعليمها حتى بلغت الحادية عشرة من
عمرها لتذهب بعد ذلك إلى مدرسة إعدادية فنية خاصة بالسود. وفي كل حياتها الدراسية كانت باصات النقل المدرسية محرمة على السود ومتاحة للبيض فقط.
كما أن وسائط
النقل لم تكن تساوي بين البيض والسود. ففي منطقة مونتغمري في ألاباما ذات الأغلبية
السوداء حيث كانت تعيش روزا، كانت وسائط النقل تخصص ربع المقاعد الأمامية للبيض،
والمقاعد الخلفية للسود الذين كانوا يدخلون الباصات من المداخل الخلفية. أما
المقاعد الموجودة في وسط الباصات فيمكن للسود الجلوس فيها على أن يتركوا مقاعدهم
للبيض عند الحاجة. وفي عام 1955 بينما كانت روزا تستقل إحدى هذه الباصات، جالسة في
المنطقة الوسطى، صعد راكب أبيض واقترب منها منتظراً أن تتخلى عن مقعدها له،
ولكنها رفضت طلب السائق متحدية القوانين القائمة في ذلك الوقت، وتلقت روزا مخالفة بعد
عدة أيام بقيمة 15 دولاراً بسبب رفضها هذا. ولكنها رفضت دفع المخالفة، وساعدها
محامون بيض وسود على إقامة دعوى رفض للمخالفة متحدية بذلك القوانين الأمريكية. إذ إن روزا كانت منخرطة ومعروفة بنشاطها في جمعيات وحركات الدفاع عن الحقوق المدنية.
وفي هذه الأثناء سمع
شاب عمره 26 عاماً واسمه مارتن لوثر كينغ الابن بقصة روزا، فاستدعى زملاؤه الذين اتفقوا
على تشكيل جمعية لتحسين أوضاع سكان مونتغمري ترأسها كنغ نفسه ودعا إلى حركة
اللاعنف والعصيان المدني. وطالبت الجمعية بـ:
1.
أن يكون للبيض والسود الجلوس أينما يريدون في
الباصات،
2.
أن يتحلى السائقون بالكياسة مع أي شخص من
ركاب الباصات،
3.
أن يكون للسود إمكانية العمل كسائقين
للباصات.
وطالبت الجمعية
بإضراب السود في منتغمري عن استعمال الباصات. لبى السود طلب الإضراب الذي استمر
لمدة 381 يوماً، توقفت خلالها باصات كثيرة عن الحركة، وكان السود يمشون ويمشون، وبعضهم جعل
من سياراتهم وسائط نقل لأقرانهم بتعرفة الباصات. عاني السود خلالها الكثير من الاستفزازات، وهوجم بيت كنغ نفسه ولكنه لم يسمح لنفسه أو لأقرانه بأن ينجروا وراء هذه الاستفزازات.
وفي 13 تشرين
الثاني عام 1956 أقرت المحكمة الأمريكية العليا بأن قانون التمييز العنصري غير
دستوري وألغيت على أثر ذلك قوانين الركوب في الباصات التي تميز بين البيض والسود.
بقي أن نقول إن مناهل المياه العامة كان بعضها للسود فقط وبعضها للبيض فقط حتى فترة ليست بالبعيدة. تقول
روزا في مذكراتها "عندما كنت طفلة كنت أظن أن مياه مناهل البيض أفضل
مذاقاً من مياه مناهل السود"... وبعد خمسين سنة انتخب رئيساً أسود
للولايات المتحدة،... فمن صبر نال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق