وهو فيروس يسبب الحمى للإنسان سميت باسم
الفيروس نفسه. اكتشف لأول مرة عام 1947 في غابة زيكا في أوغندا الأفريقية. وهذا الفيروس
ينتقل للإنسان بالدرجة الأولى عن طريق البعوض الحامل لهذا الفيروس. وهو موجود خصوصاً
في المناطق الاستوائية في آسيا وأفريقيا، وهو فيروس مستجد مسؤول عن عدة أوبئة معاصرة في
العالم، مثل تلك التي حدثت على جزيرة ياب Yab في المحيط الهادئ عام 2007، وفي بولينيزيا الفرنسية عام 2013 وأخرى في
كالدونيا الجديدة عام 2014. وفي عام 2015 ظهرت أكثر من 1.5 مليون حالة إصابة في
البرازيل. وفي عام 2016 أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس زيكا يشكل
"تهديداً للصحة العامة عالمياً".
والعدوى بفيروس زيكا يمكن التعامل معها في
الأغلب. وهي غالباً بدون أعراض واضحة، وحتى لا يُشعر بها بنسبة كبيرة من الحالات (تصل إلى 70%). ولها أن تأخذ أحياناً شكلاً مماثلاً للأعراض
الناجمة عن أمراض سببها فيروسات ينقلها بعوض الأشجار في المناطق الاستوائية أو الزكام من حمى
وطفح جلدي وآلام مفاصل وصداع، يمكن أن تختفي من ذاتها. ولكن لهذا الفيروس أن يسبب ضموراً
لدى الجنين عند المرأة الحامل ويزيد من احتمال الإصابة ببعض الأمراض العصبية لدى
المصابين بمرض زيكا. لا يوجد علاج لهذا المرض ولا لقاح حتى الآن، وكل ما هنالك حتى
الآن هو الوقاية باستخدام وسائل للتخلص من البعوض الحامل لهذا الفيروس، وابتعاد المرأة الحامل عن أماكن الإصابة. لم تسجل حتى الآن أية حالة وفاة نتيجة هذا المرض. والأدوية التي توصف لمن يصاب به هي في العموم من المسكنات.
وأحد وسائل نقلها إلى الآخرين هو الإنسان
نفسه المصاب بهذا المرض، إذ إن وجود الفيروس في الدم وتعرض المصاب للدغات بعوض سيجعل
هذا البعوض حاملاً للمرض وسينقله إلى شخص سليم لتتسع دائرة المصابين. فهذا الفيروس
بالأصل اكتشف لدى قردة الماكاك في أوغندا ومنه نقله البعوض إلى الإنسان. وقد أظهرت
دراسة بريطانية أن من المحتمل أن يصاب بهذا المرض قرابة ثلث البشرية في أغلبيتهم
الساحقة ممن يعيشون حيث يوجد هذا الفيروس وحيث لا تتوفر حماية جدية من أسباب
انتشاره.
بقي أن نقول إن هذا لا يمنع انتشاره في
المناطق الأخرى عبر المسافرين إلى مناطق انتشار المرض وعودتهم إلى بلادهم، يحمله
بعضهم لينتقل منهم إلى الآخرين عبر البعوض أو وسائل أخرى. فقد نقله أحد الباحثين الأمريكيين
إلى زوجته بعد عودته من أفريقيا مصاباً به!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق