40- قاس، المَقِيْس؛ باع، المَبِيع؛ أباع، المُبَاع
يُصاغ اسم
المفعول(15) من الفعل الثلاثي، على وزن مفعول، نحو: كَتَبَ، مكتوب. فإذا
كان الفعلُ أجوفَ (أي ثانيه حرف عِلّة) حذفتَ منه (واو) مفعول غالباً، نحو: صانَ
يصُون مَصُوْن (الأصل: مَصْوُوْن)، لام يلوم مَلُومِ؛ صاغ يصوغ مَصُوغ؛ زاد يزيد
مَزِيْد (الأصل: مَزْيُود). ولكن يقال: عاب يعيب فهو مَعيب ومَعْيوب؛ مَدِيْن
ومَدْيُون…
أما من الفعل غير الثلاثي فيُصاغ اسم
المفعول على وزن المضارع، بإبدال حرف المضارعة مِيْماً مضمومة وفَتْحِ ما
قبل آخره، نحو: أنزَلَ يُنْزِل
مُنْزَل؛ أكرم يكرِمُ مُكْرَمْ؛ أباح يُبيح مُباح؛ أطاع يُطيع مُطاع؛ أراد يُريد
مُراد…
وعلى هذا يقال: باع يبيع فالشيءُ مَبيع. أما (مُباع) فمشتق من (أباع الشيءَ: عَرَضَه
للبيع). أي إن الشيء المبيع هو الذي بِيْع، أما المباع فهو المعروض
للبيع.
ويقال: قاس
يقيس فالشيءُ مَقِيْس. أما (مُقاس) فمشتق من الفعل (أقاس)، وهو
بمعنى قاسَ، لكنه غير مستعمل.
41- المَعْقوف والمعكوف
جاء في (المعجم
الوسيط): «عَقَفَ الشيءَ يَعْقِفُه عَقْفاً:
حَناهُ ولَوَّاه. القوسان المعقوفان
[ ].»
[ ].»
وأورد (الوسيط) الفعل (عَكَفَ)، وهو لازم ومتعد. ومن
معانيه: عَكَفَ فلاناً عن حاجته: حَبَسَه عنها. وفي التنْزيل العزيز: ]والهَدْيَ
مَعكوفاً أنْ يَبْلغَ مَحِلَّه[.
أوردتُ هذه الملاحظة، لأن بعضهم يقول: (…
المطبوع بين معكوفين)، والصواب: بين معقوفين،
لأنه يريد هذين [ ].
42- أَنْ لا، ألاّ؛ يجب ألاّ، لا يجب أنْ…
إذا جاءت (لا(164))
النافية بعد (أنْ) الناصبة للمضارع الذي يليها، كُتِبتا متصلتين وأُدغِمتا،
نحو: قرَّر ألاّ يسافِرَ، وألاّ يغادرَ البيت ثلاثة
أيام...
وإذا جاءت (لا)
النافية بعد (أنْ(112)) المخفَّفة من (أنَّ(114)) الثقيلة، كُتِبتا منفصلتين خطّاً،
ونُطِق بهما مُدْغَمتين لفظاً، إدغاماً بلا غُنَّة، نحو: «أشهد أنْ لا إله إلا الله.»
إذا أراد المتكلم (أو الكاتب) إلى بيان وجوب
ما يَنهى عنه، قال: (يجب ألاّ…) نحو: يجب ألاَّ تكذبَ،
وألاّ تُنافِقَ، وألاّ تتقاعَسَ عن إتقان لغة قومك، وألاّ تقلّدَ الأجانب في كل
شيء.
وإذا أراد المتكلم إلى بيان عدم وجوب
ما يتحدث عنه، قال: (لا يجب أن؛ لا يجب كذا). وهذا يعني أن ما يتحدث عنه جائز
(مسموح به)، لكنه غير واجب، نحو:
لا يجب على المثقَّف أن يتقن
أكثر من ثلاث لُغات أجنبية…
لا يجب على الطفل أن يصوم
رمضان…
43- بعض
جاء في (المعجم
الوسيط):
«بعضُ الشيءِ: طائفةٌ منه قَلَّتْ أو
كَثُرت.»
«بعَضَ الشيءَ يَبْعَضُه بَعْضاً:
جَعَلَه أقساماً.»
«بَعَّضَ الشيءَ: جَزَّأه؛ تَبَعَّض
الشيءُ: تَجَزَّأ.»
وفي التنْزيل العزيز:
]قال لبِثتُ يوماً أو بَعْضَ يوم[.
]… أَفَتُؤمِنون ببعضِ الكتابِ وتكفرون ببعض[.
]ورَفَعَ بعضَكم فوق بعضٍ درجات[.
]تلك الرُّسُل فَضَّلْنا بعضَهم على بعض[.
]وإذا خلا بعضُهم إلى بعض[.
]ولا تَجَسَّسُوا ولا يَغْتَب بعضُكم بعضاً[.
وجاء في (لسان العرب/رأس): «وَلَدَتْ
وَلَدَها على رأسٍ واحد: أي بعضُهم في إثْرِ بعض.»
وقال أبو البقاء (صاحب الكليات
2/328، 342):
§
«تستعمل
هذه الألفاظُ بعضُها مكان بعض.»
§
«لأن
جَمْعَ الأشياءِ إدناءُ بعضِها من بعض.»
وقد
اختلف النحاة في دخول الألف واللام على «بعض»، فأجازه بعضُهم، وبعضُهم أنكره! وقد
استعمل الجاحظ وابن المقفع كلمة (البعض). قال الجاحظ: «هذا
فَرْقُ ما بين مَنْ بُعِث إلى البعض، ومَن بُعث إلى الجميع.»
ويخطئ كثيرون في استعمال كلمة (بعض):
فيقولون
|
والصواب
|
§
انضموا إلى بعضهم
البعض
§
شكَّ المدعوون
ببعضهم البعض
§
سأل الناسُ بعضَهم
البعض
§
غضبوا من بعضهم
البعض
§
لطباعتها بجوار
بعضها البعض
§
ليطبعها مفصولةً عن
بعضها البعض
§
أقواس متداخلةٌ ضمن
بعضها البعض
§
نستخدم حَرْفي «سطر
جديد» خلف بعضهما البعض
§
جِرْمان سماويان
يدوران حول بعضهما
|
§
انضم
بعضُهم إلى بعض
§
شك بعضُ
المدعوّين في بعض
أو: شك المدعوون بعضُهم في بعض
§
سأل
الناسُ بعضُهم بعضاً
§
غضب
بعضُهم من بعض
§
لطباعة
بعضِها بجوار بعض
أو: لطباعتها بعضِها بجوار بعض
§
ليطبعها
مفصولاً بعضُها عن بعض
§
أقواسٌ
متداخلٌ بعضُها في بعض
§
نستخدم
حرفي (سطر جديد)، أحدهما خَلْف الآخر
§
… يدور
أحدهما حول الآخر
|
44- (مُذَبَّب) لا (مُدَبَّب) - مُؤَسَّل
جاء في (لسان العرب):
i-
«أَنْفُ الناب: طَرَفُهُ حين يَطْلع
ii- طَرَفُ كلِّ
شيء: مُنْتهاه
قال بشار بن برد:
ألا أيها السائلي جاهداً لِيعرفَني، أنا أَنْف
الكرم
iii-
المُؤَنَّف:
المُحدَّد من كل شيء.»
ويستعمل كثيرون كلمة (مُدبَّب) بمعنى
المُؤَنَّف، أي المحدَّد (الحادّ) الطَرَف! مع أن: (دَبَّبَه: جَعَلَه يَدِبُّ)، أي:
يمشي
مَشْياً رويداً. كما جاء في (المعجم الوسيط).
وأرى أن الاستعمال الشائع لكلمة (مُدبَّب)
بمعنى (المؤنَّف) خطأٌ نشأ عن تصحيف كلمة (مُذَبَّب)، ولم أُصادِف تنبيهاً على هذا
الخطأ!
جاء في (اللسان):
i-
«ذُباب السَّيْف: حَدُّ طَرَفِه
الذي بين شَفْرَتَيْه [بعض السيوف له شفرة واحدة، ولبعضها
شفرتان]؛ وما حوله من حَدَّيْه: ظُبَتَاه؛ وقيل:
ذُباب السيف: طَرَفُه المتَطَرِّف الذي يُضرب به، وقيل حَدُّه.
ii- ظُبَةُ
السَّهْم: طَرَفُه. وظُبة السيف: حَدُّه، وهو ما يلي طرف السيف. ومثلُه: ذُبابُه.
iii-
وفي الحديث: رأيتُ
ذُبابَ سيفي كُسِر، فَأَوَّلْتُه أن يصاب رجلٌ من أهل بيتي، فقُتل حمزة.
iv- ذُبابُ
أسنانِ الإِبِل: حَدُّها. والذُّباب من أُذُنِ الإنسان والفَرَس: ما حَدَّ من
طرفها.»
ذُباب السيف إذن هو موضعُ التقاءِ
شفرتيه، طَرَفُه، مُنْتهاه؛ وهو القطعة التي ذكر الحديث السابق أنها كُسِرت.
وكل ما له ذُباب، أي طَرَفٌ حادّ، فهو مُذَبَّب.
جاء في (المعجم
الوسيط):
i-
الرَّخَمُ: طائر غزير الريش، …،
وله جناحٌ طويلٌ مُذَبَّب.
ii- الزُّرْزور:
طائر…، وجناحاه طويلان مُذَبَّبان.
iii-
الشوكة: أداةٌ ذات
أصابع دقيقة مُذَبَّبة كالشوكة، يُتناول بها بعض الطعام.
iv- القَدَمَة:
مقياس من المعدن، ثُبّت فيه سِنّان مُذَبَّبتان، إحداهما ثابتة والأخرى متحركة
تقاس به الأطوال. (وهو ما نسمّيه في سورية: القَدم القَنَويَّة Pied
à coulisse).
v- القَرَّاع:
طائر…وريشات ذيله كَزَّة مُذَبَّبة تساعده في الارتكاز
على الأشجار…
على الأشجار…
vi- النِّسْر:
طائر من الجوارح … وله منقار معقوف مُذَبَّب ذو جوانب مُزوَّدة بقواطع حادّة.
وشبيهٌ بـ (المُذَبَّبِ) (المُؤَسَّلُ)؛
فقد جاء في معاجم اللغة (اللسان، متن اللغة، الوسيط):
الأَسَلَة: طَرَفُ الشيءِ المُسْتَدقُّ.
ومنه أسلة النَّصْل أي مُسْتَدَقُّه.
والأسلة: طرف اللسان وطرف السِّنان (أي
طرف نَصْل الرمح).
والمؤَسَّل: المُحَدَّد من كل شيء (أي
ما له طَرَفٌ حادّ).
45- أَمَّنَ يُؤَمِّنُ - تأمين
جاء في (المعجم
الوسيط):
§
«أَمَّن (يؤمِّن
تأميناً) فلاناً: جَعَلَه في أَمْنٍ.
§
أَمَّن فلاناً على
كذا: أَمِنَهُ عليه؛ وَثِق به واطمأن إليه، أو جَعَلَه أَميناً عليه.
§
أمَّن على الشيء [لدى
شركة التأمين]: دَفَعَ مالاً مُنَجَّماً [أي على
أقساط] لينَاَلَ هو أو ورثته قَدْراً من المال
متفقاً عليه، أو تعويضاً عمّا فَقَد. يقال: أَمَّن على حياته، أو على داره أو
سيارته…
§
أَمَّن على دعائه:
قال آمين.»
وعلى
هذا يمكن القول:
§
تأمين
السلاح: وَضْعُ مسمار الأمان في وضعٍ يجعل السلاح مأموناً.
§
تأمين
استخدام المبيدات الحَشَرِية: أي جَعْلُ استخدامها مأموناً
(لا يقتل الحيوانات مثلاً).
§
يؤمِّن
شرطي المرور عبورَ التلاميذ للشارع (يجعله مأموناً).
§
كان هدف
هذا البحث العلمي: توفير الدم النظيف، وتأمين عملية نَقْلِه، ليكونَ عوناً حقيقياً
للمرضى، فلا يضيف إلى ما ابتلوا به بلاءً أفدح (إيدز مثلاً).
وكثيراً ما يكون استعمال كلمة (تأمين)
غير سليم. وفي هذه الحالات من الأسلم والأصوب استعمال ما يناسب السياق من الكلمات
الآتية:
تزويد، تحقيق، توفير، إتاحة، إعداد،
تهيئة، الحصول على، تجهيز، بحيث يمكن، تحضير، تدبير…
فيقول بعضهم
|
والأصوب
|
§
لتأمين راحة
المصطافين
§
يُرجى تأمين ما يلي
لحاسوب الإدارة:
§
قبل البدء بالتجارب
يجب تأمين الأجهزة اللازمة
§ ذَهَبَ
لتأمين مستلزمات الرحلة
§
لتأمين سِرِّيَّة
الاتصالات
§
المواصلات إلى مكان
الاحتفال مؤمَّنة
|
§
لتوفير
الراحة للمصطافين
§
يرجى
تزويد حاسوب الإدارة بمايلي:
§
قبل
البدء بالتجارب يجب توفير الأجهزة اللازمة
§ ذهب لإحضار / للإتيان بـ / لإعداد / للتزود بمستلزمات الرحلة
§
لتحقيق
سِرّية الاتصالات
§
المواصلات
إلى مكان الاحتفال متوفِّرة
|
46- وَفَرَ؛ وَفَّر؛ تَوَفَّر؛ توافر
جاء في معاجم اللغة وكتبها:
أ- وَفَرَ
الشيءُ
يَفِرُ وَفْراً و وُفُوراً: كَثُر واتسع فهو وافر (واسم التفضيل أوفر؛
يقال: فلانٌ أوفرُ من فلانٍ حظاً في النجاح).
فالوَفْر مصدرٌ بمعنى الكثرة
والاتساع، كالوفرة. ويوصف به فيقال: مالٌ وَفْرٌ ومتاعٌ وَفْرٌ: أي كثير
واسع، كالوافر (ومن المولَّد: الوفير بمعنى الوافر)
والوَفْر: الغنى. [تستعمل العامة (الوفر)
بمعنى ما اقتُصد، ما أمكن استبقاؤه وعدم إنفاقِه /
استهلاكه. ونرى أنْ لا أثَرَ لهذا المعنى في اللغة].
قال الجاحظ (البخلاء/ 264):
«… ومَن كان سبباً لذهاب وَفْرِه، لم تعدَمْه
الحَسْرةُ من نفسه، واللائمة من غيره، وقلّة الرحمة وكثرة الشماتة.» [وَفْرِه
= سَعَتِه].
أما الموفور (=الوافر) فهو التام
من كل شيء. يقال: أتمنى لكم موفور الصحة.
ب-
وَفَّرَ الشيءَ توفيراً: كَثَّره.
وَفَّر
لفلانٍ طعامه: كَمَّلَه ولم يَنْقُصْه وجَعَلَه وافراً.
وفّر له الشيءَ توفيراً: إذا أَتَمَّه
ولم يَنْقُصه.
جاء في (محيط المحيط): «والعامة تستعمل (التوفير) في النفقة بمعنى التقتير، وضد
الإسراف.» أقول: بل الشائع لدى العامة الآن هو استعمال (التوفير) بمعنى الاقتصاد في النفقة واختصارها
(لا التقتير). ويمكن توجيه هذا الاستعمال، باعتبار أن الاقتصاد في النفقة يُوفِّر
(يُكثِّر) الباقي في حوزة المنفِق…
ويمكن تخريج التسمية (صندوق توفير
البريد) على اعتبار أن الأصل هو (صندوق التوفير البريدي)، لأن الادخار في (مؤسسة
البريد) يؤدي إلى توفير المال المدَّخر، أي تكثيره.
قال الجاحظ (البخلاء/22):
«… فلمّا صِرْتُ إلى تفريق أجزائه على الأعضاء [الضمير
عائد لماء الوضوء] وإلى التوفير عليها من وظيفة
الماء [أي التكثير والإسباغ] وجدتُ في الأعضاء على الماء
فضلاً
[أي وجد أعضاءً لا ماء لها] فعَلِمتُ
أنْ لو كنتُ مَكَّنْتُ الاقتصادَ في أوائله…»
وقال (ص 22)
في خطاب إلى بخيل: «… وإن إطنابَك في وصف الترويج
والتثمير وحُسْن التعهد والتوفير [أي التكثير] دليلٌ على
خبيء سوء، وشاهدٌ على عيبٍ ودَبَر [أي انتهاء الأمر إلى فساد].»
وقال (ص 223):
«… إلا أنّ المُنْفِق قد ربح المَحْمَدة، وتَمتّع
بالنعمة، ولم يُعَطِّل المقدرة، ووَفَّى كلَّ خصلة من هذه حقَّها، ووَفَّرَ
عليها نصيبَها [أي أعطاها نصيبها كاملاً فاستوفته] والمُمْسِكُ
مُعذَّبٌ بحَصْر نفْسِه، وبالكَدِّ لغيره…»
وعلى هذا يمكن القول: توفير الخدمات / المعلومات / المال اللازم
للمشروع…
ج – تَوَفَّر
الشيءُ (مطاوع وَفَّر): إذا تَحَصَّل دون نقص.
ومن المجاز: توفّر على كذا: صرف هِمَّته
إليه. تَوَفَّر على صاحبه: رَعَى حُرُماتِه وبَرَّه. («وأرجو
مخلصاً أن يتوفر المؤتمر على حلّ هذه المشكلة». الكلام موجَّه إلى
مؤتمر مجمع القاهرة).
حكى صاحب الأغاني قَوْلَ بشّار: «إن عدم النظر يُقوِّي ذكاء القلب، ويقطعُ عنه الشغل بما ينظر
إليه من أشياء، فيَتَوفَّر حِسُّه.»
وقال المرتضى في أماليه: «فيتَوفَّرُ اللبنُ على الحَلْب.»
وقال أبو علي المرزوقي في شرح الحماسة: «وإن العناية متوفّرة من جهتهم.»
وقال أبو حيّان التوحيدي في مُقابساته: «ولهذا لا تتوفَّر القُوَّتان للإنسان الواحد.»
وبهذا يستبين أن: (تَوَفَّر الشيءُ)
يعني وَفَرَ وتَجَمَّع.
لذا يمكن القول: عند تَوفّر الشروط؛ تَوَفَّر
فيه الذكاء / المؤهلات / الشروط المطلوبة…
د- تَوافَرَ الشيءُ:
تَوَافُراً: كَثُر واتسع فهو وافر.
جاء في معجم (متن اللغة): «وهُم متوافرون:
هُم كثير، أو فيهم كَثْرة، متكاثرون»
ونلاحظ الفرق بين (توفَّر) و(توافَر).
كما نلاحظ في الأقوال (الشواهد) الأربعة التي أوردناها في الفقرة ج، مجيءَ (تَوَفَّر)
لا (توافَرَ)!
وفيما يلي نماذج من استعمالات جانَبَها
التوفيق:
يقول بعضُهم |
والأفضل
|
§
… وهذا يوفّر الوقتَ والمال
§
… وهذا يوفّر الجهد
§
وبفضل هذا التعديل
في العقد أمكن توفير مبلغ ضخم.
§
كان همّه أن يوفر
أكبر قدْرٍ من دخله.
§
… وهذا الأمر وفّر
عليه مصروفات كثيرة.
§
هذا المحرك يوفر
الكثير من الوقود
§
هذه المادة أوفر من
تلك (بمعنى أرخص
)
§
وبفضل ترشيد
استهلاك الطاقة صارت نسبة الوفر في الوقود 30 بالمئة
§
استطاع أن يوفر هذا
المبلغ الضخم في سنة واحدة
§
لتوفير إمكان
التحليل الإحصائي لِكذا…
§
… وبهذا استطاع
توفير مبلغ مليون ل.س.
|
§
وفي هذا
اقتصاد في الوقت والمال / وهذا يقتصد في الوقت والمال.
§
… وهذا
يختصر الجهد (أي:
يحذف الفضول منه).
§
وبفضل…
أمكن كسْبُ مبلغ… (كسِبَ: ربح)
§
كان همه
أن يدّخر /
يستبقي /
يستفضل / أكبر
قدر من دخله.
§
وهذا
الأمر أعفاه من / أسقط عنه / أتاح له اختصار / نفقاتٍ كثيرة.
§
هذا
المحرك اقتصادي / يستهلك القليل من الوقود / يخفض استهلاك الوقود كثيراً.
§
هذه
المادة اقتصادية أكثر من تلك / تقتضي نفقةً أقلّ.
§
وبفضل…
صارت نسبة / خفْض / إنقاص /
الإقلال من استهلاك الوقود 30 بالمئة
§
… صار
الكسْب في الوقود 30 بالمئة مما كان يُستهلك.
§
… صار
يمكن اقتصاد 30 بالمئة من الوقود الذي
كان يُستهلك.
§
… انخفض
استهلاك الوقود بنسبة 30 بالمئة
§
استطاع
أن يقتصد / يدّخر
هذا المبلغ الضخم في سنة واحدة
§
لإتاحة
التحليل الإحصائي لكذا… / بحيث يمكن تحليل كذا إحصائياً…
§
وبهذا
استطاع أن يقتصد مبلغ…
§
وبهذا
استطاع أن يختصر من النفقات مبلغ…
§
وبهذا
كَسِب بخفض النفقة مبلغ…
|
47- في اسم التفضيل والخطأ في استعماله
أولاً- وزنه:
لاسم التفضيل(7) وزن
واحد، وهو (أَفْعَل) ومؤنثه (فُعْلَى) كأَحْسَن وحُسْنى،
وأفضل وفُضلى.
ثانياً- تثنيته:
يثنّى (أفعل) على (أَفْعَلان / أَفْعَلَيْن)، نحو: أَعْظمان / أعظَمَيْن.
وتثنَّى (فُعلى) على (فُعْلَيَان / فُعْلَيَيْن)، نحو: حُسْنيان / حُسْنَيَيْن.
ثالثاً- جَمْعه:
يُجمع (أفعل) للعاقل جمعَ تصحيح على (أفْعَلُون /
أفْعَلِيْن) أو جمعَ تكسير على (أفاعل)، نحو: أفضَلُون /
أفْضَليْن؛ أفَاضل.
وتُجمع: (فُعْلى) على (فُعْلَيَات)،
نحو: فُضْلَيَات، حُسْنَيَات.
ويرى بعض النحاة أن تأنيث أفعل
التفضيل المحلَّى بأل (أي:
الأفعل) على (الفُعْلى)، وجمعَه على (الأفاعل) مقصور على السماع،
ويرى آخرون أن ذلك قياسي. وقد قرر مجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 1967
جواز جمع (الأفعل) على (الأفاعل) وتأنيثه على (الفُعْلى)، ويلحق به في ذلك المضافُ
إلى معرفة، نحو: يا أيها الأفاضلُ؛ يا أفاضلَ الناس.
رابعاً- صَوْغُه: يصاغ
اسم التفضيل من الفعل الثلاثي القابل للتفضيل، غير الدّال على عيب (عَوِرَ) أو
حِلْيةً (كَحِلَ)، فلا يقال: هذا أعورُ من هذا، ولا أكحل منه.
وهناك أقوال مسموعة شاذة، لا يقاس
عليها!
وإذا أريدَ صوغه مما لم يَسْتَوْف
الشروط المذكورة، يؤتى بمصدره منصوباً بعد (أشدَّ) أو (أكثر) أو نحوهما. تقول: هو أشد إيماناً، وأبلغ عوراً، وأوفر كحلاً…
ملاحظة: قد يستعمل اسم
التفضيل عارياً عن معنى التفضيل، كقولك: (أكرمتُ القومَ
أصغَرهم وأكبَرهم) تريد: صغيرَهم وكبيرَهم.
وكقول العروضيين (فاصلة صغرى، وفاصلة
كبرى)، أي صغيرة وكبيرة.
وكما نقول الآن: (دولة عظمى) أي عظيمة،
و(دراسات عليا) أي عالية…
خامساً- أحواله وأحكامه:
لاسم التفضيل أربع حالات:
أ - تَجرُّدُه من (أل) والإضافة:
في هذه الحالة، لا بد من إفراده وتذكيره
مهما يكن المُفَضَّل، وأن تتصل به (مِنْ) الجارَّة للمفضل عليه. تقول:
خالد أفضلُ من سعيد؛ هذان
أفضلُ من هذا؛ المجاهدون أفضلُ من القاعدين.
سلمى أفضلُ من ليلى؛ هاتان
أفضلُ من هذه / هاتين؛ المتعلمات أفضلُ من
الجاهلات.
وقد تكون «مِن» مقدَّرة. وقد اجتمع إثباتها وحذفها في التنْزيل العزيز: ]أنا أكثرُ
منك مالاً وأعزُّ نفراً[.
ب - اقترانه بأل:
في هذه الحالة يمتنع وصله بـ (مِن)، فلا
يقال: فلانٌ الأفضل من فلان!، ويجب مطابقته للمعرفة [اسماً كانت أو ضميراً]
التي قبله تذكيراً وتأنيثاً وعدداً (أي من حيث الإفراد والتثنية والجمع). تقول:
هو الأفضل، وهما الأفضلان،
وهم الأفضلون.
وهي الفُضْلى، وهما
(الفتاتان) الفُضْلَيَان، وهنّ الفُضلَيَات.
وفي التنْزيل العزيز:
]سَبَّحِ اسمَ ربك الأعلى[.
]اقرأ وربك الأكرم[.
]وجَعَلَ كلمة الذين كفروا السفلى، وكلمةُ الله هي العليا[.
]وكلاً وَعَدَ الله الحُسْنى[ أي العاقبة الحسنى (الجنة).
]قل هل تَرَبَّصُون بنا إلا إحدى الحُسْنَيَيْن[.
ويسترعي
الانتباه التركيب القرآني الآتي:
]اِدفع بالتي هي أحسن[ أي بالخصلة التي هي أحسن (كدفع
الجهل بالحلم)
]إن هذا القرآن يهدي لِلَّتي هي أَقْوَمُ[ أي للطريقة التي هي أعْدل
وأصْوب.
ولما كان كل جَمْع مؤنثاً (ما عدا جمع
المذكر السالم) وجب تأنيث اسم التفضيل العائد إليه. ولكن إذا كان الجمع لغير
العاقل، جاز في اسم التفضيل الإفراد والجمع. تقول:
هؤلاء الفتيات هنّ الصغريات.
هذه / هؤلاء الأشجار هي الكبرى / الكُبْرَيَات.
هذه المباني
/ الحدائق هي الكبرى / الكبريات
(ولا يجوز: هي الأكبر!!!).
شاهَدْنا المباني / الحدائق الكبرى.
(ويمكن أداء هذا المعنى بتغيير التركيب واستعمال اسم التفضيل المجرد من (أل):
شاهدنا أكبرَ المباني / الحدائق).
وفيما يلي نماذجُ من أفصحِ الكلام وهو
التنْزيل العزيز:
]ولا تَهِنُوا ولا تَحْزنوا وأنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كنتم
مُؤْمنين[.
]أنتمُ وآباؤُكم الأَقْدمون[.
]وأَنْذِرْ عَشيرتك الأَقْربين[.
]قالوا أَنُؤْمِنُ لَكَ واتَّبعَك الأَرْذَلون[.
]لا جَرَمَ أنهم في الآخِرة هُمُ الأَخْسرون[.
]قل هل نُنَبِّئُكُم بالأخْسرين أعمالاً[.
وجاء في (نهج
البلاغة) من كلام الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه (ص 497):
… أولئك - والله - الأَقَلُّون
عدداً، والأعظمون عند الله قدْراً.
وقال الشاعر:
آلُ الزُّبَيْرِ سَنَامُ
المجد قد عَلِمتْ ذاكَ العَشيرةُ والأَثْرَوْنَ مَنْ عَدَداْ
(الأثْرون: الأكثرون ثَراءً، جمع
الأَثْرَى، وهو اسم تفضيل من ثَرِيَ)
ج – إضافته إلى نكرة:
في هذه الحالة يمتنع وصْله بـ (مِن)،
ويجب إفراده وتذكيره. تقول:
خالد أفضلُ قائد؛ هذان أفضلُ
رجُلين؛ المجاهدون أفضلُ رجال.
الخنساء أفضلُ شاعرة؛ هاتان
أفضلُ امرأتين؛ المتعلمات أفضلُ نساء.
د- إضافته إلى معرفة:
في هذه الحالة يمتنع وصله بـ (من)، فلا يقال: فلان أفضلُ القوم من فلان،
ويجوز فيه وجهان:
الأول: إفراده وتذكيره،
كالمضاف إلى نكرة، نحو: هم أفضل الناس.
]ولَتَجِدَنَّهُم أحرصَ الناسِ على حياة[.
الثاني: مطابقته لما قَبْله،
كالمقترن بأل، نحو: هم أفضلو الناس.
]وما نرَاك اتَّبَعَك إلا الذين هم أَراذِلُنا بادِيَ الرأي[.
وقد اجتمع الوجهان في الحديث الشريف: «ألا أُخبركم بأَحبِّكُم إليّ وأَقْربِكُم مني
مجالسَ يوم القيامة، أحاسِنُكُم أخلاقاً،
المُوَطَّؤون أكْنافاً، الذين يأْلَفُون ويُؤْلَفُون.»
المعنى: ألا أخبركم بالذين هم
أَحَبُّكم…
(أَحَبّ وأَقْرب وأَحاسِن: أسماء تفضيل
مضافة إلى معارف).
سادساً- صَرْفُه ومَنْعُه من الصَّرْف:
من المعلوم أن الاسم (والصِفة) على وزن
(أَفْعَل) يُمنع من الصرف (أي يمنع من التنوين ويُجرّ بالفتحة نيابة عن
الكسرة). يقال: الجمل ينفع سكان الصحراء في أكثَرَ من وجه.
وفي التنْزيل العزيز: ]وإذا حُيِّيتُم بتحيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحسَنَ منها أو رُدُّوها[.
ويقال: هذا
التركيب أَفْصَحُ من ذاك.
ويقال: كان
خالدٌ رجلاً عظيماً أمْجَدَ.
ولكن
الاسم (والصفة) وِزان (أفعل) يُجرُّ بالكسرة على الأصل في حالتين:
الأولى: إذا اقترن بأل، نحو:
تحدثتُ إلى الرجلِ الأمجدِ خالد.
الثانية: إذا أضيف إلى اسم
بعده، نحو:
]لقد خَلقْنا الإنسانَ في أحسَنِ تَقْويم[.
]أليس اللهُ بأحْكَمِ الحاكمين[.
سابعاً- وفيما يلي قائمة
ببعض أسماء التفضيل، المسموعة والمقيسة، وللقارئ - بناء على قرار مجمع القاهرة -
أن يقيس عليها فيملأ الفراغات في القائمة، أو يشتق غيرها من أسماء التفضيل.
المفرد
المذكر
|
جمع المذكر
(تصحيح/تكسير)
|
المؤنث المفرد
|
يقال:
|
أعلى
|
الأعَلون(1)/الأعالي
|
عُلْيا(2)
|
أعالي الجبال/الأشجار/البحار
|
أدنى
|
دُنْيا
|
||
أوسط
|
/أواسط
|
وسطى
|
|
أقصى
|
/الأقاصي
|
قصوى(3)
|
أقاصي الأرض
|
أكثر
|
الأكثرون/
|
كثْرى
|
|
أقلّ
|
الأقلّون/
|
قُلَّى
|
|
أكرم
|
الأكرمون/ الأكارم
|
كرمى
|
يا أكرم الأكرمين
|
أمثل
|
/أماثل
|
مثلى
|
|
أمجد
|
/أماجد
|
مُجْدى(4)
|
أيها السادة الأماجد
|
أوثق
|
وُثقى
|
||
أفصح
|
فصحى
|
||
أسرع
|
سُرعى
|
||
أَوْلى
|
وُلْيا
|
||
أسمى
|
سُمْيا
|
||
أقوى
|
قُيَّا(5)
|
||
أحلى
|
حُلْوى(6)
|
||
أَمَرّ (ضد أَحلى)
|
مُرَّى
|
(1) حذفت الألف لالتقاء الساكنين (الأصل:
الأعْلاَوْن ¬
الأعلون).
(2) كتبت الألِف المتطرفة قائمة (لا
بصورة الياء مثل فُعلى) لأنها مسبوقة بياء!
(3) هذا البناء شاذ قياساً، فصيح
استعمالاً (القياس: قُصْيا: ويستعمله غير الحجازيين!)
(4) استعمل المبَرِّد (النحوي الشهير)
هذه الكلمة.
(5) الأصل: القويا: اجتمعت الواو
الأصلية الساكنة مع الياء، فقُلبت ياءً وأُدغمت فيها بمُقتضى قواعد الإعلال.
(6) هذا البناء شاذ عند الحجازيين
وغيرهم. وغني عن القول أن الحُلوى (صيغة التفضيل) هي غير الحَلوى، وهي كل ما عولج
من الطعام بسُكّر أو عسل.
ثامناً- كثيراً ما يستعمل
اسم التفضيل في الكتابات العلمية المعاصرة، استعمالاً غير صحيح.
فيقول بعضهم |
والصواب
|
أ- حصل فلانٌ على النتائج الأفضل
ب – ذرة الهدروجين هي الأبسط
ج – الكونكورد هي الطائرة الأسرع
د- الكونكورد هي الطائرة الأسرع من
الصوت!
(هنا
خطآن: تذكير اسم التفضيل، واتصاله بـ (مِن) مع أنه محلى بأل).
هـ - … هما الدولتان الأعظم
و- … هي الدولة العظمى والأقوى
ز- الصين والهند هما الدولتان الأكثر
سكاناً
ح- هذه الحالات هي الأكثر شيوعاً
ط- ماذا نقول عن الحالات الأكثر
شيوعاً؟
ي- أوجد الأعداد التامة الأكبر من 1000
ك- هما العزمان الأكثر استخداماً
لمتحول عشوائي
ل- فيما يلي المصطلحات الأكثر تداولاً
في الكتاب
م- ما رأيته هو الأماكن الأكثر
ازدحاماً
|
أ- … على النتائج
الفُضْلى/
… على أفضلِ النتائج
ب- … هي البُسطى/
… هي أبسط
الذرات
ج- … هي الطائرة السُّرعى/
… هي أسرع
الطائرات
د-
الطائرة التي هي أسرعُ من الصوت هي الكونكورد
دَ- الكونكورد هي الطائرة
التي تفوق الصوتَ سرعةً
هـ- هما الدولتان
العُظْمَيَان/
هما
أعظمُ الدول
و- هي الدولة العظمى
والقُيَّا/
هي
أعظمُ الدول وأقواها
ز-… هما أكثرُ الدول
سكاناً
ح- هذه الحالات هي الكثرى
شيوعاً/
هذه هي
أكثرُ الحالات شيوعاً
ط- ماذا نقول عن الحالات
التي هي أكثرُ شيوعاً؟
ي- أوجد الأعداد التامة
التي هي أكبرُ من 1000
ك- هما العزمان الأكثران
استخداماً…/
هما
أكثرُ العزوم استخداماً…
ل- فيما يلي أكثرُ
المصطلحات تداولاً…/
فيما
يلي المصطلحات التي هي أكثرُ تداولاً…
م- … هو أكثرُ الأماكن
ازدحاماً
|
48- خَطِئَ، أخطأ - غَلِط
جاء في معاجم اللغة: (الوسيط)؛ (متن
اللغة)؛ (أساس البلاغة):
أ- «خَطِئَ
يَخْطَأُ خَطَأً وخِطْئاً: أذنب أو تعمَّد الذنْب، فهو خاطئ ج خواطئ». وفي
التنْزيل العزيز: ]إنا كُنّا خاطئين[.
فالخطأ مصدر. والخطأ
أيضاً: ما لم يُتعمَّد من الفعل؛ والخطأ ضِدُّ الصواب.
وفي (المتن): خَطِئَ فلانٌ: سلك سبيل
الخطأ.
قال صاحب (جامع
الدروس العربية): «ويكون النعتُ(93) مَصْدراً». أي يجوز
الوصفُ بالمصدر.
وفي التنْزيل العزيز: ]إنه
لَقَوْلٌ فَصْلٌ[؛ ]إن هذا لَهُوَ القَصَصُ الحقُّ[.
ويوصف بالمصدر: المفردُ والمثنى والجمع،
والمذكر والمؤنث.
يقال:
مالٌ وَفْرٌ؛ العبارة الخطأ؛ رجُلٌ عَدْلٌ وامرأةٌ عدْلٌ
[وعدْلةٌ (المعجم الوسيط)].
ويقال: رجلٌ
ثقةٌ، ورجالٌ ثقة؛
ولكن يقال أيضاً:
رجالٌ ونساءٌ ثِقاتٌ (الوسيط). وسيأتي الحديث عن جمع المصدر
في الفقرة 54.
وعلى هذا يقال: رأيٌ خطأٌ، مثلما يقال: رجلٌ
ثقةٌ؛ رجلٌ عَدْلٌ، قولٌ حقٌّ.
جاء في (مختصر منهاج القاصدين /236)
للإمام ابن قُدامة: «ومن ذلك العَجَبُ بالرأي الخطأ.»
وقال عباس حسن صاحب موسوعة (النحو
الوافي) في كتابه (اللغة والنحو بين القديم والحديث): «وهذه
نهاية الجمود على الرأي الخاطئ.»
وقال الأب أنستاس ماري الكرملي (مجلة
التراث العربي، العدد 54، ص 11): «تَصحيفٌ مَخْطُوءٌ فيه.»
ب-
جاء في (متن اللغة)
وفي (الوسيط): أَخْطأ يُخْطئ إخطاءً وخاطئةً: خَطِئَ؛ غَلِطَ (حاد عن الصواب)؛ سلك
سبيل الخطأ، فهو مُخْطِئ.
أخطأ في المسألة، فهو مخطِئ فيها،
والمسألة مُخْطَأٌ فيها.
أخطأهُ في المسألة: أراه أنه مخطئٌ
فيها.
قال صاحب (المتن): الخاطئة مصدرٌ من أخطأ، وتكون بمعنى
المُخطئة!
وقال: أخطأ به: عَثَرَ به: غَلِطَ به.
جاء في كتاب د. محمد ضاري حمادي (الحديث
النبوي الشريف وأثره في الدراسات اللغوية والنحوية /435):
«… مثلبة الجمود على الرأي المخطِئ.»
ج-
غَلِطَ يَغْلَطُ
غَلَطاً في الحساب والكتاب وغيرهما: وَقَعَ في الغلط، فهو غالطٌ وغلطانُ وغلاَّطٌ.
والكتابُ مغلوط [الأصل: مغلوطٌ فيه، لكن حذفوا الصلة (فيه) تخفيفاً].
49- سَعَى إلى / لِـ / على / في / بـ
مما جاء في (لسان العرب): سَعى يَسْعى
سَعْياً:
أ- السَّعْيُ: عَدْوٌ دون الشَّدِّ. وفي
الحديث: «إذا أتيتم الصلاة فلا تأتُوها وأنتم تَسْعَوْن،
ولكن ائتوها وعليكم السكينة؛ فما أدركتُم فَصَلُّوا، وما فاتكم فأتِمُّوا.»
ب- وسَعَى إذا مشى؛ وسعى إذا قَصَد،
والسعْيُ: القَصْدُ. وإذا كان بمعنى المُضِيِّ عُدِّيَ بـ (إلى): وفي التنْزيل
العزيز: ]يا أيها الذين آمنوا إذا نُوْدِيَ للصلاة من يوم الجمعة فَاسْعَوْا
إلى ذِكْر الله[
أي: فامْضُوا إلى ذكر الله واقصِدوا (وليس من السعي الذي هو العَدْو).
ج- وسعى إذا عَمِل؛ والسعيُ: الكسْب.
وإذا كان بمعنى العمل عُدِّيَ باللام. يقال: سعى
لهم وعليهم: أي عمِلَ لهم وكَسَب. فلانٌ يسعى
على عياله، أي يتصرف لهم.
د- قال الزجّاج: أصل السعي في كلام
العرب: التصرف في كل عمل. ومنه ما جاء في التنْزيل العزيز: ]وأنْ ليس للإنسان إلا ما سعى[.
هـ- وقال الزجّاج: السعي والذهاب بمعنىً
واحد، لأنك تقول للرجل: هو يسعى في الأرض.
[في
عبارة الزجاج (تقول للرجل) حرف الجر (لِـ) لا يفيد التبليغ - أي ليس المراد أنك
توجّه الكلام للرجل - وإنما يفيد المجاوزة، أي بمعنى (عن). قال الشاعر:
كضرائر الحسناء قُلْنَ
لوجْهها
حَسَداً وبُغْضاً: إنه لَذميم
أي:
مذموم/معيوب. قلن لوجهها = قلن عن وجهها.]
و- والسعي يكون في الصلاح، ويكون في
الفساد؛ وفي التنْزيل العزيز:
]ومن أظْلَمُ ممن مَنَعَ مساجدَ اللهِ أنْ يُذكرَ فيها اسمُه وسعى
في خرابها[.
]إنما جزاء الذين يحاربون اللهَ ورسولَه ويَسْعَوْن في
الأرض فساداً…[. أي:
يَسْعَوْن في الأرض للفساد.
سعى به إلى الوالي:
وشى.
§
جاء في (المعجم الوسيط):
1- سعى إليه: قَصَد ومشى، سعى
إلى الصلاة: ذهب إليها؛
2- سعى في مَشْيه:
عَدَا؛
3- سعى فلانٌ على الصدقة:
عَمِل في أخذها من أربابها؛
4- سعى به سِعايةً:
وشى ونَمَّ؛
5- نَمَّ الحديثَ: سعى به ليُوقعَ فتنةً بين
الناس.
§
جاء في نهج البلاغة: قال الإمام علي بن أبي طالب لرجلٍ يسعى على عَدَوٍّ له
بما فيه إضرارٌ بنفْسِه: «إنما أنتَ كالطاعن نفْسَه ليقتلَ رِدْفه. » (أي الذي خَلْفه)
§
وقال عروة بن أذينة (توفي
سنة 130
للهجرة):
لقد علمتُ وما الإسرافُ من
خُلُقي أنَّ الذي
هو رزقي سوف يأتيني
أسعى له فيُعَنِّيني تَطَلُّبُه ولو قَعَدْتُ أتاني لا يُعَنّيني
§
وقال الشاعر في إخوان
السوء:
وقالوا قد سَعَيْنا كلَّ
سَعْيٍ لقد صدقوا،
ولكن في فسادي
§
وعلى هذا، يقال على
الصواب:
·
إذا سعى
المتحول س إلى اللانهاية، سعى التابع ع إلى الصفر.
·
… وسعى
جاهداً لبلوغ تلك المنزلة السامية.
·
الساعي في
الخير كفاعله.
·
وقد سعى
فلانٌ طويلاً في إيجاد مأوى لأولئك الأيتام.
50- استَبدل، بَدَّل، أَبْدَل؛ بَدَلاً مِن/عن، بديلاً من/عن
أ-
يقال: استبدل بثوبه القديم ثوباً جديداً، أي: ترك
الثوب القديم وأخذ الجديد. ونلاحظ أن فِعل (استبدل) يَتعدّى بحرف الباء
الذي يَدخل على الشيء المتروك، لا على المأخوذ!
وفي التنْزيل العزيز: ]أتَسْتبدِلون
الذي هو أدنى بالذي هو خَيْر؟[.
يقال إذن: استبدلَ
الجيد بالسَّيِّئ؛ لا تستبدل السيئ بالجيد!
والمعنى: أَخَذَ الجيد بَدَلَ
السيئ؛ لا تأخذ السيئ بدل الجيد!
استبدلَ الذهبَ بالنحاس؛ لا
تستبدل النحاس بالذهب!
ب-
يقال: بَدَّلَ الشيءَ شيئاً آخر. وفي التنْزيل العزيز: ]فأولئك يُبدِّل الله سيّئاتِهم حَسَناتٍ[.
ويقال: بَدَّل
الجديد بالقديم (بإدخال الباء على المتروك).
بَدِّل الصالح بالفاسد؛ لا
تُبدِّل الفاسد بالصالح!
ويُخطئ
كثيرون في استعمال هذين الفعلين من حيث إدخالُ الباء، فيُدخلونها على المأخوذ!
ولهم عنهما مَنْدوحة: إذ يقال: استعاض عن ثوبه القديم بثوبه الجديد.
ويقال:
عَوَّضه مِن/عن قلمه الضائع قلماً جديداً، أو: بقلمٍ
جديد.
قال
المعرّي في (رسالة الغفران /240):
«ولو سُئل أَمَةً عَوْراءَ، يُعوَّض منها في الآخرة. بحَوْراءَ، لَمَا
فعل!.»
ج-
كما يقال: أَبْدَلَ القديمَ جديداً. أي:
أبدل المتروكَ شيئاً آخر.
ويقال أيضاً: أبدل
الشيءَ من غيره وبغيره: اتخذه عِوَضاً عنه وخَلَفاً له.
نحو: أبدل
الجديد من القديم (أي أخذ الجديد بدلاً من القديم، بدلاً من
المتروك!)
أبدل التلفاز من المذياع؛
أبدل السيارة من الحصان…
وحين يُعدَّى (أَبْدَلَ) بالباء، يدخل
هذا الحرف - في الأغلب - على المأخوذ!
فيقال: أبدل
القديم بالجديد (بإدخال الباء على المأخوذ!)
أبدل الجهلَ بالعِلم؛ لا
تُبْدِل العلم بالجهل!
د- جاء
في (أساس البلاغة): «هذا بَدَلٌ من هذا وبديلٌ منه.»
ويقال:
أخذتُ هذا بَدَلاً من ذاك.
قال
ابن زيدون:
أضحى التنائي بديلاً من
تدانينا ونابَ عن
طِيبْ لُقْيانا تَجافِينا
ولكن يصحّ أن تقول: أخذتُ هذا بدلاً عن ذاك: لأن من معاني (عن) البَدَل!
وفي رسائل الهمذاني: «كما ضربوا الشمسَ للملوك مثلاً،
وجعلوا البحرَ عنهم بدلاً.»
ه-
البَدَل من الشيء:
الخَلَفُ والعِوَض. والجمع: أبْدال.
البديل: الخَلَفُ والعِوَض. والجمع:
أبدال وبُدَلاء.
وتُجمع البديلة على بدائل.
51- لِـ، لأنَّ، من أجْل، بسبب، إذْ…
أ- من
معاني (اللام(163)) التعليل؛ يقال: اشكر المحْسِن لإحسانه؛ العمل ضروري لدفْع الفاقة؛ أُحبُّه
لأنه كريم الأخلاق/ لِكَرَم أخلاقه…
وهناك حروف أخرى تستعمل للتعليل:
الباء: كلٌّ
يكافأ بعمله، ويعاقَب بتقصيره.
من: نام من
شدة التعب. قال الإمام البوصيري:
قد تُنكِر العينُ ضوءَ الشمس
من رَمدٍ وينكِرُ
الفمُ طعمَ الماء من سَقَمِ
في: اشتهر هذا
المحامي في قضية خطيرة (أي عظيمة الشأن).
عن: لم أحْضر
إلا عن طلبٍ منك.
على: أشكر
المحْسِن على إحسانه…
ب-
جاء في (المعجم الوسيط):
«أجْل: يقال: فعلتُ ذلك أجْلَكَ ومن أجْلِك: بسببك.»
وجاء في (المعجم
الكبير-إعداد مجمع القاهرة):
«أجْل: كلمة تَدخل على سبب الشيءِ وعِلَّته. يقال: فعلتُ
ذلك من أجْل كذا، ولأجْل كذا. ويقال: أجْلَ كذا.»
وفي التنْزيل العزيز: ]من أجْل
ذلك كَتَبنا على بني إسرائيل…[.
وإذا قيل: (وقف الطلاب إجلالاً للمعلّم)
كان إعراب المَصْدر (إجلالاً) مفعولاً لأَجْلِه (أو من أجْلِه). أي إن هذا المصدر
هو عِلَّة حصول الفعل، بحيث يصحُّ أن يقع جواباً لقولك: (لِمَ وقفوا؟) - لأجْل إجلال المعلم.
ويصحُّ الشيءُ نفسُه في قولنا: فلانٌ
يَدْرس حُبّاً للعِلم. لِمَ يدرسَ؟ - لأجْل حُبِّ العِلم.
يقال
على الصواب:
§
قامت حرب
البسوس بين بكر وتغلب في الجاهلية أربعين سنة من أجْل ناقة
(أي بسبب ناقة).
§
قامت حرب
داحس والغبراء بين عبس وذبيان من أجل فرس!
§
كانت هذه
الدولة أول دولة في التاريخ تعلن الحرب من أجل انتزاع حقوق الفقراء عند
الأغنياء، وكان الخليفة أبو بكر الصِّدِّيق أول من حارب من أجل هذا!
ويستعمل بعض المترجمين اليوم (من أجل)
مقابل الكلمة الإنكليزية for والفرنسية pourصحيحٌ
أنه يمكن أحياناً ترجمة هاتين الكلمتين بـ (من أجل)، ولكنْ لهما معانٍ كثيرة أخرى،
من أهمها (في حال). فإذا كان لدينا التابع y = 2x
مثلاً، قالوا:
y = 6
من أجل (pour, for) x = 3؛
و y
= 10 من أجل (pour, for) x = 5.
والأصح أن يقال: في حال x
= 3، y
= 6 (أو: إذا كان x = 3، كان y = 6، إلخ…)
لنتأمل العبارات العلمية الآتية:
§
تعطي صيغةُ (بور)
سلسلةَ (بالمر) «من أجل!» n = 2 «for»،
وسلسلةَ (باشن) «من أجل» n = 3 «for».
أليس
الأحسن أن يقال: في حال n = 2، وفي حال n = 3؟
§
يكون التناسب «من
أجل!» الطاقات الأدنى (كذا!) كما يلي…
الأحسن أن يقال: يكون التناسب في حالة الطاقات الدنيا [أو (التي هي أدنى) بحسب المعنى المراد] كما يلي…
§
يقاس المقطع
العَرْضيّ بالبارن، وله قيمة محددة من أجل (!) مادة معينة وتفاعل معين.
والصواب:
يقاس المقطع العَرْضيّ بالبارن، وله قيمة محددة لمادة
معينة وتفاعل معين.
ج-
ومما يستعمل للتعليل
أو لبيان الدافع، الكلمات الآتية أيضاً: بسبب كذا، بسببٍ من كذا، كي، بغية كذا،
إذْ… جاء في (المعجم الوسيط):
«البُغْية: ما يُبتغى. ابتغى الشيءَ: أراده وطَلَبَه». يقال على الصواب:
§
الطريق
مغلق (مغلقة) بسبب تراكم الثلوج.
§
ولغة
الشِعر يُتسامح فيها بسببٍ من كونها خاصة في أوزانها وقوافيها وبناء
جُملها، من حيث التقديم والتأخير (د. إبراهيم السامرائي: الفعل، زمانه
وأبنيته، ص 215).
§
فلانٌ
يتفانى في خدمة رئيسه بُغْيَةَ نَيْل رضاه/ ابتغاء مَرْضاته/ كي ينال رضاه…
§
يقول الفرزدق:
فأصبحوا قد أعاد الله
نِعْمتَهم إذْ هُم قريش، وإذْ ما مِثْلَهُم
بَشَرُ
52- وإلاّ…
«إلاّ» تكون أداة استثناء(74)، نحو: أُحبُّ الناسَ إلا المنافقَ. وتكون أداة حَصْرٍ،
نحو: ما فاز إلاّ الجَسُورُ.
وتكون مركَّبة من (إنْ(113)) الشَّرطية و(لا(164)) النافية، وذلك إن
وَلِيَها فعلٌ مضارعٌ، هو فعل الشرط، ويأتي بعده جواب الشرط فعلاً مضارعاً مجزوماً،
أو إحدى الجُمل الآتية: جملة اسمية أو طلبية أو فِعْلها جامد، أو مُصَدَّرة بـ: ما
/ لن / قد / س / سوف.
ولا بدّ من اقتران هذه الجمل بالفاء
الرابطة لجواب الشرط. ففي التنْزيل العزيز: ]وإلا تَغفرْ لي وترحَمْني أكن من الخاسرين[.
وفيه أيضاً: ]إلا تَنصروه فقد نَصَرَه الله[
فعل الشرط مجزوم بحذف النون (لأنه من الأفعال الخمسة) والفاء رابطة لجواب الشرط.
وقد يُحذف فعل الشرط بعد (إلاّ) هذه،
نحو: تَكَلَّمْ بخيرٍ وإلاّ فاسْكُتْ! أي:
وإلاّ تتكلم بخير فاسكت.
أو: تكلمْ
بخير وإلاّ تَنَلْ عقاباً. (الأصل قبل الجزم: تنال).
قال الشاعر:
فطلِّقْها فلستَ لها بكُفْءٍ
وإلاّ
يَعْلُ مَفْرِقَكَ الحُسَامُ
أي: وإلاّ تطلِقْها يَعْلُ الحسام…
(الأصل قبل الجزم: يعلو)
عليك أن تَقْبَلَ، وإلاّ
فسوف تَندمُ!
نقول مثلاً: يجب
أن نُحدِّدَ مجال تَغَيُّرِ المتحول س، وإلاّ يكن الحسابُ متعذراً.
أي: وإلاّ نُحدِّد… يكن… لا يصحّ أن يقال هنا: وإلاّ يكون الحساب….
53- الجَمْع بالألِفِ والتاء الزائدتين!
تذكِرة:
الجمع لفظ ينوب عن ثلاثة فأكثر، بزيادةٍ
في آخره. وهو قسمان: سالمٌ ومُكسَّر. فالسالم ما سَلِمَ بناء مفرده عند
الجمع (ويسمى أيضاً جمعَ السلامة أو التصحيح). وهو قسمان: جَمْعُ مذكّر سالمٌ(43)،
وجمع مؤنثٍ سالم(42).
فالأول ما جُمع بزيادة واوٍ ونونٍ في حالة الرفع، مثل: مدير
مديرون، وياءٍ ونون في حالتي النصب والجر، مثل: مديرين.
والثاني ما جُمع بألِفٍ وتاءٍ زائدتين،
مثل: مَرْيم مَرْيمات، غابة غابات، حافَة حافَات.
والحقُّ أن الجمع بالألف والتاء لا يقتصر - كما سنرى - على الإناث والمؤنث…
أما الجمع
المكسَّر(45)
(ويسمى جمعَ التكسير أيضاً) فهو ما تَغيّر بناء مفرده عند الجمع. ومما جاء في
(جامع الدروس العربية للغلاييني، 2/29 و 30 و 31):
«ويُجمع جمعَ تكسيرٍ الأسماءُ،
أي الموصوفات التي تُحمل عليها الصفات: كقلم ودار ودرهم، فإنك تصِفها
فتقول: قلمٌ طويل، ودار كبيرة، ودرهم زائف. والمراد بالصفات ما يكون لغيره من
الأسماء: كطويل وكبيرة وزائف.
أما الصفات، فالأصل فيها أن تُجمع
جمعَ السلامة، وذلك هو قياس جمعها. وتكسيرها ضعيف، (لأنه خِلاف الأصل
في جمعها). يقول الإمام ابن يعيش: ((إذا كثر استعمال
الصفة مع الموصوف قوِيت الوصفية وقلَّ دخول التكسير فيها. وإذا قَلَّ
استعمال الصفة مع الموصوف [أي إذا استغنت عن موصوفها]
وكَثُر إقامتُها مُقامهُ، غَلَبت الاسمية عليها وقوي التكسير فيها.))
وحقُّ الصفات أن يُجمع المذكر العاقل
منها جمعَ المذكر السالم، وأن يجمع المؤنث منها، والمذكر غير العاقل، جمع
المؤنث السالم. لكنهم اتسعوا في تكسيرها (لاتساع ميدان البيان) كما كسّروا
الأسماء.»
بيد أنهم لم يكسروا كل الصفات:
فامتنعوا من تكسير اسم الفاعل من فوق الثلاثي: نحو، مدير (من أدار) ومنطلِق
(من انطلَق) ومُهْروِل (من هَرْوَلَ) ومستخرِج (من استخْرَج)، فقالوا: مديرون (لا:
مُدراء!)، منطلِقون، مُهروِلون، مستخرجون… وامتنعوا من تكسير اسم المفعول
إذا استُعمل صفةً خالصة. فيقال: الأب مربوط بأولاده والآباء مربوطون
بأولادهم والأمهات مربوطات بأولادهن (ولا يقال مرابيط!). أما إذا استُعمل استعمال
الأسماء (نحو: موضوع، مجهول، مضمون…) فيكسّر على مفاعيل: مواضيع، مجاهيل،
مضامين. وكذلك الكلمات التي تدل على النَّسَب أو العاهات أو غير ذلك (نحو: مشهور،
مجنون، مملوك) فتكسّر على: مشاهير، مجانين، مماليك.
ويَطَّرد الجمع بالألف والتاء في حالات
أهمها:
أ-
في أعلام الإناث من
غير تاء، نحو، سلمى، هند، زينب؛ فتُجمع على:
سَلْمَيَات، هِنْدات، زَيْنَبات…
ب-
في أعلام الإناث
المختومة بالتاء المربوطة (التي تحذف عند الجمع) نحو: صَفِيّة، بارعة، جميلة،
فتجمع على: صَفِيّات، بارعات، جميلات.
ج-
في أعلام الذكور
المختومة بالتاء المربوطة (التي تحذف عند الجمع)، نحو حمزة، معاوية، طلحة، عَطيّة…
فتجمع على: حمزات،
مُعاويات، طلحات، عَطِيّات…
د-
فيما خُتم بتاء التأنيث
المربوطة (التي تحذف عند الجمع)، نحو: حافَة حافَات،
سيدة سيدات، كلمة كلمات… وهناك كلمات مختومة بتاء التأنيث المربوطة، ومع
ذلك فقد شاع جمعُها جمعَ تكسير أكثر من جمعِها بالألف والتاء، نحو، حاسّة حواسّ، مادة موادّ، دالّة دوالّ… مدرسة مدارس، مقبرة
مقابر، رهينة رهائن، رائعة روائع…
وتكسَّر أيضاً الصفات زِنَة
(فاعلة) التي تكون التاء فيها للمبالغة، فلا تُجمع بالألف والتاء غالباً،
بل تكسَّر، نحو: طاغية (طَواغٍ)، داهية (دَواهٍ) نابغة (نوابغ) داعية (دَواعٍ)
راوية (روايا)]. ويستثنى مما في آخره التاء المربوطة كلمات منها: امرأة (نساء)،
أَمَة (إماء) أُمّة (أمم) شاة (شياه) شَفَة (شِفاه)، مِلَّة (مِلَل)…
وجُمع بالألف والتاء بعض الألفاظ، نحو: أخت أخوات، أُمّ أُمَّات وأُمَّهات…
جَمْعُ الجَمْع(41)
جُمع جمْعَ مؤنثٍ سالماً بعضُ جُموع
الأسماء المُعَربة، وهذا ما يسمى جمعَ الجمع. والجُموع مؤنثة كما هو معلوم
باستثناء جمع المذكر العاقل. وجَمْع الجمع سماعيّ! ومما سُمع: بيت بُيوت بُيوتات، رَجُل رِجال رجالات، طريق طرق طرقات، عَطاء أَعْطية أَعْطِيات،
فتْح فتوح فتوحات، فَيْض فُيوض فُيُوضات.
وقد أجاز مجمع القاهرة جَمع الجمع عند
الحاجة! فهل ثمة حاجة إلى «شُروطات، فُحوصات، رسومات؟»
[ملاحظة: جُمع بعض الجموع جمعَ تكسير،
نحو: قول أقوال أقاويل، إناء آنية أوانٍ، وعاء أوعية أَواعٍ….].
جَمع المذكَّر من أسماء ما لا يَعْقل،
بالألِف والتاء.
مذهب جمهور النحاة في هذا الجمع هو التعويل
على السَّماع. على أن من النحاة مَنْ جعله قياساً. ولو أخذنا برأي هؤلاء لجاز
جمع سَيْف على سَيْفات، وغُصن على غُصنات، ونَهْر على نَهْرات، وسكيّن على
سِكّينات، وقَلَم على قَلَمات…
ومما جُمع قديماً بالألف والتاء:
اصطبل، بُوْق، جواب، حَمّام، خان، خَيَال، سِجِلّ سرادق، عِلاج، عُنوان، مَغَار،
مَنْزِل، مُصَلَّى (مُصَلَّيَات)، مقام.
ثم جَمَع المتأخرون: بَدَل
(بمعنى عِوَض)، تيّار، جماد، خُرَاج، سرطان، طاس، عيار، مُتَّكَأ (متكآت) نموذج…
(وأضاف المحْدَثون: خِيار، صادّ (حيوي)، صادر، وارد، عَقَار).
ومما جُمع حديثاً بالألف والتاء
من الأسماء المُعَرَّبة:
§
إلكترون، بروتون،
نترون، فوتون، هرمون (باص، بالون، صالون!!) فيتامين، رادار، استديو (استديوهات)،
نترينو (نترينوهات)، سيناريو، بيانو، شاليه… وفي الكيمياء: أَلدِهِيْد، أمِيْد،
أَمِيْن،… (ألدهيدات، أميدات، أمينات…).
وأقرّ مجمع اللغة العربية بالقاهرة، في
سنة 1973،
إجازة الجموع الآتية (وإن كان يقابل بعضَها جموعُ تكسير). وبين هذه الجموع مصادرُ
مجموعة (سيأتي قريباً الكلام على جَمْع المَصْدر):
§
إطارات،
بلاغات، جزاءات، جوازات، حسابات، خطابات، خلافات، خيالات، سندات، شعارات، صراعات،
صِمَامات، ضمانات، طلبات، عَطاءات، غازات، فراغات،
قرارات، قطارات، قطاعات، مجالات، معاشات، مُعجمات، مُفردات، نتوءات، نداءات،
نزاعات، نشاطات، نطاقات.
ملاحظة: مَحَلاّت جَمعُ مَحَلَّة! أما
(مَحَلّ) فيُجمع على مَحَالّ!
جَمْع كَبْل وقُفَّاز
نلاحظ أن الألفاظ التي أقرها المجمع لا
تشتمل على (كَبْلات) ولا (قُفّازات). جاء في (المعجم الوسيط): «الكَبْلُ: القيد من
أي شيء كان. (ج) أكبُل وكُبُول وأكبال. والكبل: حبلٌ معدني تحيط به مادة
عازلة لها غلاف واقٍ. والكبل: مجموعةٌ من الأسلاك معزولٌ بعضُها عن بعض، موضوعةٌ
في غلاف واق. ويستعمل هذا وما قبله في توصيل التيار الكهربيّ (مج).»
ومن المعلوم أن (فَعْل) يُجمع على
(فِعال) إذا لم يكن أوله أو ثانيه ياءً، نحو: بَحْر بِحار. وعلى هذا يجوز جَمع
كبْل جمعاً قياسياً على كِبالٍ أيضاً، مثل: حَبْل حِبال!
وجاء في (المعجم
الوسيط): «القُفَّاز: لباس الكفّ من نسيج أو
جِلد. وهما قُفَّازان (ج) قَفافِيْز.»
ومن المعلوم أن الاسم المكوّن من خمسة
أحرف، وقبل آخره حرف عِلَّة ساكن، يكون إيقاع (ولا أقول وزن) جَمْعِهِ فَعَالِيْل،
نحو: خُطّاف خَطَاطِيف، دكّان دكاكين، شبّاك شبابيك، عُكّاز عكاكيز، كُلاّب
كَلاليب، قنطار قناطير، سنجاب سناجيب، عصفور عصافيْر… دبّوس دبابيس، شَبّوط
شبابيط، فروج فراريج، مَكّوك مكاكيك،…. قنديل قناديل، سِكِّين سكاكين، دِهْليز
دَهاليز. [أما (عُكّازات) فهي جمع (عُكّازة = عُكّاز)].
جَمع الوصف لمذكَّر غير العاقل:
جَمْع هذا الوصف بالألِفِ والتاء قياسٌ
لا خلاف فيه! والمقصود بالوصف هو المشتق: اسم الفاعل أو اسم المفعول، والصفة
المشبهة، وكذلك المصغَّر والمنسوب واسم المكان، ففيها معنى الصفة؛ فيقال: جَبَلٌ
شاهق شامخ راسٍ - جبال شاهقات شامخات راسيات.
حصان سابق - أحصنة سابقات - ماء (نهر) جارٍ - مياهٌ جاريات. شهر معلوم - أشهر
معلومات - أيام معدودات
- بستان جميل - بساتين جميلات…
§
ويقال: جهازٌ محرّك - محركات - مولِّدات - محوّلات - مُنظِّمات -
مضخِّمات - مكبِّرات - رشاشات.
§
علاجٌ
مسكّن - مسكّنات - مليّنات - مطهّرات - منعشات - مبنِّجات - مقويات - مسْهلات.
§
مركَّبٌ
أو مستحضرٌ مبيد - مبيدات.
وجاء في (المعجم
الوسيط): «المُحِلاّت: القِدر والرّحى والدلْو
والقِربة والجَفْنة والسكين والفأس والزَّند، لأن من كانت معه يَحُلُّ حيث يشاء
مستغنياً عن مجاورة الناس.»
§
مأكولات -
مشروبات - ملبوسات - مزروعات - محفوظات - ممنوعات - مخلوقات - مختارات - مصطلحات -
مطبوعات - مخطوطات - منشورات - ملحقات - مربعات - مكعبات - مركّبات - مبتكرات -
مقترحات - مستحضرات - مستوردات - مسروقات… مستحدثات - مُحتوى محتَوَيَات - مُعطى
مُعْطَيَات…
§
نَهْر
نُهَيْر نُهَيْرات - جِسم جُسيم جُسَيْمات - جبل جبيل جبيلات - درهم دُريْهم
دريهمات - كتاب كُتيّب كتيِّبات - ثوب ثويْب ثويبات - قرن قُرين قُرينات - فصّ
فصيص فُصيصات...
§
مرتفَع
مرتفَعات - مستشفى مستشفيات - مُنتدى منتديات - منْتَزَه منتزهات - مطار مطارات -
مسار مسارات - مدار مدارات…
§
كليّ
كليّات - غيبيّ غيبيّات - رياضيّ رياضيّات - بصريّات - سمعيّات - إلكترونيات -
فوتونيّات - لسانيات - ماديات - معنويات - كونيات - جرثوميات - لمفاويات - سموميات
- فطريات - سكريات - غُدَّانيّات - ثدييات - حوتيات - عصفوريات - خفاشيات -
مفصليات الأرجل - مزدوجات الأصابع الجسئيات…
§
وهناك أسماء آلةٍ
قياس جمعها التكسير، ومع ذلك يجمعها بعض المحدثين بالألف والتاء، نحو: مِقَصّ (مَقاصّ) مِقصّات - مِفكّ (مَفاكّ) مِفكات - مِشدّ
(مَشادّ) مِشَدات…
54- جَمْع مصادر الأفعال
المصدر(75) اسم معنى يدل على
حدث مجرد، غير مقيد بزمان ولا بمكان، ولا هيئة حدوثة أو مرات حدوثه، ولا يدل على
من أحدثه أو اتصف به، ولا على من وقع الحدث عليه. فهو يدل على معنى ذهني مطلَق من
كل القيود والعلاقات.
والمصدر المؤكِّد لفعله
هو (المطلَق) حقاً، فلا وجه لتثنيته أو جمعه. ولكن حين يكون مُبيِّناً
لنوعه أو عدده، لا يكون (مطلقاً) بل مقيداً بنوعه أو عدده. وهذا يدل على أن لهذا
المصدر أكثر من نوع وأكثر من مرة. فكِلا هذين المصْدريْن - إذن - قد خرج من
الإطلاق والشمول إلى التقييد والتحديد. وتنوُّعُه وتعدُّدُه يجعلانه قابلاً
للتثنية والجمع. فيقال: تمهيدان انفجاران قَوميّتان،
تمهيدات انفجارات قوميّات.
وكثيراً ما يُستعمل المصدر كأنه اسم
مشتق (اسم فاعل أو صفة مشبهة
مثلاً). فيبقى على إفراده (اتّباعاً لأصله) أو يثنى ويجمع إذا ساغ، حين يكون
موصوفه مثنى أو جمعاً (اتّباعاً لقاعدة مطابقة الصفة للموصوف عدداً). فيقال: القاضي عَدْل (أي عادل)، والقاضية عدل؛ وكذلك القاضيان أو
القضاة، أو القاضيتان أو القاضيات - عَدْل. كما يقال: القاضيان
أو القاضيتان عَدْلان، والقضاة أو القاضيات عُدُول.
والخلاصة، لا يُجمع المصدر إلا إذا
عُدِل به عمّا وُضع له، ولم يبق له من مَصْدريته إلا اللفظ. أي خرج عن
المصدرية وانجذب إلى الاسمية، نحو: عِلْم علوم، عقل عقول، ظنّ ظُنون…
ولن نتوقف طويلاً عند جمع المصادر
المختومة بتاء التأنيث أو ألِف التأنيث المقصورة، ذلك أنّ جمعها
بالألف والتاء قياسي. ومن هذه المصادر ما هو أصلي، نحو: تحيّة، تهنئة،
صناعة، بطولة، عبادة، توصية، تجلية، تذكِرة… فيقال في جمعها: تحيات، تهنئات… وكذلك عند الوصف بمصدرٍ كهذا،
نحو: رَجلٌ ثقة، رجال ثِقات.
§
وهناك: ذكرى، فكرى،
رُجْعى، فحوى، طوبى.. فيقال في جمعها: ذِكريات، فكريات…
§
ومن هذه المصادر ما
هو ميميّ، نحو: مَشْغلة، مَسْعاة، مغامرة، مسامرة، مهاترة، مصارعة، مَجْرى
(من جَرَى)، مُجْرى (من أَجْرى)، مقتضى… فتجمع على: مَشْغلات،
مَسْعَيَات، مغامرات… مَجْرَيَات، مُجْرَيَات، مقتضيات…
§
ومنها ما هو صناعي،
نحو: عبقرية، شاعرية، مدنيّة، ماهيّة… فتجمع على: عبقريات،
شاعريّات…
أما المصادر الأخرى، التي لا تنتهي
بعلامة التأنيث، فقد أَقَلَّ الأئمة مِن جَمْع ما كان فِعْلها ثلاثياً،
وأكثروا من جمع مصادر ما فوق الثلاثي. «واستسهلوا فيما جمعوه من مصادر ما
فوق الثلاثي جَمْع السلامة أو منتهى الجموع، وذلك لظهور القياس فيه. وقد
استحبّوا جمع المصادر بالألِف والتاء فيما لم يُسمع جمعه عن العرب، وقد
ضمِنُوا سلامة صيغته. وأكثروا من جمع ما ساغ جمعه على صيغة منتهى الجموع فلا
يعترضهم شكٌ في تَعَرُّفِ واحده.» (مذاهب وآراء للزعبلاوي /
265).
فمن مصادر الثلاثي: تَذْكار (من
ذكر) ويجمع على تَذْكارات - شذوذ شذوذات… بيان بيانات -
قياس قياسات.
ومما جمع الأئمة من مصادر الرباعي:
§
على وزن (فعّل): تأويلات - تحديدات - ترخيصات - تصحيفات - تدقيقات - تعريفات -
تفريعات - تقريرات - تنبيهات - تنْزيلات - تخريجات.
§
وعلى وزن (أفعل): إكرامات - إلزامات - إلحاقات - إشكالات - إعرابات - إفسادات -
إنشاءات…
ومما جمع الأئمة من مصادر الخماسي
على أوزان (افتعل)
و(انفعل)
و(تفعّل):
§
اعتقادات -
احتجاجات - احتمالات - التزامات - اعتمادات - انتقالات - اختيارات - ابتداءات -
اختراعات - انطلاقات - تصرّفات.
ومن السداسي (استفعل) قالوا: استعمالات...
[كما كسّر الأئمة بعض مصادر
الرباعي (فعّل) فقالوا:
§
تفعيل
تفاعيل - تقاسيم - تعابير - تصاريف - تفاسير - تضاعيف - تراكيب - تقاليب - تعاليل -
تكابير - تصاغير - تصانيف - تآليف - تخاريج - تكاليف…]
§
وكسّر غيرهم فقالوا: تقارير - تسابيح - تشابيه - تعاجيب - تصاميم…
ثم جمع المتأخرون والمحدثون من
مصادر الفعل الرباعي والخماسي والسداسي (على الأوزان المذكورة) فقالوا:
§
تقسيمات -
تعليلات - تصميمات - تمرينات - تدريبات - تفسيرات - تعقيبات - تسبيحات - تعليقات -
تحميدات - تحسينات - توشيحات - تحليلات…
§
إفرازات -
إعلانات - إحسانات - إقرارات - إرهاصات - إجراءات - إجهاضات - إمكانات...
§
قِرانات
(مِن قارَنَ).
§
افتعالات:
اتصالات - اجتماعات - اجتهادات - اعتبارات - اختلافات - امتحانات - اتحادات -
اتفاقات - امتيازات - اتجاهات - انتقادات - انتصارات - التهابات - التصاقات -
اقتراحات - اهتمامات…
§
انفعالات: انكسارات - انهزامات -
انقسامات - انفتاحات - انعطافات - انبعاثات - انحسارات - انقلابات...
§
تجمعات -
تعصبات - تحزبات - تعسفات - تكهنات - تنبؤات - توقعات - تمحّلات - تقوّلات -
تهكمات - تمحكات - تشنجات - تنكّسات - تحديات...
§
تساؤلات -
تسابقات - تجاوزات - تسارعات - تساميات - تناحرات…
§
استجوابات
- استحكامات - استحسانات - استطلاعات - استعلامات - استعدادات - استغلالات -
استفزازات - استفسارات - استهجانات…
أما المصادر الممدودة، فإن همزتها تبقى
عند الجمع إن كانت أصلية (إنشاء إنشاءات - ابتداء
ابتداءات) أو مُبْدَلَةً من حرف أصلي: إجراء
إجراءات - إحصاء إحصاءات - ادعاءات - اعتداءات - افتراءات - انتماءات - لقاءات …
الخاتمة:
حُكْم الجمع بالألِف والتاء المزيدتين
أنه يُرفع بالضمة ويُنصب بالكَسْرة نيابةً عن الفتحة، ويُجرُّ بالكسرة.
ولا يدخل في هذا الجمع جمعُ التكسير
المختوم بألِفٍ زائدةٍ وتاءٍ أصلية، نحو: بيت أبيات - شتّ أشتات - صوت
أصوات - قوت أقوات - وقت أوقات …
وكذلك جمعُ التكسير المختوم بألِفٍ
أصلية وتاءٍ زائدة مربوطة، نحو: سُعاة (جمعُ ساعٍ) - رُماة (رامٍ) - دُعاة (داعٍ)…
وغنيّ عن القول أنه لا يدخل في الجمع
بالألف والتاء المزيدتين الكلماتُ المفردة المختومة بألِفٍ وتاءٍ مبسوطة
أصليتين، نحو: رُفات (بمعنى الحطام) - فُتات (ما تَكسَّرَ من الشيء) - سُبات (نوم،
راحة، فقدان الوعي) - شتات (بمعنى التفرق)…
ومن النحاة مَن يعدُّ كلمة (بنات) جمع
تكسير. غير أن الأكثرية تعدّها ملحقاً بجمع المؤنث السالم. وقد وردت هذه الكلمة في
القرآن الكريم منصوبة بالكسرة عدة مرات. أما الشاهد على أنها جمع تكسير فَقَوْل
الشاعِر عَبْدة بن الطبيب:
فبكى بناتي شَجْوَهُنَّ
وزوجتي والظاعنون
إليّ ثم تصدَّعوا
ونرى أن الشاعر ذكَّر الفِعل (بكى)، ولو
كانت (بنات) جمع مؤنث سالماً لأَنَّثَه (بَكَتْ)! لأن التأنيث واجب - في
الرأي الأقوى - إذا كان الفاعل جمع مؤنث سالماً…
55- يجب مَلْءُ الفراغ (لا: إملاء
الفراغ)؛ المِلْءُ
جاء في معاجم اللغة: «أَمْلى عليه
الكتابَ (يُمْليه إملاءً): قاله له فكتبه عنه». يقال في صيغة الأمر: أَمْلِ عليه الكتاب. ولهذا الفعل معانٍ أخرى.
وجاء أيضاً: «مَلأَ يَمْلأُ الشيءَ
مَلْئاً (مَلْءٌ): وضع فيه من الماء وغيره قدْر ما يَسَع». يقال على
الصواب: يجب مَلْءُ الفراغ بالكلمة المناسبة، أو: اِمْلأ
الفراغ.
ومن الخطأ أن يقال: يجب إملاء الفراغ!!.
وجاء أيضاً: المِلْءُ: قدر ما
يأخذه الإناء ونحوه إذا امتلأ. وفي التنْزيل العزيز:
]مِلْءُ الأرضِ ذهباً[. قال المتنبيّ:
]مِلْءُ الأرضِ ذهباً[. قال المتنبيّ:
أنا الذي نظر الأعمى إلى
أدبي وأسمعَتْ
كلماتي مَن به صَمَمُ
أنامُ مِلْءَ جُفُوني
عن شواردها ويَسْهَرُ
الخَلْق جَرَّاها ويَخْتصمُ
[ نام عن حاجته: غَفَلَ عنها ولم يهتمَّ
بها. شوارد اللغة: غرائبها ونوادرها].
[حذَفَ الشاعرُ (مِن) قبل (جرَّاها) للضرورة
الشعرية، والأصل أن يقال (مِن جرّاها).]
56- إلى حدٍّ بعيد؛ بقَدْرٍ كبير
وردتْ في مقالة علمية الجملة الآتية:
«لغة logo هي لغةُ بَرْمجةٍ اشتقت سماتها بشكل كبير من
لغة LISP». من الواضح أن كلمة (شكل) هنا استُعملت في
غير محلّها. [وكنت ذكرتُ في الفقرة 12 أن كلمة (شكل)
كثيراً ما تستعمل في غير ما وُضعت له، وأوردتُ أمثلةً كثيرة على الخطأ في
استعمالها].
وصواب الجملة السابقة أن يقال: «…اشتقت سماتها بقَدْرٍ كبير/ بنسبة كبيرة من
لغة LISP».
وقد يقتضي مقامٌ آخر أن يقال: «… بدرجة عالية…»
وجاء في مقالة أخرى الجملة الآتية: «…
وهذا البحث يختلف إلى حد كبير عن البحث الآنف الذكر (كذا) .»
والصواب: «…
يختلف إلى حدٍّ بعيد عن البحث المذكور آنفاً»
(راجع الفقرة 17).
فمن معاني (الحدّ) كما جاء في (المعجم الوسيط):
«حدُّ الشيء: منتهاه. ويقال: وضع حداً للأمر: أنهاه». ويقال أيضاً: ذهب إلى أبعد حد (إلى أبعد مدى). ولا يقال:
ذهب إلى أكبر حد، أو إلى حد كبير!
وأورد
كاتبٌ في مقالة ثالثة الجملة الآتية: «… وبالتالي فإن حساسية ودقة القياس تتحسّن
بشكل كبير.»
والصواب: «…
لذا فإن حساسية القياس ودقته تتحسَّن كثيراً / بنسبة كبيرة…»
57- الماء المُغْلى مُعقَّم (لا:
المَغْلِيّ!)
يقال: غلى
الماءُ يَغْلي غَلْياً وغَلَياناً.
ويقال: تُعقَّم
الأدوات بوضعها في الماء الغالي (اسم
الفاعل(11)).
ويقال: أَغْلى
الماءَ يُغْليه إغلاءً فهو مُغْلى (اسم
المفعول(15)). وهي مُغْلاة؛
وأعطى الشيءَ يعطيه إعطاءً
فالشيءُ مُعْطى (وهي مُعْطاة)؛
وألغى المشروعَ يُلْغيه
إلغاءً فالمشروع مُلْغَى (أو: لاغٍ، من لَغا الشيءُ [بَطَلَ]
يَلْغو لَغْواً فهو لاغٍ [أي باطل].
أما (اللاغية) فهي ما لا يُعتدّ به.
وكلمةٌ لاغية: فاحشة (المعجم الوسيط).
كما يقال: يجب
إغلاءُ / غَلْيُ / غَلَيانُ الماءِ لتعقيمه (أي يجب أن نُغْلِيَ الماءَ / أن يَغْلِيَ الماءُ).
يقال على الصواب: الماء المُغْلى معقَّم، ولا يصحّ (المَغْلِيّ): لأن
الفعل اللازم(67) - الذي لا يتعدّى
بنفسه أو بحرف الجر، مثل (على) - لا يصاغ منه اسم المفعول، بل اسم الفاعل.
فيقال: نام الرجُلُ ينام فهو نائم؛ صفا الماءُ يصفو فهو
صافٍ؛ مضى الأمرُ يمضي فهو ماضٍ؛ خَفِيَ الشيءُ (استتر) يَخْفى خَفَاءً فهو خافٍ وخَفِيّ؛
(يا خَفِيَّ الألْطاف، نجِّنا مما نخاف!).
ولكنّ اسم المفعول يصاغ (انظر
الفقرة 40):
أ- من الفعل المتعدي بنفسه،
نحو: رأى الشيءَ يراه فالشيءُ مَرْئيّ؛ دعا الرجلَ يدعوه
فالرجلُ مَدْعُوّ؛ رمى الحجرَ يرميه فالحجر مَرْمِيّ؛ خَفَى الشيءَ (كتمه) يَخْفِيه
خَفْياً وخُفِيّاً فالشيءُ مَخْفِيّ. وهذه الأفعال المتعدية بنفسها
كلها ثلاثية. ومثال الفعل الرباعي من هذه الفئة، الفعلُ: أَخْفى
الشيءَ (كتمه وسَتَرَه) يُخفِيه إخفاءً فالشيءُ مُخْفَى؛ وكذلك:
أعطى، ألغى، أغلى….
ب- من فعلٍ يتعدى بالحرف.
ولا بدَّ في هذه الحالة من أن تَعْقُبَ صيغةَ المفعول الصلةُ التي كنتَ تُثْبتُها
بعد فِعْله. فتقول: سَهَوْت عن الأمر، فالأمر مَسهُوٌّ عنه،
وبُحْتُ بالسِّرِّ فالسّرّ مَبُوح به، شكَّ في الأمر، فالأمر مشكوك فيه؛
غضب عليهم، فَهُمْ مغضوبٌ عليهم. لكنّ الأئمة قد تَجَوَّزوا حيناً فحذفوا
الصلة في كثير من أسماء المفعول، تسميةً واصطلاحاً، وأنزلوا اسم المفعول
المحذوفَ الصلة مَنْزلةَ
الصفة المشبهة(48)، وذلك قياساً على ما سُمع. ففي
التنْزيل العزيز: ]ارجعي إلى رَبِّكَِ راضيةً مَرْضِيَّةً[
أي مَرْضِياً عنها.
وقالوا: اسمٌ
مُشْتَرَك (تشترك فيه مَعانٍ كثيرة) كالعَيْن، للباصرة، وعين الماء، وعين
الشمس، وللدينار أو المال. والأصل (مُشْتَرَك فيه) بإثبات الصلة.
وقالوا: المأذون
والمحجور؛ وأصْله (المأذون له، والمحجور عليه).
وقالوا: حسابٌ / كتابٌ مَغْلوط
(أي مغلوط فيه).
وقال الشاعر: «…
إلى غير موثوقٍ من الأرض يذهب» أي موثوق به. ولم يحمل ابن جني (الخصائص 1/199)
هذا القول على الغلط، بل على حذف حرف الجر. (انظر كتاب (مسالك القول) لصلاح الدين
الزعبلاوي / 175).
ويقال: أمرٌ
مرغوب ومرغوبٌ فيه، إذ يقال:
(رغبَ الأمرَ) وهو لغةٌ في (رغب في الأمر).
كما يقال: شيءٌ
مباركٌ، ومباركٌ فيه، ومباركٌ عليه،
إذ يقال: بارك الله الشيءَ وفيه وعليه.
58- الخطأ في: (لمحة عن حياة المؤلف)
جاء في (المعجم
الوسيط):
أ- «النُّبذة:
القطعة من الشيء. يقال: نُبذة من كتاب، أو نُبذة من رواية، أو قصة.»
ب- (قرأتُ
سيرةَ فلان: تاريخ حياته).
وعلى هذا، إذا قلت: (نبذة من
سيرة المؤلف)،
كان الكلام سليماً مستقيماً.
ج- (اللمحة:
النظرة العجلى. ويقال: رأيتُه لمحةَ البرق.
ويقال: في فلان لمحةٌ من أبيه: شَبَهٌ). يقال على الصواب: لمحة تاريخية.
د- (المَلامح:
ما بدا من محاسن الوجه أو مساويه. والملامح: المَشَابه. [مفرده: لمحة، على
غير قياس]).
وقد شاع الآن استعمال (الملامح) بمعنى
(أوصاف الوجه)، و(مظهر الإنسان)، وجَمْعاً لـِ (مَلْمَح) بمعنى (ما يُلْمَح)، على
غرار: المأكل (ما يؤكل) والمشْرب (ما يشرب)؛ وأحياناً بدلاً من (مَعالم)؛ فقد جاء
في مقال نشرته مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق (مج 74/ج 3/523): «إلا أنّا نقدّم
الكلام على مَلْمَحَينْ علميين كبيرين من أبرز ملامح العصر: الحاسوب والفضائيات».
ونُشر في مجلة (العربي)
التي تصدر في الكويت (العدد 493/86) مِلفٌّ (مجموعة مقالات) عنوانه: (ملامحُ من
قرنٍ مضى)! فتأمَّل!.
هـ- (لَمَحَ إليه:
أبصره بنظرٍ خفيف، أو اختلس النظر، فهو لامح).
و- (أوجز كلامه وفي كلامه: قَلَّله واختصره).
وعلى هذا يكون معنى التركيب الشائع (لمحة
موجزة: نظرة عجلى قليلة / مختصرة!) وهذا - في رأيي - كلام ظاهر الفساد. ثم
هناك من يقول (لمحة عن كذا…) أي:
نظرة عجلى عن كذا، وهذا أيضاً كلام غير مستقيم.
وقد أشار محمد العدناني في (معجم
الأخطاء الشائعة) إلى هذا فقال:
«ويقولون: هذه لمحة عن حياته، والصواب: لمحة إلى حياته.»
وجاء في (المعجم المدرسي): «ويقال: لمحة إلى حياة الأديب.»
وأذكرُ أن الأديب عباس محمود العقاد
استعمل في كتاباته (لمحة إلى…)، أي:
نظرة عجلى إلى… وهذا تركيب سليم، إذ يقال:
(لَمَحَ إلى) كما رأينا، ويقال: (نظر إلى…).
ويمكن المرءَ (أو للمرءِ) أن يقول: (كلمة موجزة عن…)؛
فقد جاء في (المعجم الوسيط) مايلي: «الكلمة: الكلام المؤلَّف المطوَّل، قصيدةً، أو
خطبةً، أو مقالةً، أو رسالةً.»
59- بالنسبة إلى كذا
من معاني (النسبة) كما جاء في (المعجم الوسيط):
«نتيجة مقارنة إحدى كميتين من نوعٍ واحدٍ بالأخرى. يقال: يُضاف
هذا إلى هذا بنسبة كذا: بمقدار كذا. ويقال: بالنسبة إلى كذا: بالنظر إليه»، والقياس
(المُقايَسَة) عليه، وإليه.
يقال على الصواب: السيارة بطيئة بالنسبة إلى الطائرة. الحصاة صغيرة بالنسبة إلى
الصخرة.
وكثيراً ما يُستعمل (بالنسبة إلى كذا)
في الكتابات العلمية وغيرها استعمالاً غير سليم. ودونك بعضَ النماذج:
أ- … هذا بالنسبة إلى المقررات النظرية،
أما بالنسبة إلى المقررات العملية فـ…
الصواب: هذا
ما يتعلق بالمقررات النظرية، أما ما يخصّ المقررات…
ب- أما بالنسبة إلى بناء الكلية فيجب…
الصواب: أما
بناء الكلية فيجب…
ج- وبالنسبة إلى الإيفادات يمكن القول….
الصواب: وفيما
يتعلق بـ / وفي شأن الإيفادات يمكن…
د- هذا لا يعني شيئاً بالنسبة لنا!
الصواب: هذا
لا يعني لنا شيئاً!
هـ- وبالنسبة إلى مُقوِّم المقالة، فإنه
يَعتبر أن…
الصواب: ويرى
مقوم المقالة/ وفي نظر مقوم المقالة…
60- النكرة لا تُنعت بمعرفة!
الاسم الموصول(19) هو
اسمٌ معرفة(96). وهو يأتي بعد المعرفة
ليَصِفَها (ويُعْرَبُ صفة)، نحو:
قرأت الكتابَ الذي
اشتريته. تصفحتُ الموسوعة التي
حدثتني عنها.
وقد صادفتُ في عدد من المقالات التي
اطّلعتُ عليها، أسماءً موصولةً (أي معارف) جِيْءَ بها بعد نكرات، خلافاً لقاعدةِ
مطابقة الصفة للموصوف. ودونك نماذجَ مما قرأت:
أ- … بعَقْدٍ لبناءِ مترجمٍ حرّ والذي
يسمى حالياً…
ب- … اعتمد على منصة عمل والتي
إذا أدخلت إليها برمجيات…
ج- ولكل نمط بالطبع خط تطوُّرٍ
خاص به والذي عليه أن يسير بالتوازي مع الخيارات…
د- … وقناة تَواردٍ شعاعية والتي
تكرر ثماني مرات…
هـ- … وتعريف علاقاتٍ رياضية التي
تطبق على جميع عناصر الفهرس.
ولكي تستقيم العبارات السابقة، يكفي
حذْف الأسماء الموصولة وحروف الواو التي تسبقها؛ فنقول على الصواب:
أ- … بعَقْدٍ لبناءِ مترجمٍ
حرّ يسمى حالياً…
ب- … اعتمد على منصة
عمل إذا أدخلت إليها برمجيات…
ج- ولكل نمط بالطبع خط
تطوُّرٍ خاص به عليه أن يسير بالتوازي مع الخيارات…
د- … وقناة تَواردٍ
شعاعية تكرر ثماني مرات…
هـ- … وتعريف علاقاتٍ
رياضية تطبق على جميع عناصر الفهرس.
ولكن إذا تكرر الاسم الموصول لتَعَدُّد
صِلَتِه (أي الجملة التي تليه)، وجب عطفه بالواو. ففي التنْزيل العزيز: ]سَبِّحِ
اسمَ ربّك الأعلى، الذي خَلَقَ فَسَوَّى، والذي قَدَّر فَهَدَى، والذي
أَخْرج المرعى…[.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق