حَبَّذا:
تركيبٌ يستعمل في المدح
(1). مؤلف من
ثلاثة عناصر يمثلها قولك: [حبّذا زهير رجلاً].
ويختلف المعربون في إعراب هذه العناصر. ولعل أسهل ذلك ما يلي: [حبذا: فعل]، و
[زهير: (المخصوص
بالمدح)
فاعل]، [رجلاً: تمييز].
أحكام:
¨
يلزم [حبذا] صيغةَ الإفراد والتذكير أبداً في كل حال، فيقال مثلاً:
[حبذا
الرجل، وحبذا المرأة، وحبذا التلميذان، وحبذا التلميذتان، وحبذا الرجال، وحبذا
النساء].
* * *
نماذج فصيحة من استعمال [حبّذا]
·
قال الشاعر (الدرر اللوامع 2/117):
ألا حَبَّذا قوماً سُلَيْمٌ فإنهم وَفَوْا، إذ تواصَوْا بالإعانة
والصبرِ
[قوماً]: تمييز تقدم على الفاعل [سليم]، وهو جائز، بل هو الأكثر في كلامهم.
·
قال الحطيئة (الديوان /64):
ألا، حَبَّذا هندٌ وأرضٌ بها هندُ وهندٌ أتى مِن دونها النأيُ
والبُعْدُ
[هند]: هي المخصوص بالمديح، فاعل. ولم ير الشاعر في نفسه حاجةً إلى تمييز،
فاطّرحه، ولو ذكره لقال مثلاً: حبذا هندٌ امرأةً. وتأنيث الفاعل لم يغيّر من [حبذا]
شيئاً، لأنه يلزم صيغة الإفراد والتذكير أبداً في كل حال.
·
وقال جرير (الديوان /165):
يا حبَّذا جَبَلُ الرَّيّان مِن جبلٍ وحبذا ساكنُ الريان
مَنْ كانا
وحَبَّذا نفَحاتٌ
مِن
يَمانية
تأتيكَ مِن قِبَلِ الرَّيَّانِ أحيانا
(يمانية: أراد ريحَ الجنوب).
استعمل الشاعر [حبذا] مراتٍ ثلاثاً على اختلاف ما تلاها من مفرد مذكر أو جمع
مؤنث، وذلك أن [حبذا] لا يغيّر منها اختلاف الفاعل بعدها تذكيراً وتأنيثاً وإفراداً
وتثنيةً وجمعاً، بل تلزم حالة واحدة هي: الإفراد والتذكير أبداً في كل حال.
ألا، حبّذا أهلُ المَلا غيرَ أنهُ إذا ذُكِرَتْ مَيٌّ
فلا حبّذا
هِيَا
في البيت مسألتان:
- الأولى: ثبات صيغة [حبذا]، سواء أجاء الفاعل بعدها مذكّراً معناه الجمع:
[أهل الملا] أم مفرداً مؤنثاً: [هي].
- الثانية: اجتماع المدْح والذمّ في البيت: فـ [حبّذا أهلُ الملا]: للمدح، على
المنهاج. و[لا حبّذا هي]: للذمّ، وذلك أنهم إذا أرادوا الذمّ أدخلوا [لا النافية]
على حبّذا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق