اسمان لفظُهما مفرد، ومعناهما
مثنّى(2).
ولذلك يجوز مراعاة لفظهما أو معناهما، نحو: [كلا
الطالبين مجتهدٌ، وكلا الطالبين مجتهدان].
الأحكام:
¨
يعربان على حسب موقعهما من العبارة: فاعلاً أو مفعولاً أو توكيداً(3)
إلخ...
¨
يلزمان الإضافة أبداً إلى مثنّىً معرفةٍ، نحو: [نجح
كلا الطالبَيْن، فهنّأت كليهما].
¨
إذا أُضيفتا إلى اسمٍ ظاهر، عوملتا معاملة الاسم المقصور، فقُدِّرت الحركات
الثلاث على ألفهما، كما تقدَّر على ألف العصا والفتى، نحو: [سافر
كلا الرجلين، فودّعت كلا الرجلين، ووثِقت بكلا الرجلين].
وإذا أُضيفتا إلى ضمير، عوملتا معاملة المثنى، فتُرفعان بالألف،
وتُنصبان وتُجرّان بالياء، نحو: [عاد كلاهما،
فاستقبلت كليهما، وسلّمت على كليهما].
فائدة: الأصل أنّ [كلا] للمذكّر و [كلتا] للمؤنث، ولكن قد تُستعمل
[كلاهما] للمؤنث فيقال مثلاً: [نجحت الطالبتان كلاهما].
قال هشام بن معاوية:
يَمُتُّ بقُربى الزينبين كليهما
إليكَ
وقُربى خالدٍ وحبيبِ
وكان الأصل أن يؤنّث فيقول: [كلتيهما]. ولكنه أوقع المذكّر موقع المؤنث فقال:
[كليهما]، وذلك جائز.
* * *
نموذج فصيح يقاس عليه
·
]كِلْتا
الجَنَّتَينِ آتَتْ أُكُلَها[
(الكهف 18/33)
[كِلتا]: لفظها مفرد، ودليل ذلك أنها لا تثنى ولا تُجمع. فليس في اللغة [كليان
أو كلوان]، ولا [كلتيان] ولا [كلتيات].
ثم هاهنا دليل آخر على أن لفظها مفرد، هو أن خبرها جاء بصيغة المفرد، فقيل:
[آتَتْ]؛ ومن المقرر أن المفرد يُخبَر عنه بالمفرد، فلا يصحّ أن يقال مثلاً:
[التلميذان قصيرٌ].
ثم لو رُوعِيَ معنى [كلتا] وهو مثنى، لقيل: [آتتا] وهو في العربية جائز غير
معيب. لكنْ لمّا لم يُرَد معناها، بل أريد لفظها وهو مفرد، أُتِيَ بالخبر هنا
مفرداً.
وتبقى في الآية مسألتان:
الأولى: أنّ [كلا و كلتا] يلزمان الإضافة أبداً إلى مثنى معرفة، وذلك متحقق في
الآية، إذ أُضيفت [كِلتا] إلى كلمةِ [الجنّتين] وهي مثنى معرَّف بـ [ألـ].
والثانية: أنّ [كلتا] مبتدأ مرفوع بضمة مقدَّرة على الألف، وذلك أنّ [كلا
وكلتا] إذا أُضيفتا إلى اسم عوملتا معاملة الاسم المقصور، فقُدِّرت العلامات الثلاث
على ألفهما كما تقدّر على ألف [العصا والفتى] كما جاء في الآية. وأما إذا أُضيفتا
إلى ضمير فإنهما تعاملان معاملة المثنى، فتُرفعان بالألف، وتُنصبان وتُجَرّان
بالياء.
العودة إلى الأدوات
العودة إلى الأدوات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق