إِمّا
حرفٌ لتعليق الحُكم بأحد الشيئين نحو: [زُرْ إمّا دمشقَ
وإمّا بيروتَ] أو الأشياء نحو: [زُرْ إمّا دمشقَ
وإمّا بيروتَ وإمّا القاهرة](1).
وتُلازِم التكرار، كما جاء في المثالين، ولكنْ قد يُستغنى عن تكرارها بـ [أو] نحو:
[زُرْ إمّا دمشقَ أو بيروتَ أو القاهرة]، أو بـ
[إلاّ]، نحو: [إمّا أن تقول الصدقَ، وإلاّ فاسكُتْ].
معانيها:
لها خمسة معان:
الأول: التخيير، نحو: [كُلْ إمّا سمكاً
وإمّا تمراً]، أي: اِختَرْ أحدَهما، ولا تجمَعْهما.
الثاني: الإباحة، نحو: [يا بُنَيَّ، اِقرأ
إمّا كتاباً وإمّا ديوان شِعر]، أي: قد أبحتُ لك قراءتَهما.
الثالث: الشكّ، نحو: [غاب خالدٌ عن المدرسة
إمّا مرّةً وإمّا مرّتين]، إذا لم يُعلَم: أمرّةً غاب أم مرّتين.
الرابع: الإبهام، نحو:
]وآخرون
مُرْجَوْنَ لأمر الله إمّا يعذبهم وإمّا يتوب عليهم[
(التوبة 9/106)
الخامس: التفصيل، نحو:
]إنّا
هديناه السبيل إمّا شاكراً وإمّا كفوراً[
(الإنسان 76/3)
* * *
نماذج فصيحة من استعمال [إمّا]
·
]قلنا
ياذا القرنين إمّا أنْ تعذِّبَ وإمّا أن تتَّخذَ فيهم حُسناً[
(الكهف18/86)
هي في الآية للتخيير.
·
]وإمّا
تخافنّ من قوم خيانة فانبذْ إليهم[
(الأنفال 8/58)
[إمّا]: في الآية مركبة من حرفين هما: [إنْ الشرطية + ما الزائدة] وليست هي
[إمّا] التي للتفصيل والتخيير. يدلّك على ذلك: هذه النون المؤكّدة في [تخافنّ]،
فإنها تلحق فعل الشرط إذا كانت [ما] زائدة داخلة على [إنْ] الشرطية. ولا تأتي بعد
[إمّا] التي للتفصيل والتخيير. ثمّ هذه الفاء الرابطة لجواب الشرط في [فانبذْ]،
فإنّها لا تصحب [إمّا] التفصيلية. كلّ هذا فضلاً على أنها في الآية غير مكررة.
·
قال عليّ كرّم الله وجهه يوصي ابنه الحسن: [واعلمْ أنّ
أمامك عقبةً كَؤُوداً، ... وأنّ مَهبِطَكَ بها لا محالةَ إمّا على جنّةٍ
أو على نار] (نهج البلاغة /398)
كنّا ذكرنا في أثناء البحث، أنّ [إمّا] تتكرّر فيقال: [إمّا ... وإمّا...]،
وأنه قد يُستغنى عن تكرارها بـ [أو] فيقال مثلاً: [زُرْ إمّا دمشقَ أو بيروتَ]؛
وقول عليّ: [إمّا على جنّةٍ أو على نار] شاهد على ذلك.
·
قال الجاحظ: [وتكلّم رجلٌ عند الحسن (أي:
الحسن البصري/110هـ)...
فقال الحسن: إمّا أن يكون بنا شَرٌّ أو
يكون بك] (البيان والتبيين 4/29)
وقد استغنى هاهنا بـ [أو] عن تكرار [إ مّا].
·
قال المثقِّب العَبْديّ (الديوان /211، 212):
فإمّا
أنْ تكون أخي بحقٍّ فأَعرفَ منك غَثِّي مِن سَمِيني
وإلاّ
فاطَّرِحني واتّخِذْني عدوّاً
أتَّقِيكَ
وتتَّقِيني
كنّا ذكرنا في أثناء البحث، أنّ [إمّا] تتكرّر فيقال: [إمّا... وإمّا...]،
وأنه قد يُستغنى عن تكرارها بـ [إلاّ] نحو: [إمّا أن تقول الصدقَ، وإلاّ فاسكُتْ].
وقولُ المثقّب: [فإمّا... وإلاّ...] شاهد على ذلك.
العودة إلى الأدوات
العودة إلى الأدوات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق