رُبَّ:
من حروف الجرّ، معناها التقليل أو التكثير، على حسب الحال. ومن سياق الكلام يتبيّن
المراد.
أحكام:
¨
تدخل [رُبّ] على اسم نكرة مجرور. ويكون جوابها(2)
اسماً مرفوعاً، أو جملة. نحو: [ربَّ ضارّةٍ نافعةٌ]،
و[ربّ جهلٍ ستره الغِنى] و[ربّ
مُدّعٍ يفضحه تعالمُه]
و[ربّ فقيرٍ معدمٍ
عِلمُه غزير].
¨
قد تتصل بها [ما] الزائدة، فتختص بالدخول على الجُمل ماضويةً ومضارعية، نحو: [ربّما
سافر خالد، وربّما تطول غيبته](4).
وقد تخفّف باؤها فيقال: [رُبَما سافر].
* * *
نماذج فصيحة من استعمال [ربّ]
·
قال جَذِيمة الأبرَش (الكتاب - هارون 3/516):
رُبَّما
أَوْفَيْتُ في عَلَمٍ تَرْفَعَنْ ثَوبِي شَمالاتُ
[العَلَم: الجبل، والشمالات: جمع شَمال، وهي الريح تهب من ناحية الشَّمال.
والشاعر يفخر بأنه يحفظ أصحابه إذا خافوا، فيكون لهم طليعةً في رأس الجبل، لما يدلّ
عليه ذلك من قوة في الجسم: (حدّة البصر)، وقوّة في النفس: (شهامة)].
اتّصلت [ما] الزائدة بـ [ربّ]، فاختصّت بالدخول على الجُمل: [أوفيت].
·
]رُبَما
يودّ الذين كفروا لو كانوا مُسْلِمين[
(الحجر 15/2)
في الآية مسألتان: الأولى: اتصالها بـ [ما] واختصاصها مِن ثَمّ بالدخول على
الجمل. (يودّ). والثانية: تخفيف الباء.
·
قال أميّة بن أبي الصلت (الكتاب - هارون 2/109):
ربّما
تَكرهُ النفوسُ مِنَ الأمرِ لهُ فَرْجَةٌ كَحَلِّ العِقالِ
اتصلت [ما] بـ [ربّ] فاختصّت بالدخول على الجمل: [تكره].
·
قال ثابت قطنة، يرثي يزيد بن المهلب:
إنْ يقتلوك فإنّ قتْلكَ لم يكن عاراً عليك، ورُبَّ قتلٍ عارُ
دخلت [ربّ] على اسم نكرة: [قتلٍ]، وجوابُها اسمٌ مرفوع هو: [عارُ]. وكلا
الأمرين على المنهاج.
·
قال المتنبي:
ذَلَّ مَن يَغْبِطُ الذليلَ بعيشٍ رُبّ عيشٍ أَخَفُّ منه الحِمامُ
دخلت [ربّ] على اسم نكرة: [عيشٍ]، وجوابها جملة
اسمية:
[أخفُّ منه الحِمام].
·
قال امرؤ القيس (الديوان / 29):
فيارُبَّ
يومٍ قد لَهَوْتُ وليلةٍ بآنسةٍ كأنها خَطُّ تِمْثالِ
دخلت [ربّ] على اسم نكرة: [يومٍ]، وجوابها جملةُ: [لَهَوْت]. وكلاهما على
المنهاج.
·
قال جَحْدَر العُكْلِيّ (الأمالي 1/278):
فإنْ أهْلِكْ فربّ فتىً سيبكي عَلَيَّ مُهذبٍ رَخْصِ البَنانِ
دخلت [ربّ] على اسم نكرة: [فتى]، وجوابها جملةُ: [سيبكي]. وكلاهما على
المنهاج.
·
قال امرؤ القيس (الديوان /18):
وليلٍ
كموجِ البحرِ أرخى سُدولَهُ عَلَيَّ بأنواع الهموم ليبتلي
الأصل في البيت: [ربّ ليلٍ]، ثم حُذفت [ربّ] فنابت عنها الواو:
(واوُ ربّ).
ولا يكون ذلك إلاّ في الشعر. ومثل ذلك طِبقاً قولُ صخر بن عمرو بن الشريد:
وعاذلةٍ
هَبَّتْ بليلٍ تلومني
ألا
لا تلومِيني،كفى اللومَ ما بِيَا
وقولُ معنِ بن أَوْس المُزَنيّ (الأمالي 2/99):
وذي
رَحِمٍ قلّمْتُ أظفارَ ضِغْنِهِ بحِلْميَ عنهُ، وهْوَ ليس لهُ حِلْمُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق