الباء
- الباء من حروف الجرّ، أصل معانيها الإلصاق نحو: [أمسكت
بيدك]، و[مررت بدارك]. ومهما تختلف
معانيها الأخرى فإن الإلصاق لا يفارقها؛ فمن ذلك:
-
الاستعانة: كتبت بالقلم، أي مستعيناً به.
-
السببية والتعليل: ]فكلاًّ أخذنا بذنبه[، (أي: بسبب ذلك).
-
التعدية: ]ذهب اللهُ بنورهم[ أي: أذهب الله نورَهم.
-
العِوَض: خذ الكتاب بدينار. أي: هذا عِوَضٌ من ذاك وبدلٌ منه.
-
الظرفية: ]ولقد نصركم اللهُ ببدر[، (أي: نصركم في بدر)
-
المصاحبة: اشتريت البيت بأثاثه، أي: مع أثاثه.
-
القَسَم: باللهِ العظيم لأسافرنّ. ويجوز إظهار فعل القسم معها فيقال: أقسم بالله العظيم لأسافرنَّ.
- قد تأتي الباء في الكلام زائدة، ويطّرد ذلك قياساً في الخبر
المنفيّ، نحو: [ليس الجهل بنافع] أي: ليس نافعاً.
و[ما الطيش بمحمود]، أي: ما الطيش محموداً. وأما
في غير الخبر المنفي، فزيادتها محصورة في تراكيب معينة مع كلمات لا تتغيّر، دونك
بيانها:
-
بعد [ناهيك] نحو: [ناهيك بخالدٍ بطلاً = ناهيك خالدٌ...].
-
بعد [إذا الفجائية] نحو: [خرجتُ فإذا بخالدٍ يصيح = فإذا خالدٌ...].
-
بعد [كيف] نحو: [كيفَ بِكَ إذا كان كذا وكذا = كيفَ أنتَ...].
-
بعد [كفى] نحو: [كفى بزهير معلّماً = كفى زهيرٌ معلّماً].
-
قبل [حَسْب] نحو: [بحَسْبِكَ دينارٌ = حسْبُكَ دينارٌ].
-
قبل [النفس والعين] في باب التوكيد نحو: [زارنا خالدٌ بعينه وبنفسه = زارناخالدٌ عينُه ونفسُه].
* * *
نماذج فصيحة من استعمال الباء
·
قال امرؤ القيس (الديوان /33):
وليس بذِي رُمحٍ فيطعنَنِي بِهِ وليس بِذي سَيْفٍ، وليس
بِنَبّالِ
تزدحم الباءات في بيت الشاعر، وهي صنفان:
الأول قوله: [يطعنني به (أي:
الرمح)]
والباء فيه للاستعانة، أي: يطعنني مستعيناً به.
والثاني قوله: [ليس بذي رمح - وليس بذي سيف - وليس بنبّال] والباءات الثلاث
حروف جرّ زائدة، جاءت - على المنهاج - في أخبار منفية، أي: ليس ذا رمح، وليس ذا
سيف، وليس نبالاً. وقد ذكرنا في المتن أنّ زيادة الباء في الخبر المنفي زيادة
قياسية مطّردة.
·
]وما
ربك بظلاّم للعبيد[
(فصّلت 41/46)
[ما... بظلاّم]: الباء في الآية زائدة زيادة قياسية مطّردة، وذلك أنها جاءت -
على المنهاج - في الخبر المنفي، أي: وما ربُّكَ ظلاّماً.
·
]كَفَى
بالله شَهيدًا[
(الرعد 13/43)
[كفى بالله]: الباء في الآية زائدة، وقد جاءت بعد الفعل الماضي: [كفى]. وهي
إحدى الزيادات المحصورة، في تركيب معيّن، مع كلمة لا تتغير، هي الفعل الماضي [كفى].
أي: كفى اللهُ شهيداً.
·
قال الأشعَرُ الرَّقبانُ الأسديّ (نوادر أبي زيد /289):
بِحَسْبِكَ
في القومِ أنْ يَعلَموا بأنّكَ فيهمْ غَنِيٌّ مُضِرّ
[بحسبك]: الباء زائدة، وقد دخلت على كلمةِ [حسْب]. وهذه الزيادة هي إحدى
الزيادات المحصورة، في تركيب معيّن، مع كلمة لا تتغيّر، هي كلمة [حسْب]. أي: حسبك
أن يعلموا.
·
قال ذو الرمة (الديوان 2/778):
وقفنا فقلنا إِيهِ عن أُمِّ سالمٍ وكيف بتكليمِ الديار البلاقعِ
[كيف بتكليم...]: الباء زائدة، وقد جاءت بعد [كيف]. وهذه إحدى الزيادات
المحصورة في تركيب معين، مع كلمة لا تتغير هي كلمة [كيف]. أي: كيف تكليمُ الديار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق