مَنْ(1)
عيسى زيدان |
على وجوه:
الأول:
شرطية جازمة: نحو [مَن
يَدرسْ ينجَحْ].
الثاني: استفهامية: نحو: [مَن
زاركم؟]. وتُفيد معنى النفي إذا جيء بعدها بـ [إلاّ]، نحو: [مَنْ
يفعلُ هذا إلاّ خالدٌ؟ = لا يفعل هذا إلاّ خالدٌ].
الثالث:
اسم موصول: نحو: [نودّعُ
مَنْ يسافر = نودّع الذي يسافر]. وقد يُراد بها المفرد، والمثنى،
والجمع، والمذكر، والمؤنث، على حسب موقعها من العبارة، نحو: [سافر
مَن نجح - سافرتْ من نجحت - سافر من نجحا - سافر من نجحوا - سافر من نجحنَ].
وهي في الأصل للعاقل، ولكن قد تُستَعمَل لغيره(2).
ملاحظة: قد يُؤتَى بها زائدةً، نحو قولك: [لا
نتعالى على مَنْ غيرِنا = لا نتعالى على غيرِنا].
*
* *
نماذج فصيحة مِن استعمال [مَنْ]
·
]ومَنْ
يَتَّقِ اللهَ يجعلْ له مخرجاً[
(الطلاق 65/2)
[مَنْ]: شرطية، جزَمَت فعلين: [يتَّقِ] وعلامة جزمه حذف
الياء، و[يجعلْ] وجُزم بالسكون، ولولا الجزم لقيل: يتّقي... ويجعلُ.
·
قال الفرزدق، ولبيته روايتان نقف عندهما كلتيهما، الأولى:
ومَنْ
يَميلُ أمال السيفُ ذِرْوَتَهُ حيثُ التقى
مِنْ حِفافَي رأسِهِ الشَّعَرُ
(ذِروته: أي رأسه - حفافا رأسه: جانباه).
[مَنْ]: في هذه الرواية، اسم موصول، بمعنى [الذي]. ألا
ترى أنها لم تجزم فعل: [يميل]، ولو جَزَمَته لقيل: [ومَن يمِلْ].
والرواية الثانية:
ومَنْ
يَمِلْ يُمِلِ المأثورُ ذِروتَهُ حيثُ التقى
مِنْ حِفافَي رأسِهِ الشَّعَرُ
(المأثور: السيف).
[مَنْ]: في هذه الرواية، شرطيّة، جزمت فعلين مضارعين هما:
[يَمِلْ ويُمِلِ]. ولولا الجزم لقيل: [يَميلُ ويُميلُ].
·
وقال الفرزدق أيضاً يخاطب الذئب (الديوان 2/329):
تَعَشَّ، فإنْ واثَقْتَني لا تَخونُني نكُنْ مِثلَ مَنْ يا
ذِئْبُ يصطحبانِ
[مَنْ]: اسم موصول، أُريد به المثنى، لأنّ المعنى: نَكُنْ
مثلَ اللّذَيْنِ يصطحبانِ. وإذا كانت [مَنْ] موصوليّة فقد يُراد بها المفرد أو
المثنى أو الجمع، والمذكّر أو المؤنث، على حسب موقعها من الكلام.
·
]ومنهم
مَنْ يستمعون إليك[
(يونس 10/42)
[مَنْ]: في الآية اسم موصول، أُريد به الجمع، لأنّ المعنى: ومنهم الذين يستمعون
إليك. ونقول هنا ما قلناه آنفاً: متى كانت [مَنْ] موصوليّة فقد يُراد بها المفرد أو
المثنى أو الجمع، والمذكّر أو المؤنث، على حسب موقعها من الكلام.
·
]قال
ومَنْ يقنَطُ مِن رحمة ربّه إلاّ الضالّون[
(الحِجْر 15/56)
[مَنْ]: هاهنا استفهامية، وقد جيء بعدها بـ [إلاّ] فأفادت
معنى النفي، أي: [لا يقنطُ... إلاّ]. وكذلك تكون كلما جيء بعدها بـ [إلاّ]، إذ
تُشْرَب في هذه الحال معنى النفي. ومثل ذلك طِبقاً قولُه تعالى:
·
]ومَنْ
يغفرُ الذنوب إلاّ الله[
(آل عمران 3/135)
فـ [مَنْ] استفهامية، جيء بعدها بـ [إلاّ] فأفادت معنى
النفي، والمعنى: لا يغفر الذنوب إلاّ الله.
·
وقولُه:
]مَنْ
ذا الذي يَشْفَع عنده إلاّ بإذنه[
(البقرة 2/255)
2- تستعمل [مَنْ] لغير العاقل، إذا نُزِّل منْزلة
العاقل؛ كأن يُنادى مثلاً، وغير العاقل لا يُنادى، نحو: [أَسِرْبَ القَطا
هَلْ مَنْ يُعِير جَناحَهُ]، أو شَمَلَ العاقلَ وغيرَ العاقل حُكْمٌ
واحد نحو:
]يسجد
له مَن في السماوات ومَن في الأرض[،
أو اقترن غيرُ العاقل بالعاقل في عمومٍ مُفَصَّلٍ بـ [مَن] نحو:
]واللهُ
خلق كُلَّ دابّةٍ مِن ماءٍ: فمنهم مَنْ يمشي على بطنه ومنهم مَنْ
يمشي على رجلَين ومنهم مَنْ يمشي على أربع[.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق