الهمزة
للهمزة ثلاثة وجوه:
الأول:
أداة نداء، نحو قول امرئ القيس:
أفاطمُ
مهلاً بعضَ هذا التدلّلِ وإن كنتِ قد أزمعتِ صَرمي فأجملِي
الثاني: أن تكون للتسوية: وتقع بعد: (سواء، وما أبالي، وما
أدري، وليت شعري، ونحو ذلك). وتؤَوَّل هي وما بعدها بمصدر نحو:
]سواءٌ
عليهم أأنذرتهمْ أم لم تنذرهم لا يؤمنون[،
أي: سواء عليهم إنذارُكَ وعدمُ إنذارك.
الثالث: أداة استفهام: نحو: [أأنت
خالدٌ؟]، [أيسافر
زهيرٌ؟]. وفي استعمالها وجوه:
-
قد تُحذَف، في الإثبات وفي النفي. فمن الإثبات قول عمَر بن أبي ربيعة (الديوان / 258):
فواللهِ ما أدري وإني لحاسِبٌ بسبعٍ رميتُ الجمرَ أم بثمانِ؟
أي: أبسبعٍ؟
ومن النفي قولُه تعالى:
]ألم
نشرح لك صدرك[.
-
لها الصدارة أبداً، ومن ذلك تقدمُها على حروف العطف: (الواو والفاء وثُمّ). نحو: ]أوَلَم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض[ ]أفلم يسيروا فينظروا[ ]أَثُمَّ إذا ما وقع آمنتم به[.
¨
من
أحوال الهمزة:
1-
يُقلب
حرف العلة (الواو
والياء)
همزةً،
إذا
تطرّف
وسبقته
ألف زائدة. كنحو: سماء ودُعاء وبنّاء وسقّاء. فإن
الأصل: سَماو ودُعاو وبَنّاي وسقّاي(1).
2- يُقلب حرف العلة همزةً في اسم الفاعل، الذي تُعَلّ عين فعله،
كنحو: قائل وبائع وجائز(2)
فإنّ أفعالها قبل
الإعلال:
قول وبيع وجوز. ثم بعد إعلالها: قال وباع وجاز.
3- الألف والواو والياء، إن
وقعت ثالثة زائدة ساكنة في اسم مفرد، قُلبت همزةً في جمعه على فَعَاْئِلْ، نحو: [رسالة
- رسائل، عجوز - عجائز، صحيفة - صحائف].
4- إن اجتمعت همزتان، أولاهما متحركةً، والثانية ساكنة، قلبت الثانية
حرف مدّ يجانس حركة الأولى، كنحو: آمَنَ - أُومِنُ -
إِيمان - آدم - آخر، والأصل: أَأْمن - أُأْمن - إِإْمان - أَأْدم - أَأْخر.
5- إن كانت الهمزة حشواً في الكلمة، ساكنةً بعد حرف صحيح، نحو: [رأْس]
أو متحركةً بالفتح، نحو: [ذئاب]، أو تطرّفت نحو [القارِئ، الوضوْء]، جاز أن تُقلَب
فتجانس ما قبلها من حركة أو حرف، على حسب الحال. ودونك نماذج من الصنفين:
أوّلاً: قلبُ الهمزة حرفاً يُجانس
حركةَ ما قبلها:
قَرَأ
(متطرّفة)
=
قَرَاْ
(قلبت الهمزة ألفاً لتجانِس
فتحةَ الراء)
يَقْرَأ
(متطرّفة)
=
يَقْرَاْ (قلبت الهمزة ألفاً لتجانِس فتحةَ الراء)
القارِئ
(متطرّفة)
=
القارِيْ (قلبت الهمزة ياءً لتجانس كسرة الراء)
رأْس
(حشو)
=
رَاْس
(قلبت الهمزة ألفاً لتجانس فتحة الراء)
الملأ
(متطرّفة) =
الملاْ (قلبت الهمزة ألفاً لتجانس فتحة اللام)
سُؤْل
(حشو)
=
سُوْل
(قلبت الهمزة واواً لتجانس ضمة السين)
بِئر
(حشو)
=
بِيْر
(قلبت الهمزة ياءً لتجانس كسرة الباء)
ذِئاب
(حشو)
=
ذِياب
(قلبت الهمزة ياءً لتجا نس كسرة الذال)
ثانياً: قلبُ الهمزة حرفاً يُجانس حرفاً قبلها:
وضوء(متطرفة)
= وضوو (قلبت
الهمزة واواً لتجانس الواو) =
وضوّ
(بعد الإدغام)
هنيء
(متطرفة)
= هني ي (قلبت
الهمزة ياءً لتجانس الياء)
=
هنيّ
(بعد
الإدغام)
سوء (متطرفة)
= سوو
(قلبت
الهمزة واواً لتجانس الواو)
=
سوّ
(بعد
الإدغام)
¨همزة
الوصل:
همزة الوصل:
همزة زائدة في أول الكلمة، يؤتى بها: مفتوحةً أو مضمومةً أو مكسورة - على
حسب الحال - لِيُتَخَلَّص من البدء بحرف ساكن(5).
وأما في الحَدْر والدَّرْج فتنتفي الحاجة إليها فيُسقطها العربيُّ من لفظه. بيان
ذلك أنه لا يقول في الأمر مثلاً: [قْرأْ]، بل يقول: [اِقْرأْ].
فإذا حدر قال: [اِقرأ، واقْرأ واقْرأ، ثم اكْتُبْ](6).
الأحكام: مواضعها وحركاتها:
في الأفعال:
كل
فعل غير رباعي (ثلاثي - خماسي - سداسي)، فالهمزة الزائدة في أوّله وأوّل مصدره، هي
همزة وصلٍ مكسورة. نحو: [اِشربْ، اِفتحْ،
اِنطَلَقَ - اِنطَلِقْ - اِنطِلاق، اِستَخْرَجَ - اِستَخْرِجْ - اِستِخْراج].
ولا تُضَمّ إلا في الأمر الذي عينُ مضارعه مضمومةٌ نحو: [يدخُل -
اُدْخُلْ، يكتُب - اُكْتُبْ]، والماضي الخماسي أو السداسي المبني للمجهول(7)
نحو: [اُنْطُلِقَ - اُسْتُخْرِج].
في الأسماء:
في الحروف:
وذلك في حرف واحد هو: [ألـ]. والهمزة فيه مفتوحة أبداً.
فائدة:
يُدخِل العربي همزة الاستفهام على [ألـ]، فينشأ من التقائهما مَدَّة: [آ]. ففي نحو:
[ أ + الكتاب خيرُ صديق؟ ]، يقال: [آلكتاب خيرُ صديق؟].
ومنه قوله تعالى:
]آللهُ
أَذِنَ لكم أم على اللهِ تفترون[
2- يقولون:
إن صحّت العين في الفعل، صحّت في اسم الفاعل، ولكن ليس عندهم من هذا إلاّ
فعلان هما (عَيِن وعَوِر)!!
5- في النطق بالعربية قاعدتان مطلقتان: [لا يُبْدَأ بساكن]، فلا
يقال مثلاً: [جْلِسْ]، بل يقال: [اِجْلِسْ]. و[لا يُوقَفُ على متحرك]، فلا
يقال مثلاً في الوقف: [سافر خالدٌ]، بتنوين الآخر، بل يقال: [سافر خالدْ]
بتسكينه. ولا يقال في الوقف: [حفظ الطالب الدرسَ] بتحريك الآخر، بل يقال:
[حفظ الطالب الدرسْ] بتسكينه.
6- إذا كانت
الهمزة مما يُلفظ في البدء والحدر جميعاً، سمّوها: [همزة قطع]، نحو: [أنا
أُحِب أنْ أقرأ الأدب الأمويّ]. فكل همزة في هذه الكلمات الستّ همزة قطع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق