تستخرج الحناء من
شجيرة شوكية من عائلة الخثريات lythraceae يمكن أن يبلغ ارتفاعها ستة أمتار. يمكن تحويل أوراق هذه الشجيرة إلى مسحوق
ناعم يحتوي على جزيئات خاصة تتضمن مواد تنتج أصباغاً حمراء وصفراء وبرتقالية
تستعمل في صباغة النسيج والجسد الإنساني وخاصة الشعر، كما تستعمل في الوشم المؤقت على
الجلد (التاتواج). تنمو هذه النبتة في المناطق الاستوائية في آسيا الجنوبية والقسم
الغربي من استراليا وأفريقيا الاستوائية حيث تزرع بكثرة. وهي تحتاج إلى جو رطب
وحار، ولا يمكنها العيش في مناطق تنخفض درجة حرارتها عن 11 درجة مئوية. من أكثر المناطق
إنتاجاً لها اليوم هي منطقة راجستان في الهند. ومن الدول التي لا تزال سوقاً للحناء هي الدول
العربية وشبه القارة الهندية بما فيها الباكستان وبنغلادش ودول وسط شرق أفريقيا
مثل الحبشة والصومال، إضافة إلى تركيا.
ومع أن أصل الكلمة
فيما يبدو هو هندي، إلا أن أصل الحناء هو من بلاد فارس وبلاد ما بين النهرين. وصلت
إلى مصر في أيام السلالة الفرعونية العشرين (1186-1069 قبل الميلاد)، فقد وجدت آثارها
في المومياء المصرية. وانتقلت من المصرين إلى أرجاء أفريقيا.
وهناك مؤشرات
كثيرة على استخدام الحناء في التجميل والطبابة. فقد كان المصريون يصبغون شعرهم
وأظافرهم كما ظهر ذلك في مومياء رمسيس الثاني ورمسيس الثالث. كما عثر على كتابات
تعود إلى أكثر من 2100 عام قبل المسيح تذكرها كمادة للتجميل، كما جاء في الروايات
السورية عن بعل وأنات تتحدث عن الحناء على أيدي النساء في الأعراس. كما أن
الفيتناميين كانوا يستخدمونها لتلميع أسنانهم. وفي بلاد آشور كانت تصبغ باطن اليدين
والأظافر بالحناء للصبايا اللاتي كنّ على وشك الزواج.
وغير الاستخدامات في التجميل، وخاصة صباغة الشعر والوشم الفني، فقد استخدمت في الطبابة لقدرتها على تنقية
الجلد بما يسهّل التئام الجروح مثلاً، ومعالجة الأظافر المريضة وتنقيد جلدة الرأس
من الإصابات الجلدية أو الحشرات، كما تستخدم كمضاد للإسهال والقرحة. وعند خلطها
بالزبدة فلها إمكانية تخفيف آلام الحروق.
بقي أن نقول إن الحناء تتوفر اليوم صناعياً وهذه تستخدم في الوشم المؤقت، ولكنها ذات آثار ضارة. ولكن فيما يبدو فإن الجزيئة
الفاعلة في الحناء الطبيعية يمكن أن تكون ضارة للأطفال عند استخدامها في وشمهم مما
قد يشكل لديهم حساسية دائمة.، وكذلك فإن زهور الحناء تستخدم لاستخراج عطر قوي محبب في بعض المناطق مثل
تونس ولا يطاق في غيرها مثل فرنسا!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق