جزم الفعل المضارع
ما يَجزم الفعلَ المضارع ضربان: أحدهما يجزم فعلاً مضارعاً واحداً، والآخر يجزم فعلين مضارعين.
¨ فما يجزم فعلاً واحداً، أربعة أحرف، دونكها في أمثلة:
- (لَمْ): ومن خصائصه أنه يقلب زمن المضارع إلى ماضٍ. نحو: [لم نسافِرْ]. أي: لم نسافر في الماضي.
- (لَمّا): ومن خصائصه أنه ينفي حدوث الفعل من الزمن الماضي حتى لحظة التكلم. نحو: [عزَمْنا على السفر، ولمّا نسافرْ]. أي: ولم نسافر حتى الآن.
- (لام الأمر): نحو: [لِنُسافرْ، فمَن سافر تجدَّد](1).
- (لا الناهية): نحو: [لا تسافرْ وحيداً، فالرفيق قبل الطريق].
¨ وما يجزم فعلَيْن عشر أدوات، دونكها في أمثلة(2):
- (إنْ): نحو: [إنْ تدرسْ تنجحْ]. وهو حرف. وسائر الأدوات التالية أسماء، وهي:
- (مَنْ): للعاقل نحو: [مَنْ يدرسْ ينجحْ].
- (ما): لغير العاقل نحو: [ما تفعلْ مِن خير، تنلْ جزاءَه].
- (مهما): لغير العاقل نحو: [مهما تَكتُمْ خلائقَكَ تُعْلَمْ].
- (متى): للزمان، نحو: [متى تزرْنا نُكرمْك]. وقد تلحقها (ما) الزائدة: [متى ما تزرْنا نكرمْك].
- (أيّان): للزمان، نحو: [أيّان يَصُنْكَ القانون تُصَنْ]. وقد تلحقها (ما) الزائدة: [أيان ما يصنْك القانون تُصَنْ].
- (أين): للمكان، نحو: [أين تجلسْ أجلسْ]. وقد تلحقها (ما) الزائدة: [أينما تجلسْ أجلسْ].
- (أنّى): للمكان، نحو: [أنّى تُقِمْ نَزُرْكَ].
- (حيثما): للمكان، نحو: [حيثما تستقمْ تُحْتَرَمْ].
- (أيّ): اسم مبهم معرَب، نحو: [أيَّ كتابٍ تقرأْ يُفِدْكَ]. وقد تلحقها (ما) الزائدة: [أيَّما كتابٍ تقرأْ يُفِدْكَ]. وتمتاز من الأدوات الأخرى، بمزيتين، إليكهما:
ا- لا بدّ بعدها من مضاف إليه ظاهر، نحو: [أيَّ كتابٍ تقرأْ يُفِدْكَ]، أو مقدَّر، نحو: [كتابَ أيٍّ ... تقرأْ يفدْكَ]. أي: كتاب أيِّ مؤلِّفٍ...
2 - تأتي مرفوعةً ومنصوبة ومجرورة، على حسب موقعها من الكلام(3).
الشرط والجواب
تدخل أداة الشرط على فعلين، فيسمى الأول فعل الشرط، ويسمى الثاني جواب الشرط. ويكون ذلك على أربعة أضرب، إليكها في أمثلة:
إنْ تدرسْ تنجحْ: (الشرط والجواب مضارعان).
إنْ درست نجحت: (الشرط والجواب ماضيان).
إنْ تدرسْ نجحت: (الشرط مضارع والجواب ماضٍ).
إن درست تنجحْ: (الشرط ماضٍ والجواب مضارع)(4)
فإذا لم يكن جواب الشرط فعلاً مضارعاً ولا فعلاً ماضياً، أوكان أحدَهما،
ولكن تعذّر تأثير أداة الشرط فيه - لمانع يمنع من ذلك، كما سترى – يُؤتى
عند ذلك بفاءٍ(5) تدخل على
الجواب، فتربطه بالشرط. وقد نُظِمت هذه الموانع في بيت من الشعر لتيسير
حفظها، نورده فيما يأتي، مع التعليق على كلٍّ منها للإيضاح:
اِسميّةٌ طلبيَّةٌ وبجامِدٍ وبـ(ما) و(لن) وبـ(قد) وبـ(التنفيسِ)
اِسمية: يعني إذا كان الجواب جملة اسميّة، نحو: [إن تصفحْ فـ الصفحُ أجمل](6).
طلبية: أو كان الجواب ذا صيغةٍ طلبية، نحو: [إن أخطأتَ فـ اعتذِرْ].
جامد: أو كان الجواب فعلاً جامداً، نحو:[إن تتعبِ اليوم فـ عسى أن ترتاح غداً].
ما: أو كان الجواب مصدَّراً بـ [ما]، نحو: [إن تجتهدْ فـ ما نجاحك بعجيب].
لن: أو كان الجواب مصدَّراً بـ [لن]، نحو: [منْ يستقمْ فـ لن يندمَ].
قد: أو كان الجواب مصدَّراً بـ [قد]، نحو: [إن أساءت الأيام فـ قد تُحْسِنُ].
التنفيس(7): أو كان الجواب مصدَّراً بالسين أو سوف، نحو: [من يسِرْ على الدرب فـ سيصلُ، من يسرْ على الدرب فـ سوف يصلُ].
الجزم بالطلب
يُجزم الفعل المضارع، إذا جاء مسبَّباً عن طلبٍ(8) قبله، نحو: [ادرسْ تنجحْ]، فالفعل [تنجحْ] إنما جُزم، لأنه مسبب عن طلبٍ قبله هو [ادرسْ]، فإن لم يكن كذلك لم يكن جزم، ومنه قوله تعالى: ]ولا تَمْنُنْ تستكثرُ] (9) (المدثر 74/6)
أحكام:
¨ تذكير بقاعدة كليّة: ما يُعلَم يجوز حذفه، ومنه قول الشاعر:
فطلِّقْها، فلست لها بكفءٍ وإلاّ... يعلُ مفرقَكَ الحسامُ
أي: وإلاّ تطلِّقْها يعلُ. فحَذَفَ فعل الشرط، للعلم به.
ومنه قولهم: مَن أكرمك فأكرمه، ومَن لا فلا !! أي: ومن لا يُكرمْك فلا تُكرمْه. وفيه حذْفُ الشرط والجواب معاً، وقد دلّ السياق على ما حُذِف.
¨ قد يتقدَّم جواب الشرط على الشرط والأداة. نحو: [أنت ظالم إن فعلت]. والكلام قبل تقدُّم الجواب: [إن فعلت فأنت ظالم](10).
¨ إذا اجتمع شرط وقسم، فالجواب للأول منهما، نحو: [والله - إن نجحتَ - لأكافئنّك]. و[إن تسافرْ - والله - أسافرْ]. فإن تقدّم عليهما ما يحتاج إلى خبر، جاز أن تجعل الجواب لأيهما شئت. تقول: [خالدٌ والله - إن يجتهد - لينجحنَّ] و[خالدٌ - والله - إن يجتهد ينجحْ].
تبيين: بين مدرسة البصرة ومدرسة الكوفة خلاف في تقدُّم الفاعل على فعله. ففي نحو: [خالدٌ سافر]،
تقول الكوفة: يجوز أن يتقدم الفاعل على فعله. فيكون [خالدٌ: فاعلَ
(سافر)]. والبصرة تقول: [بل (خالدٌ): مبتدأ، وفاعلُ [سافر] ضمير مستتر
تقديره [هو] يعود إلى [خالد]، وجملة: [سافر] خبر (خالدٌ)].
وبناءً على ما قدّمنا مِن اختلافهم، يكون لكلمة [الضيوف] من قولك: [إنِ الضيوفُ حضروا فاستقبلْهم] إعرابان:
فبناءً على رأي الكوفة:
[الضيوف] فاعلٌ لفعلِ [حَضَر] والواو علامة جمع. شأنها كشأن التاء مِن: [زينبُ سافرتْ]، فإنها علامة تأنيث.
وبناءً على رأي البصرة:
[الضيوف] فاعل لفعلٍ محذوف، يفسّره الفعل المذكور، أي: [حضر]. والتقدير: [إنْ حضر الضيوف حضروا فاستقبلهم].
ملاحظة: نكرر هنا ما قلناه في الحاشية قبل بضعة أسطر من أن العرب قالت:
[إنِ الضيوف حضروا فاستقبلهم]، واختلاف المدرستين في إعراب هذا التركيب، لا
يغيّر منه شيئاً!!
* * *
نماذج فصيحة من استعمال الجزم
· ]مَن كان يريد حرثَ الآخرة نزدْ له في حرثه[ (الشورى 42/20)
دخلت أداة الشرط [مَن] على ماضٍ: [كان]، فمضارعٍ فجزمته: [نزدْ].
· ]ومن كان يريد حرثَ الدنيا نُؤتِهِ منها[ (الشورى 42/20)
دخلت أداة الشرط [مَن]، على ماضٍ: [كان]، فمضارع فجزمته: [نؤتِ].
· قال قعنب ابن أمّ صاحب (المغني /772):
إن يسمعوا سُبَّةً طاروا بها فرحاً عنّي، وما يَسمعوا مِن صالحٍ دَفَنُوا
[إن يسمعوا... طاروا]: دخلت أداة الشرط [إن] في صدر البيت على مضارع
فجزمته: [يسمعوا]، فماضٍ: [طاروا]؛ كما دخلت أداة الشرط [ما] في العجُز،
على مضارع فجزمته: [يسمعوا]، فماضٍ: [دفنوا].
· [مَنْ يَقُمْ ليلةَ القدر إيماناً واحتساباً، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخّر]. (حديث شريف)
وقد دخلت أداة الشرط [مَنْ] على مضارعٍ: [يقمْ] فجزمته، فماضٍ: [غُفِر].
· قال الحطيئة (الديوان /81 ولسان العرب 15/57):
متى تأتِهِ - تعشو إلى ضوء ناره - تَجِدْ خيرَ نارٍ عندها خيرُ موقِدِ
[متى تأتِه... تجد]: دخلت أداة الشرط [متى] على مضارعين: [تأتِ وتجدْ]
فجزمتهما. والأصل: [تأتي] وجُزم بحذف الياء، و: [تجد] وجزم بالسكون.
· قال الأحوص (الديوان /190):
فطلِّقْها فلستَ لها بكفءٍ وإلاّ يَعْلُ مفرقَكَ الحسامُ(11)
(إلاّ = إنْ
لا). حُذِف فِعلُ الشرط من التركيب، للعلم به، والأصل: إلاّ تطلِّقْها
يعْلُ مفرقَكَ الحسام. ففعل الشرط المحذوف [تطلقها] مجزوم بالسكون، وجواب
الشرط: [يعلُ]، مجزوم بحذف الواو، إذ الأصل: [يعلو].
· ]فإن استطعتَ أن تبتغيَ نفقاً في الأرض أو سلَّماً في السماء[ (الأنعام 6/35)
[إن استطعت...]: دخلت أداة الشرط [إن] على فِعلٍ ماضٍ: [استطعت]، وأما
الجواب فمحذوف، والتقدير: [إن استطعت أن تبتغي... فافعلْ].
· ]لئن اجتمعت الإنسُ والجنُّ على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله[ (الإسراء 17/88)
[لئن اجتمعت... لا يأتون]: في الآية قسَمٌ، دلّت عليه اللام الموطِّئة،
وبعده شرطٌ أداتُه [إنْ]. والقاعدة: أنّ الشرط والقسم إذا اجتمعا، فالجواب
للأول منهما. والقسم في الآية هو الأول، فالجواب إذاً له، وهو: [لا يأتون]،
ولم ينجزم، لأنه جواب القسم، ولو كان جواباً للشرط لانجزم فقيل: [لا
يأتوا].
· قال عبد الله ابن الدُّمَينة يتغزَّل (الديوان /17):
لئن ساءني أنْ نلتِني بمساءةٍ لقد سرَّني أني خطرتُ ببالكِ
[لئن ساءني... لقد سرني]: اجتمع في البيت قسمٌ وشرط، والقسم هو الأول،
فالجواب إذاً له، وهو: [لقد سرني]؛ يدلُّكَ على ذلك قوله في الجواب: [لقد]،
ومعلومٌ أنّ اللام و[قد]، إنما تقعان في جواب القسم، لا في جواب الشرط.
· ]وإنْ أحدٌ من المشركين استجارك فأجِرْه حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه[ (التوبة 9/6)
في الآية مسألتان: الأولى، دخول أداة الشرط على اسم: [إنْ أحدٌ]، بناءً
على رأي الكوفيين. والثانية تقديم الفاعل [أحدٌ] على فعله [استجارك]، بناءً
على رأيهم أيضاً.
· ومثل ذلك قول السموءل:
إذا سيّدٌ منا خلا قام سيّدٌ قؤولٌ لما قال الكرام فعولُ
وفيه مسألتان مماثلتان هما: تقَدُّمُ الفاعل [سيدٌ] على فعله [خلا]، ودخول
أداة الشرط [إذا] على الاسم [سيد] (من المفيد أن نشير هنا إلى أنه لا فرق
في هذا بين أداة شرط جازمة، وأداة شرط غير جازمة) ويطابقهما في كل ذلك قولُ
تأبط شرّاً:
إذا المرء لم يَحْتَل وقد جدَّ جدُّهُ أضاع وقاسى أمره وهو مدبِرُ
وأما على حسب رأي البصريين ففي كل ذلك: يُعَدّ الاسم بعد أداة الشرط
فاعلاً لفعل محذوف يفسّره الفعل المذكور. ومن ثم تكون الأداة قد دخلت على
فعل. ويكون التقدير في الآية: [وإنِ استجارك أحدٌ من المشركين استجارك
فأجره]. وفي قول السموءل: [إذا خلا سيّدٌ منا خلا سيِّد قام سيّدٌ]. وفي
قول تأبّط شرّاً: [إذا لم يحتل المرءُ لم يحتل المرء أضاع]...
· ]وإن تصبْهم سيِّئةٌ بما قدَّمتْ أيديهم إذاْ هم يقنطون[ (الروم 30/36)
[إن تصبهم... إذا هم يقنطون]: جواب الشرط جملةٌ اسمية: [هم يقنطون]، وهذا
يوجب اقترانها بالفاء الرابطة، وهو الأكثر. ولكن يجوز إقامة [إذاْ]
الفجائيّة، مُقام الفاء، كما ترى هنا، إذ كلاهما جائز.
· قال سعد بن مالك (المغني /264):
مَنْ صَدَّ عن نيرانها فأنا ابنُ قيسٍ لا براحُ
[من صدّ... فأنا...]: جواب الشرط جملة اسمية هي: [أنا ابن قيس]، ومتى كان
الجواب جملة اسمية وجب ربطها بالفاء، ولذا قال الشاعر: [فأنا...]،
والاستعمال إذاً على المنهاج.
· ]قالوا إن يسرقْ فقد سرق أخٌ له من قبل[ (يوسف 12/77)
[إن يسرق... فقد سرق]: جواب الشرط: [قد سرق]، مصدَّرٌ بـ [قد]، وذلك مانعٌ
مِن تأثير أداة الشرط فيه، ولذا وجب ربطه بالفاء: [فقد...]، والاستعمال
على المنهاج.
· ]ومن أحياها فكأنما أحيَا الناس جميعاً[ (المائدة 5/32)
[من أحياها فكأنما]: الجواب: [كأنما أحيَا] مصدّرٌ بـ [كأنما]، وذلك مانع
مِن تأثير أداة الشرط فيه، وهذا يوجب ربطه بالفاء، ولذا قيل: [فكأنما...].
· ]بل لمّا يذوقوا عذابِ[ (ص 38/8)
[لمّا] حرف جازم، من خصائصه أنه ينفي حدوث الفعل من الزمن الماضي حتى لحظة
التكلم. فيكون المعنى في الآية: أنهم لم يذوقوه حتى الآن، ولكنهم
سيذوقونه.
· ]فلْيَستجيبوا لي ولْيُؤمنوا بي[ (البقرة 2/186)
لام الأمر حرف جازم، حركته الكسر، ولكن يجوز إسكانه إذا دخلت عليه [الفاء،
أو الواو، أو ثمّ]، وما تراه من سكونه في الآية، فلدخول الفاء عليه مرّة،
ودخول الواو عليه أخرى.
· ]مَنْ يُضْلِلِ الله فلا هاديَ له[ (الأعراف 7/185)
[من... فلا هادي له]: [من]: أداة شرط، جزمت فعل الشرط: [يضللْ]، وأما
الجواب فيتعذّر تأثيرها فيه، لأنه جملة اسمية: [لا هاديَ له]، فاستوجب ذلك
ربطَها بالفاء، ولذا قيل: [فلا...].
· ]أرسلْه معنا غداً يرتعْ[ (يوسف 12/12)
[أرسله... يرتعْ]: [أرسلْه]: فعل أمر، فهو إذاً طلب، وفعل: [يرتعْ]، جواب
الطلب، وهو مسبَّب عن الطلب قبله، ولذلك جُزِم. وتجد الشيء نفسه في الآية
الآتية:
· ]اقتُلوا يوسفَ أو اطرحوه أرضاً يَخْلُ لكم وجه أبيكم[ (يوسف 12/9)
[اقتلوا... يخلُ]: هاهنا فعل أمر: [اقتلوا] معطوف عليه فعلُ أمرٍ آخر:
[اطرحوا]، والأمر - كما علمتَ - طلب، وجواب الطلب هو [يَخْلُ]، مسبَّب عن
الطلب قبله، ولذلك جُزِم فحُذفت الواو، وأصله [يخلو]. وما قلناه هاهنا،
يقال في الآية الآتية:
· ]قاتلوهم يعذِّبْهم الله بأيديكم[ (التوبة 9/14)
[قاتلوا... يعذِّب]: فعل الأمر: [قاتلوهم] طلب، وجواب الطلب [يعذِّبْهم]، وهو مسبّب عن الطلب قبله، ولذلك جُزِم.
· قال امرؤ القيس:
قفا نبكِ مِن ذكرى حبيبٍ ومنْزلِ بِسِقْطِ اللِوى بين الدَخُولِ فحَوْمَلِ
[قفا نبك]: في البيت: فعل أمر، والأمر طلب، وجواب الطلب: [نبكِ] وهو مسبب
عن الطلب، ولذلك جزم. وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والأصل قبل الجزم [نبكي].
العودة إلى البحوث
العودة إلى البحوث
1- لام الأمر مكسورة، فإن سبقتها واوٌ أو فاء أو ثمّ، جاز أيضاً تسكينُها، نحو: ولْتكنْ، فلْيمددْ، ثمّ لْيقطعْ.
2-
أغفلنا ذكر [إذما] لندرة استعمالها عموماً، وعدمه في القرون المتأخرة
خصوصاً. وأما [كيفما] فقد اختلف النحاة فيها .وإذ لم يكن للقائلين بشرطيتها
شاهد، فقد آثرنا مذهب مسقطيها. غير أن كِلا الفريقين مجمعان - في كل حال - على أنْ لا بدّ من أن يكون الفعلان بعدها متفقين لفظاً ومعنىً. نحو: [كيفما تقعد أقعد].
3- مثالها مرفوعةً: أيُّ رجُلٍ يَصدُقْ يُحْتَرَمْ، ومنصوبةً: ]أَيّاً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى[، ومجرورةً: بأيِّ حُكْمٍ تقبَلْ أقبَلْ.
4- تلاحظ أن كلاًّ من الشرط والجواب، إنما يظهر عليه الجزم، إذا كان مضارعاً.
5- يسميها النحاة [الفاء الرابطة للجواب].
6- الجملة الاسمية، تُربَط بالفاء كما تُربَط أيضاً بـ [إذا الفجائية]، نحو: ]وإنْ تُصبْهم سيّئة بما قدّمت أيديهم إذا هم يقنطون[ (الروم 30/36)
7- المقصود بالتنفيس: السين وسوف.
8- الطلب: أمرٌ أو نهيٌ أو استفهامٌ أو عرض أو تحضيض أو تمنٍّ أو ترجٍّ.
9-
فعل [تستكثرُ] ليس مسبَّباً عن: [لا تمنن]، إذ ليس المعنى: [لا تمنن، فإنك
إلاّ تمنن تستكثرْ] بل المعنى: [لا تمنن مستكثراً]، والجملة إذاً، حال من
فاعل (تمنن)، وليس فعلها جواباً للطلب.
10-
في كتب الصناعة أن جواب الشرط لا يتقدّم، فإذا جاء متقدِّماً، قيل هذا
المتقدم ليس جواب الشرط، بل جواب الشرط مثلُه، ولكنه محذوف!! والتقدير
عندهم كما جاء في ابن عقيل 2/380: [أنت ظالم، إن فعلت فأنت ظالم]!! وهو
رأيٌ متخيّل، لم يأت به قرآن، ولا حديث،
ولا سُمع في شعر العرب، ولا نثرهم، ولا في مثَلٍ من أمثالهم، ولذلك أعرضنا
عنه، ولزمنا ما قالت العرب؛ ومهما يدُر الأمر، فإن التركيب هو هو في
الحالين، وإنما الاختلاف في إعرابه!!
11- للبيت روايات أخرى، أشار إليها محقّق الديوان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق