هو اسم لا يتمّ معناه إلاّ إذا وُصل بشبه جملة(1) أو جملة. فمِن وصْله بشبه الجملة قولك: [أعطني الكتاب الذي عندك]. و[أعرني الكتاب الذي في الدار]. ومن وصْله بالجملة قولك: [قرأت الكتاب الذي اشتريته].
واعلم أن الأسماء الموصولة صنفان:
¨ صنف تُفْرَد ألفاظه وتُثنى وتجمع وتذكّر وتؤنث (على حسب الحال). وهي: الذي (للمفرد المذكر)، اللذان - اللذَيْن(للمثنى المذكر)، الذِين (لجمع المذكر العاقل)، التي (للمفردة المؤنثة)، اللتان - اللتَيْن (للمثنى المؤنث)، اللاتي واللواتي واللائي (لجمع المؤنث)، الأُلى (لجمع المذكر، عاقلاً أو غير عاقل)(2).
¨ والصنف الثاني: أسماء تكون بلفظ واحد للمفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث، وهي: مَنْ (للعاقل)، نحو: [يستفيد مَنْ يقرأ]، ما (لغير العاقل)، نحو: [أقرأُ مِن الكتب ما يفيدني]، أَيّ (للعاقل وغيره)، نحو: [سأزور أيَّهم أَفْضَلُ] و[يزورني أيُّهمأَفْضَلُ] و[أسلِّم على أيِّهم أَفْضَلُ](3).
* * *
نماذج فصيحة من استعمال الاسم الموصول: [الأُلى]
· قال عبيد ابن الأبرص (الديوان /8):
ديارُ بني سعدِ ابنِ ثعلبةَ الأُلى أذاع بهمْ دهرٌ على الناس رائبُ
وقد استعمل [الأُلى] لجمع الذكور العقلاء، إذ أتى به نعتاً لبني سعد ابن ثعلبة.
· وقال المجنون (الديوان /170):
محا حبُّها حبَّ الأُلى كُنَّ قبلَها وحلَّتْ مكاناً لم يكن حُلَّ مِن قَبْلُ
فجاء بهذا الاسم الموصول: [الأُلى] لجمع الإناث العاقلات، إذ أراد بقوله
[حبُّ الأُلى كنّ قبلها]: حبّ النساء اللواتي كنّ قبلها.
· وقال أبو ذؤيب (شرح أشعار الهذليين 1/192):
وتُبْلي الأُلى يَسْتَلْئِمون على الأُلى تَرَاهُنَّ يومَ الرَّوعِ كالحِدَأ القُبْل
(ذَكَر المنونَ (الموت) في بيت سابق، ويريد: المنون تُبلي. يستلئمون:
يتدرّعون. الحِدَأ: جمعٌ مفرده حِدَأة: طائر معروف. القُبْل: ذوات
الحَوَل.)
وقد أتى بـ [الأُلى] مرتين في البيت: مرة لجمع الذكور العقلاء، وذلك قوله:
[الأُلى يستلئمون]: أي الفرسان. ومرة لجمع ما لا يعقل، وذلك قوله: [الأُلى
تراهنّ]: أي الخيول.
العودة إلى البحوث
العودة إلى البحوث
1- شبه الجملة هو ظرف أو جار ومجرور.
2- ورد استعماله جمعاً للمؤنث أيضاً - انظر شرح ابن عقيل 1/142
3-
الاسم الذي يأتي بعد [أيّ] هذه، مرفوع دوماً على أنه خبر لمبتدأ، قد يحذف
كما رأيت في [أيهم... أفضل] وقد يُذْكَر فيقال: [أيّهم هو أفضل]. ويسمي
النحاة هذا الضمير الذي يجوز ذكره وحذفه: [صدر الصلة].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق