المصدر اسم يدلّ على الحدث(1).
فأمّا مصدر الفعل الثلاثي فسماعي، يُعرف بالرجوع إلى المعاجم.
وأما مصدر ما فوق الثلاثي، من رباعي أو خماسي أو سداسي، فقياسيّ. ودونك حديثَ ذلك:
تمتاز مصادر الأفعال فوق الثلاثية بموسيقى إيقاعيّة، تسبق إلى اللسان
والأذن جميعاً، بلا استثناء في إيقاعها، ولا اختلاف في حركاتها وسكناتها.
1- فإذا قلت مثلاً: عَظَّمَ فالمصدر تَعْظِيم، حتماً.
وذلك أن كل فِعلٍ وزنه [فَعَّل]، فإن مصدره [تَفْعِيل]:
فـ: شَمَّر تَشْمير تَفْعِيل
و: صغّر تصغير =
و: حرّك تحريك =
و: سكّن تسكين =
و: صمّم تصميم تَفْعِيل وهكذا...(2)
2- وإذا قلت ساهَمَ مثلاً، فالمصدر مُساهَمَة حتماً. وذلك أنّ كل فعل وزنه [فاعَلَ] فإن مصدره [مُفاعَلَة]:
فـ: ناظَرَ مُناظَرَة مُفاعَلَة
و: يامَنَ مُيامَنَة =
و: ياسَرَ مُياسَرَة =
و: سامَرَ مُسامَرَة =
و: باعَدَ مُباعَدَة = وهكذا...
3- وإذا قلت دحرج مثلاً، فالمصدر دحرجة حتماً (3).
وذلك أنّ كلّ فعل وزنه [فَعْلَلَ]، فإن مصدره [فَعْلَلَة].
فـ: عَسْكَر عَسْكَرَة فَعْلَلَة
و: بَعْثَر بَعْثرة فَعْلَلَة
و: فرقع فرقعة =
و: زلزل زلزلة =(4)
و: زخرف زخرفة = وهكذا...
4- ثم إن كلّ فِعْلٍ زِدتَ في أوّله تاءً، فلفظُه ولفظُ مصدرِه سواء، إلا الحرف الرابع من المصدر، فيُضَمّ:
فـ: تَبادَلَ مصدره تَبادُل
و: تَزَلْزَلَ = تَزَلْزُل
و: تَكَلَّمَ = تَكَلُّم
و: تَسَرْبَلَ = تَسَرْبُل
و: تَعَجْرَفَ = تَعَجْرُف وهكذا...
بعد هذه الأنماط الأربعة من الأفعال فوق الثلاثية ومصادرها، نورد القاعدة التالية، وهي أنّ:
[كلّ فعل ماض زاد على ثلاثة أحرف، مبدوءٍ بهمزة(5)، فلفظُه ولفظُ مصدره سواء، عدا أن أول المصدر مكسور حتماً، وقبل آخره ألِفٌ حتماً](6).
فـ: أَكرمَ مصدره إِكرام
و: أسرعَ = إِسراع
و: أنزلَ = إِنزال وهكذا...
[فإن كان خماسيّاً أو سداسيّاً، كُسِر ثالثُه أيضاً].
فـ: اِنحدرَ مصدره اِنحِدار
و: اِطمأنَّ = اِطمِئنان
1-
فائدة للشّداة من الطلاب: إن مما يسهّل معرفة مصدرِ فِعلٍ من الأفعال مثل:
[كتَبَ - نَامَ - حَفِظَ - سافَرَ - بَكى - شَرِبَ إلخ] أن يؤتى برَوْسَم
(كليشة) لا يتغيّر هو:
[حَدَثَ فِعْلُ...]، فتكون الكلمة الثالثة هي المصدر. وتطبيقاً على
الأفعال المذكورة آنفاً يقال: [حَدَثَ فِعْلُ الكِتابة - حَدَثَ فِعْلُ
النَّوم - حَدَثَ فِعْلُ الحِفْظ - حَدَثَ فِعْلُ السَّفَر - حَدَثَ فِعْلُ
البُكاء - حَدَثَ فِعْلُ الشُّرْب] والكلمات: [الكتابة - النوم - الحفظ -
السفر - البكاء - الشرب] هي المصادر.
2- من تفريع هذا الوزن، أنّ [فَعّلَ] إذا كان آخره حرف علّة، نحو: [عرّى] فالمصدر [تَفْعِلَة]: [تَعْرِيَة].
فـ: وصّى توصية تَفْعِلَة
و: زكّى تزكية =
و: عدّى تعدية =
و: سمّى تسمية =
و: سلّى تسلية = وهكذا..
لكنّ من يتأمل يتبيّن له أن [سمّى] مثلاً، وزنُه [فَعَّلَ]، وذلك لأن
الأصل فيه [سَمَّيَ]، وأن [التسمية] وزنُها [تفعيل]، لأن الأصل فيها
[تَسْمِيْي]، ثم حذفت الياء للتخفيف، وعوّض منها التاء فقالوا: [تسمية]،
وقس على ذلك. فالفرق إذاً بين [التَّفْعِيل] و[التَّفْعِلَة]، إنما هو فرق
ظاهري، وإلا فإن هذا - في الأصل - هذا، والقاعدة لم تنكسر.
3- يلحق بـ [دَحْرَجَ]، كلُّ فِعلٍ يماثله في حركاته وسكناته، نحو بَسْمَلَ وزَلْزَلَ وبَيْطَرَ... وأما اختلاف الحروف ما بين لام وصاد وباء وعين إلخ... فلا قيمة له في إيقاع الوزن.
4-
إذا كان الفعل مضاعفاً، نحو: [زلزل ودندن] أي متماثل الأول والثالث، فله
مصدر قياسيّ آخر هو [فَعْلال]، فيقال: [زلزل: زلزلة وزَلزالاً، ودندن:
دندنة ودَنداناً].
5- لا فرق في ذلك بين همزة وصل وهمزة قطع.
6- إذا
كان قبل آخر الفعل ألِفٌ أيضاً، نحو: [أقام - استقام - أحال - استحال...]
تعذّر تتابعُ أَلِفَيْن قبل الآخر: [ألِف الفعل وألف المصدر]، فتحذف ألف،
ويُؤتى في آخر المصدر بتاء مربوطة. فـ: [أقام مصدره إقامة] و[اِستقام مصدره
اِستقامة] و[أحال مصدره إحالة] و[اِستحال مصدره اِستحالة] وهكذا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق