الصفة المشبهة: هي اسم يُشتَق من الفعل الثلاثي اللازم، للدلالة على صفة، يغلِب في كثير من الأحوال(2) أن تتطاول مع الزمن وتستمر، نحو: [أخضر - سكران - عطشان - فَرِح...]، وقد تدل أحياناً على صفة دائمة، نحو: [أعرج - أعمى - قصير - طويل...].
صيغها: لها صيغة قياسية واحدة هي: (أفعل)، ومؤنثها (فعلاء) تدل على لون أو حلية، فاللون نحو: [أبيض - أسود - أحمر...]، والحلية نحو: [أعرج - أكحل - أحمق...].
وأما صيغها الأخرى فكثيرة، دونك أشهرها:
فَعْلان
|
ومؤنثها
|
فَعْلى:
|
سكران - شبعان - عطشان...
|
فَعِل
|
ومؤنثها
|
فَعِلَة:
|
تعِب - مرِح - قلِق...
|
فَعِيل
|
ومؤنثها
|
فَعِيلَة:
|
كريم - جميل - بخيل...
|
الأحكام:
ليس للصفة المشبهة إعراب خاصّ، فهي تعرب على حسب موقعها من الكلام. غير أن الاسم بعدها قد يكون فاعلاً لها، نحو: [خالدٌ جميلٌ وجهُه]. (وجهُه: فاعل)، أو مضافاً إليه، نحو: [خالدٌ جميلُ الوجهِ]، (الوجهِ: مضاف إليه). أو تمييزاً، نحو: [خالدٌ جميلٌ وجهاً]، (وجهاً: تمييز).
* * *
شاهدان فصيحان من الصفة المشبهة، ثم ثلاثة أمثلة:
1- الشاهدان:
· قالت الشاعرة الخرنق بنت هفان من بني قيس:
لا يَبْعَدَنْ قومي الذين هُمُ سَمُّ العُداةِ وآفَةُ الجُزْرِ
النازِلُونَ بكلّ مُعْتَرَكٍ والطَّيِّبُونَ مَعاقِدَ الأُزْرِ
[لا يبعدن: لا يهلكن؛ تدعو لقومها ألاّ يهلكوا. وسَمّ العداة: تريد أنهم
يقضون على أعدائهم قضاء السمّ. والجُزْر: الإبل، جمع جزور، وهم آفتها لكثرة
ما ينحرون منها للأضياف. والطيبون معاقد الأزر: كناية عن عفتهم].
[معاقد]: معرفة، بإضافته إلى [الأزر]، و[الطيبون]: صفة مشبهة، نَصَبَتْ [معاقد] على التمييز.
· وقال المتنخّل الهذلي يرثي ابنه:
لقد عَجِبتُ وما في الدهر مِن عَجَبٍ أَنَّى قُتِلْتَ وأنتَ الحازمُ البَطَلُ
السالكُ الثغرةَ اليقظان سالِكُها مشيَ الهلوكِ عليها الخَيْعَلُ الفُضُلُ
[الثغرة: كل ثَنيّة في الطريق يُخاف فيها الأعداء، ومشيَ الهلوك: أي يمشي
مشي المرأة المتهتكة، والخيعل: قميصٌ بغير كمين، لا إزار تحته. وإنما أراد
من ذلك، بيان زهوه ببطولته، واستهانته بما يخشاه سواه].
[اليقظان]: صفة مشبهة، [سالكُها]: سالك، فاعل للصفة المشبهة مرفوع بالضمة، و[ها] مضاف إليه.
2- الأمثلة الثلاثة:
وننبّه
على أننا أتينا بها عمداً - في كل مثال من الأمثلة الثلاثة - مرة مع
[ألـ]، ومرة بدون [ألـ]، لنبين أن دخول هذه الأداة على [الصفة المشبهة]
وعدم دخولها، لا يغير شيئاً من إعرابها، ولا إعرابِ ما بَعْدَها من
الأسماء:
· بعدَ [الصفة المشبهة] مضافٌ إليه:
[رأيت رجلاً جميلَ الوجهِ، ورأيت الرجلَ الجميلَ الوجهِ]. فـ [الوجه] في الموضعين مضاف إليه.
· بعدها تمييز:
[مررت برجلٍ جميلٍ وجهاً، ومررت بالرجلِ الجميلِ وجهاً] أو [مررت برجلٍ جميلٍ وجهَه، ومررت بالرجل الجميلِ وجهَه]. فكلمة [وجه] في هذه المواضع الأربعة تمييز.
· بعدها فاعل:
[رأيت رجلاً جميلاً وجهُه، ورأيت الرجلَ الجميلَ وجهُه]، فكلمة [وجه] في الموضعين فاعل مرفوع للصفة المشبهة.
العودة إلى البحوث
العودة إلى البحوث
1-
يسميها النحاة [الصفة المشبهة باسم الفاعل المتعدي لواحد]. ورأَينا في
[مجموعة القرارات العلمية في خمسين عاماً / 303] اقتراحاً في المادة 18: أن
تسمى [الصفة الثابتة]. وإننا لَمَعَ هذا الاقتراح، فإنه أقرب إلى حقيقة
هذه الصفة، غير أن المصطلح المستقرّ يؤدّي تبديله إلى بلبلة وتشويش.
2-
إنما قلنا [يغلب في كثير من الأحوال] لأن بعض ذلك لا يستمرّ، بل يزول ببطء
نحو: [غضبان - سكران...]، أو بغير بطء نحو: [فرِح - حَزِن - قَلِق...]،
ولكنه يعود فيتكرر أو يتجدد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق