المفعول لأجله: مصدرٌ منصوب، يبيِّن عِلَّةَ وقوع الحَدَث، نحو: [وقفتُ إجلالاً للمعلِّم]. فالوقوف - وهو الحَدَث -  ناشئ عن علّة، هي: الإجلال.
*        *        *
 نماذج فصيحة من استعمال المفعول لأجله
   ·   ]ولا تقتلوا أولادَكمْ خَشيةَ إملاق[ (الإسراء 17/31)
     (الإملاق: الفقر). [خشيةَ]:
 مصدرٌ، تحقّقت له شروطُ نصبه مفعولاً لأجله. وذلك أنه مصدرُ [خشي-يخشى]، 
وقد بيّن علَّةَ قتل الجاهليين أولادَهم، وهي: خشية الإملاق.
   ·   قال حاتم الطائيّ:
وأَغْفِرُ عَوراءَ الكَرِيمِ ادّخارَهُ        وأُعْرِضُ عن شَتْمِ اللئيمِ تَكَرُّمَا
 
    [تَكَرُّما]: مصدر تحققت له شروطُ نصبه مفعولاً لأجله. وذلك أنه مصدرُ 
[تَكَرَّمَ - يتكرَّم]، وقد بيَّن علَّةَ إعراض الشاعر عن شتم اللئيم، وهي:
 [التكرّم].
    
 هذا، على أنّ في البيت مفعولاً لأجله آخر، هو: [اِدّخارَه]، فإنه مصدرٌ 
منصوب لفعْلِ: [اِدَّخَر - يدَّخِر]، وقد بيَّن علَّةَ غُفْرانِ الشاعرِ 
زَلَّةَ الرجلِ الكريمِ، وهي: ادِّخاره له أي: استبقاء مودّته.
   ·   ]يجعلون أصابعهم في آذانهم مِن الصواعق حَذَرَ الموت[ (البقرة 2/19)
    
 [حَذَرَ]: مصدر، تحقّقت له شروط نصبه مفعولاً لأجله. وذلك أنه مصدرُ 
[حَذِرَ - يحذَر]، وقد بيّن علَّةَ جعلِهم أصابعَهم في آذانهم، وهي: [الحذر
 من الموت]. 
   ·   قال الحارث بن هشام (هو أخو أبي جهل):   
فصفحتُ عنهمْ والأحبّةُ فيهمُ        طمعاً لهمْ بعِقابِ يومٍ مُفْسِدِ(2)
    
 [طمعاً]: مصدر: تحقّقت له شروط نصبه مفعولاً لأجله. وذلك أنه مصدرُ [طمِع -
 يطمَع]، وقد بيَّن علَّةَ صفحه عنهم، وهي: [الطمع بعقابهم بعدُ، في معركة 
يرجو النصر عليهم فيها]. 
    
 هذا، ولم نرَ حاجةً إلى مزيد من عرض نماذج أخرى وتحليلها. وذلك لسهولة 
البحث، ولأن المفعول لأجله لا يخرج في كل حال، عن أن يكون مصدراً يبيّن 
علّة وقوع الحدَث.
1- يسمونه أيضاً: [المفعول له].
2- قال هذا معتذراً مِن فراره يوم معركة [بدر]، وقد قُتِل فيها أخوه أبو جهل.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق