إذا
أراد العربي تنبيهك على ما يريد من مدح أو ذمّ أو ترحّم... خالف ما اعتيد
من طرائق التعبير الشائعة المألوفة، فقطع النعت عن المنعوت، فلم يتبعه في
الإعراب(1).
فإذا كان المنعوت مرفوعاً أتى بالنعت منصوباً نحو: [سافر خالدٌ العالِمَ].
وإذا كان المنعوت منصوباً أتى بالنعت مرفوعاً نحو: [رأيت خالداً العالِمُ].
فإذا كان المنعوت مجروراً أتى بالنعت منصوباً أو مرفوعاً نحو: [سلّمت على خالدٍ العالِمَ أو العالِمُ].
وقِسْ على أمثلة المدح هذه، ما كان ترحّماً نحو: [رأيت خالداً المسكينُ]، أو ذمّاً نحو: [سافر خالدٌ الكسولَ]، و[مررت بخالدٍ الجبانَُ] إلخ...
* * *
نماذج فصيحة من استعمال النعت المقطوع
· قال الأخطل (كتاب سيبويه - هارون 2/62):
نفسي فِداءُ أميرِ المؤمنينَ إذا أبْدى النواجِذَ يومٌ باسِلٌ ذَكَرُ
الخائضُ الغَمْرَ والميمونُ طائرُه خليفةُ اللهِ يُسْتسقَى بِهِ المَطَرُ
وفيه أنه استعمل الرفع بعد الجر. فقد جرّ كلمة [أميرِ] على أنها مضاف
إليه. ثم رَفَعَ كلمة [الخائضُ]، على أنها نعت مقطوع عن منعوته المجرور:
[أميرِ].
· وقال تعالى: [وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ[ (المسد 111/5)
وفيه استعمال النصب بعد الرفع. فقد جاءت كلمة [امرأتُه]، مرفوعة على أنها
معطوفة على ضمير [يصلَى] في الآية السابقة، ثم جاءت كلمة [حمّالةَ] منصوبة،
على أنها نعت مقطوع عن منعوته المرفوع: [امرأتُه].
· وقالت الخِرْنِق أختُ طرفَةَ بنِ العَبْد لأمّه:
لا يَبْعَدَنْ قَوْمِي الذين هُمُ سَمُّ العُداةِ وآفَةُ الجُزْرِ
النازلين بكلّ مُعْتَرَكٍ والطَّيِّبون مَعاقِدَ الأُزْرِ
(لا يَبْعَدَنْ: لا يَهْلِكَنْ، والجزر: الإبل. وإنما هم آفة الجزر، لكثرة
ما يذبحون منها للضيفان. الطيبون معاقد الأزر: أرادت وصفهم بالعفّة).
وفيه أن الشاعرة استعملت النصب بعد الرفع. فقد رفعت كلمة [سَمّ] على أنها
خبر [هم]، ثم نصبت كلمة [النازلين] على أنها نعت مقطوع عن منعوته المرفوع:
[سَمُّ].
العودة إلى البحوث
العودة إلى البحوث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق